18 ديسمبر، 2024 2:52 م

 الحكومات تطرح العناوين حسب مقتضى مصالحها

 الحكومات تطرح العناوين حسب مقتضى مصالحها

مات لا دين أو مبدأ لها بل تعمل المستحيل من أجل الحفاظ على مصالحها وسلطانها هكذا أخبرنا التاريخ وعلمتنا الأحداث وأثبتت لنا التجارب ، فتعطي لكل حدثٍ عنواناُ بما تحتاج له الظروف والقواعد الشعبية ، حتى تتلقى الحكومات التأييد لكل عمل تقوم به أو الصمت في أشد الأحوال ، فهذه القبائل التي رفضت خلافة أبي بكر بعد وفاة الرسول (ص) قد عنونت الحكومة رفضهم بالردة عن الإسلام ، وهذا معاوية يرفع قميص الخليفة عثمان للمطالبة بثأره وهو الذي تركه يقتل ولم يقدم له المساعدة وهو قادرٌ عليها بل سهل في قتل سعيد أبن الخليفة عثمان بن عفان ، وقد رفع بني العباس شعار للرضا من آل محمد (ص) ( العلويين)  في ثورتهم ضد بني أمية وعندما سيطروا على الحكم قاموا بقتل كل علوي أينما وجد ومن تبعهم بعد أن نشروا ما بين العباد أن الذي يشق عصى المسلمين هم نفسهم العلويين (آل محمد (ص))، وقد رفع العثمانيون راية الخلافة من أجل إرجاعها من جديد في حياة الأمة ، ولكنهم استعبدوا ألامة أشد العبودية وأصبح المسلمين عبيداً للأتراك وخيراتهم نهباً للسلاطين في اسطنبول ، وقد رفع راية الفاتحين الأنكليز لنشر العدل في ربوع المسلمين ، وبعد السيطرة والحكم قد رفعوا شعار الإحتلال والإنتداب وسقوا شعوب المنطقة أشد الظلم والعذاب ، وهكذا شعارات جميع الأنقلابات التي حدثت في الخمسينات والستينات كانت من أجل الحرية والديمقراطية والمحافظة على الثروات وتحرير فلسطين ، وأصبحت هذه الانظمة دكتاتوريات مجرمة قد سرقت كل الخيرات وقتلت خيرة الشباب وأدارت بوجهها عن فلسطين و رفضت كل شيء يدعوا الى حرية الشعوب أو الديمقراطية أو تحقيق الحقوق ، وهذه حكومات الغرب التي تنادي بالحياة الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة ورفض العنصرية وغيرها من الشعارات الفضفاضة ، وعند أنتقاد السود تتعالى الأصوات إنها العنصرية وعندما يستهجن مثقف ما جرائم اليهود تتسابق الأصوات إنها معاداة السامية وعندما تنتهك كرامة المسلمين من خلال التعدي على رسول الله (ص)
لم تبقى حكومة إلا وتصرح إنها حرية الرأي وقمة الديمقراطية ، هكذا تتلون الحكومات بمواقفها وشعاراتها أسرع وأدق من الحرباء بما تقتضيه عقلية الشعوب وكيف تتقبل الأحداث ، لهذا لا يمكن الوثوق بما ترفعه السلطات إلا بعد التحقيق والتمحيص والتثبيت ، لأنهم يعتقدون بمعاداتهم للشعوب يطول جلوسهم على كرسي الحكم والنفوذ ، وكل ما يطروحوه من شعارات أو إدعاءات ما هي إلا وسائل أو أدوات لتمرير مخططاتهم بدون أن يوجد هناك عناء ، فيستعملون الدين للتسويق لأن فيه أجمل الألوان تسرق القلوب من الأبدان ، وهم عنه بعاد كبعد الشيطان عن الإيمان ، وهكذا تستمر الحياة وليس هناك متعض من جرائم الحكام وما يطرحوه من شعارات تبقي سلطانهم على الرقاب ، لأن أغلب الشعوب تحركها الأهواء نتيجة تمسكها بالقشور من الأفكار ، وتبقى الحكومات تطرح الشعارات والأعذار لجرمها بطريقة الحامي عن الإنسان وتبقى الشعوب تمد رقابها جهلاً بمحتوى الأديان.