22 ديسمبر، 2024 8:06 م

الحكومات المتعاقبة .. ومشكلة الكهرباء .. وخدمـة المواطن

الحكومات المتعاقبة .. ومشكلة الكهرباء .. وخدمـة المواطن

كل الحكومات وبلا استثناء والتي جاءت وتسلمت الحكم ، عندما تنوي هذه الحكومات عندنا لعـمــل شـيء ، إلا انقلب ضـده ، وكان لها عكـس ما تشـتهي !! وما وضعـت اصـبعهـا على مكان سـليم ، إلا وصار جـرحــاً .
وما سـعت لتحقيـق مشـروع ” يسـعد ” الناس السـعداء بهـا … إلا وجاء مشــروعهـا في النـتيـجة وكأنـه أعّــدَ نكايــة بالوطـن والمواطـنين .
ومـا عمــدت الى اصـــلاح أمـر ، إلا وفســد هذا الأمـر ، وفســد معـه الدهـر ، وكان فســاده على قـدر اهتـمامهـا به … عدلاً وقسـطاسـا !
وما حاولـت ان تتقـرب مـرة من الشــعب ولـو زورا ، إلا وسـافـرت الى الفضـاء الخارجي !
كان العـــراق مملــوء بالشــجر الأخضـر .. والورد الأحمــر . .. الى ان مـدت الحكومــة يـدهــا وانشــأت دائـــرة ” الاعتـنـاء بالشــجرة ” .. فمنـذ ذلك الحــين لم يبــق في العـراق عــرق أخضــر أو أحمــر .
كـانت أســعار الأدويـــة شــبه مـقـبـولة ، الى ان فكــرت الحكومـة فـي ترخيصهــا ، فطـارت الأدويــة .. وطار معهــا أكثر من وزيــــر للصحـة : أفــــلام مثـــيرة .. تعـــرض دفعـــة واحــدة .
فكـــرت في تحســين منظومــة الكهــــرباء .. وصرفت من ميزانيــة الدولة عشــرات المليارات الدولاريــة .. وتراجعـــت الكهربـاء .. وعاد المواطـن الى استعمال الادوات التي كانت تستعمل في القرون الوسطـى .
وظـــل الناس يحـبــون وطنهــم .. الى ان تم انشـــاء فضائيــــات واذاعـات تحكــي عن حــــب الوطـــن .. والازدهـار .. والمجــد .. وفجأة .. هـرب حـب الوطـن من القلـوب !
وفكـــرت الحكــومـة فــي الغـــلاء … فازدادت الأســعار .
وقالــــت انهـا سـضرب أهــــل ( الفسـاد ) بيــد مـن حديـد ، فانقلــب الحـديـد فـي يـدها الى حــرير ناعم يشــفي من العلل .. ولا يـزيد أهل الفسـاد إلا ارتيـــاحاً !
كل ما فعلتـه الحكومــات من حســنات للشــعب ، لا تكون له الا نتيجة واحــدة : مــزيــد ثم مـزيـد من تـدعيــم اللصـوص والحراميــة .
والان الحكومــة الحالية نعتبرها حديثـة عهـد وتسلمت زمام امور الدولة وهي في ظروف لا تحسد عليها بعد ان تسلمت وخزينة الدولة شبه خاويـة .. وجائحة كورونا لازالت تضرب الوضع الصحي في مستشفياتنا البائسة في تقديم خدماتها … وهناك مشكلة ( زادت الطين بلة ) تلك هي هبوط اسعار النفط بشكل يحدث لاول مرة في التأريخ … كل هذه الامور تجمعت في وقت واحد .. والان ابتدأت الحكومة بحملة للسيطرة على المنافـذ الحدودية .. والموانيء والمطارات .. ونتمنى ان لا تكون هذه الحملة مثل سابقاتها وتصبح في مهب الريح .. المشكلة الآنية التي تشغل الناس في هذا الصيف اللاهب هي مشكلة تعثر تجهيز الكهرباء .. وهذه اصبحت متلازمة في كل صيف .. وتصرف المليارات .. وتذوب هذه المليارات مع حرارة الصيف .. والنكات السمجة التي يطلقها المسؤول عن الكهرباء في الاشهر التي يكون فيها جو العراق معتدلا ولايحتاج الى تبريد او مدافيء .. نراه يطلق العنان للتصريحات التي يضحك منها حتى الطفل ومنها .. سيكون تجهيز الكهرباء في الموسم القادم 20 ساعة واكثر .. وتظهر النتيجة معكوسة تماما .. والاعذار جاهزة ..
يا سادة يا كرام … الشعب تحمل اكثر من طاقته .