“صناعة عقل واحد، خير من إثارة ألف عاطفة، العقل يثبت والعاطفة تموت، وثابت واحد خير من ألف منتكس.” طلعت محمد عفيفي, وزير الأوقاف المصري السابق.
تَساءَل كثير من ذوي الاِختصاص, في الشأن السياسي, عن مدى استمرار التحالف, الذي أطلق عليه الإصلاح والإعمار, في ظل مغريات المناصب والتنصيب, وما يعتري المشهد السياسي, من النَصب على المواطن.
“إن خطورة المعركة لا تسمح, بأنصاف الحلول وأنصاف المواقف.” أنيس صايغ/ باحث ومفكر فلسطيني, ليس من الممكن أن يكون, العمل البرلماني ديموقراطياً بحق, مالم يكن جزء منه, يتحمل دور المعارضة السياسية السلمية, من أجل المراقبة والتقييم, وتقويم العمل الحكومي, إضافة للعمل على رفع قضايا, شبهات الفساد إلى القضاء.
كان السيد عمار الحكيم, منذ عدة سنين يشحذ الهمم, ويشجع من يرشحهم, بعدم التشبث في المناصب, عندما كان متزعماً للمجلس الأعلى, و السيد عبد المهدي بمنصب, نائب رئيس الجمهورية, وامتثالاً لما ارتأته المرجعية العليا, بعدم استقبال أي مسؤول حكومي, فقدم استقالته وكذلك عندما, كان وزيراً للنفط, وطالب المُتظاهرون بتغيير الوزراء, فكان من المبادرين, بتقديم استقالته.
وُلِد تيار الحكمة الوطني, ليحصل في الانتخابات البرلمانية, على تسعة عشر مقعداً, وكان باستطاعته المطالبة باستحقاقه الاِنتخابي, كغيره من القوائم, إلا أنَّ هناك ثوابت بفكر الحكيم, لترسيخ شعار التيار, الذي اتخذ من الحكمة, تياراً للخِدمة, فأعلن عن اختيارهِ المعارضة, دافعاً بالمصالح الخاصة, مرجحاً المصلحة الوطنية والشعبية, بمراقبة دور الحكومة وتصحيح المسار.
كنا نأملُ ولازلنا, أن تكون هناك معارضة حقيقية في البرلمان, إلا أنَّ الظاهر, يوحي إيمان أغلب الساسة, بقول الشاعر أبي نؤاس
“إذا كان الزمان زمان حمق– فإن العقل حرمان وشوم
فكن حمقا مع الحمقى فإني– أرى الدولة بدولتهم تدوم”
وذلك لا يليق بالتيار صاحب التأريخ.
سَجَّل تيار الحكمة موقفاً, وترجم شعاراته من خلال العمل, وكما قيل: “كيف نفكر يظهر من خلال عملنا , المواقف هي مرآة للعقل ..إنها تعكس تفكير.” الكاتب والمفكر الأمريكي_ ديفيد جوزيف شوارتز.
موقفٌ رصين جاء بعد دراسة مستفيضة, فلا يمكن للنظام الجديد أن ينجح, دون معارضة حقيقية, تعمل على الرقابة, وإعادة قطار الديموقراطية لمساره القويم