يبدو ان السعودية صارت تعرف ابجديات العمل السياسي بدلا من لغة التفجير والتفخيخ واليوم تنجح السعودية في كسب تيار الحكمة من احضانه العراقية لتربيه في احضانها ، ويبدو ان قلة خبرة عمار الحكيم وولعه بجمع الثروات قادته لتبديل احضانه من ايران الى السعودية ، لم اكن مصدوما وانا اشاهد الفقيه محمد مهدي الاصفي وهو يعلق على قبول عمار الحكيم مبلغ 10 مليون دولار من السعودية كهدية لتطوير قناة الفرات الفضائية ويدعو السيد محمد سعيد الحكيم لردع عمار من الذهاب حيث هو الان وانه اساء كثيرا لال الحكيم بهذا الخضوع ، فما معنى ان يجتمع حميد معلة في اربيل مع ثامر السبهان لمدة 6 ساعات ، وما معنى ان يوفد اكثر من 130 عامل في الفرات الى السعودية لتلقي دورات تدريبية في الاعلام ، ولكن حين نعلم انه في ماليزيا قبض رئيس وفد الحكمة شيك بمبلغ 10 مليون دولار لصالح الفرات وان السبهان امر عمار الحكيم بعدم التعرض لا يشي دينين او شيعي وان الحديث يجب ان يكون عن الحضن العربي الدافئ والدسم وان السعودية سوف تعمل على تلميع صورة تيار الحكمة وفضائية الفرات واظاهارها بمظهر القناة العراقية الوطنية بعد كل هذا يصبح واضحا ان السعودية اصطادت عمار الحكيم وجندته لمصالحها من حيث يعلم ولا يعلم وليس هذا غريب فقبل ذلك اصطادت السعودية مقتدى الصدر عبر تبارعات سخية بلغت اكثر من ملياري دولار دفعتها على شكل دفعات لسحب التيار الصدر ذات القاعدة الثابتة من احضان ايران ولكن الملاحظ ان السعودية لا تصطاد الا العمائم الصغيرة ، حيثة العهد بالسياسة ، عديمة التجربة السياسية ، ولعل ذلك يعود الى انها تعرف جيدا ان لا مبادئ لهذه العمائم الا الدولار وانه اساسها العقائدي الشيعي ضعيف جدا ان لم يكن معدوما وبالتالي فهي ترمي بشباكها صوب هذه الاهداف السهلة الاصطياد لان اصيطاد غيرها قد يكلفها وقتا ومالا اكثر ولا تحقق النتيجة المرجوه كما ان هذه التيارات حظيت بنوع من الشعبية في بدراية دخولها المعترك السياسي لذا فالفائدة المرجوه منها اكبر من غيرها ولعلها تكون ادوات نافعة لتحقيق مصالح وسياسة السعودية ومن يقف خلفها من الولايات المتحدة واسرائيل ، واكاد اجزم ان العراق ماض الا التقسيم بهذه الادوات الخبيثة ولكن ياليت قومي يعلمون لذا حيث يصبح التقسيم حقيقة واقعة سيكون لعن هؤلاء الفاسدين امر لا فائدة فيه للعراق ، ما تحدث عنه الاصفي امر محزن ومؤلم لكل عراقي ان يشاهد هؤلاء الصبية تتقاذفهم ارادات دول اقليمية وخلف تلك الدول تقف مخططات ضخمة يراد منها انهاء حضارة امتدت لاكثر من 7 الاف عام ، وكأن فلسفة هؤلاء المرتزقة قائمة على مبدأ لا بد لي من حضن ، فهم لا يرون في العراق حضن كاف لهم ولا يستطيعون استيعاب ان العراق وجد قبل كل تلك الدول الحاضنة والتي تتهافت على تجنيدهم ، لا معنى لا تهب السعودية 10 مليون لقناة الفرات ولا معنى لاجتماع السبهان مع حميد معلة ولا معنى لمنح مقتدى الصدر طائرة خاصة وملياري دولار كل ذلك لا يحمل الا معنى واحد لكل ذي عقل ويستطيع التفكير وهو ان عمالة العمائم الصغيرة قد تمت بنجاح