19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

الحكمة.. سلاح المصلحين

الحكمة.. سلاح المصلحين

نعرف أن التاريخ عبر العصور يتجدد، من حيث المواقف والأفكار التي تدون في حينها، والأمم لها طريقان.. أولهما خط يحمل الرسالة المتمثل بالفئة الثورية الإصلاحية التي تعتمد على السلاح حينا، وعلى العمل السري حينا أخر في سبيل تغيير المجمع.
أما الخط الثاني فهو خط الذين يتماشوا مع الواقع الفاسد وأستسلموا للقيادات المنحرفة على أمتداد التاريخ، وهذا ما جاء به بعض العلماء الإسلاميين من رأي ، ولكل خط منهما منطق خاص به، منطق الرسالة هو الثورة على الواقع الفاسد؛ والخط الآخر المضاد يدعو إلى السلم والقبول بالأمر الواقع!.. وهذا ممتدد أمتداد التاريخ ، لذا نراهم يلصقون التهم بالخط الأول، بأنهم سراق وقتله ومتمردون.. لسبب بسيط هو أن ذاك الخط كان حاكما وكان للحكم والحاكم منطقه، فمثلا يزيد إبن معاوية لكي يثبت حكمه وسياسته إتهم الإمام الحسين عليه السلام، بالخروج والتمرد وشق عصا المسلمين وأنه صاحب فتنة لذالك يجب أن يحارب!
هكذا أستمر التاريخ قديمآ وحديثآ، يحمل هذه النعرة الفاسدة محاربة المصلحين، الذين يحملون رسالة عامة فيها البناء والتنمية المستدامة في إعادة تصحيح المسار الخاطئ للتاريخ.
إذا كيف يمكننا أن نتحضر ونلحق بركب الحضارة؟
علينا تصفية الينبوع الأول الذي غذانا الأفكار المغشوشة، وتغيير نظرتنا بأتجاه الأفكار حتى تخلصنا من التراث الثقيل الذي ورثناه من التاريخ المنصرم.
هكذا أولد لنا التاريخ قصة من قصصهم التي خلدها التاريخ في اخلاصها وجهادها من أجل حفظ البلاد الإسلامية من شر الأعداء، هي تلك الحكمة التي ولدت في زمن السيد محسن الحكيم (قدس) وعاشت في نفوس قوم آمنوا بها وأستيقنتها أنفسهم، وحوربت محاربة ليس لهامثيل ، واليوم تعيش حالة التجديد والإصلاح والأعمار، بعد أن أعطت الدماء والشهداء والتهجير، تعود رغم السهام التي وجهت لها، هكذا هي الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة.. لكن تضع في عينها العراق من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، تمد يدها إلى كل من يشاركوا في بناء وإصلاح العملية السياسية، والجلوس على طاولة المفاوضات الواحدة وحل النزاعات السياسية والعرقية تحت مسمى واحد هو الإصلاح والأعمار، ويتطلب من الخط الآخر وضع يده في الأيدي التي مدت له، ولا يرفض ويضع العراقيل في هذا الوقت الذي نحتاج به إلى الوحدة بكل معانيها الفكرية والعلمية والخدمية، من أجل النهوض بالبلد بالاتجاه الصحيح، ووضع مصالح الشعب والبلد في مقدمة برنامجه، علينا دراسة الأمور حتى ندفع عربة البناء بالاتجاه والطريق الصحيح ، لأننا لو غيرنا النهج السابق لتغيرت اليآ الحياة، لأن الرؤية المستقبلية في التقدم تنبثق من وحدة الكلمة، ورضا الرحمن سبحانه في وحدة الكلمة وترك التفرق في وحدة الكلمة ، يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تَفرَّقوا. ويكره لكم: قيل
وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» .
وكل الخير في الوحدة ورص الصفوف ووحدة الكلمة, وكل الشر في التشرذم والتمزق والتفرق.
ولله در القائل:
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى
خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا