23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

الفعل زينة العقل ، والتعقل بوابة الحكمة ، تبرز حين يغزو البلاء صدر صاحبها وتعتلي نواصيه العلل وهذا شأن مقيت يشغل اوانه عالم الساعة المتقدم تكنولوجيا والمتخلف حكمة وانسانيا ، فاه نهم في تناول الحقوق وهضمها وقدم مريض في رفس النعمة وتجاوز الاصول والاعراف تمشيا واستضعاف الاقلية وعبودية  العوز بميزان السلطة و مرتكز التحضر الاجوف في زمن الانهيار والانبهار ، هذا ما يجعل الخلق اشد توقا للاستنجاد بقوى خارقة منتظرة ، توقا للخلاص ، ليس بدعوة العمالة والاستعمار تحت طائلة  تفسير خاطئ.

لم يحترم ابناء ادم دوافع الحق  في الصدق ولا الحرص في الاخلاص والحفاظ على قوائم الاثنتين و كثير من يفعل الشر بدافع الطمع عند النفاق واقله من يفعل الخير بدافع الصدق عند الحق ودعم مرتكزاته وهذا صراع سرمدي مستديم……..فهل تمتد الجسور يوما بين فلقتي هذا الصراع …!؟ سؤال ابدي لم يقهر اجابته اعتى الفلاسفة  فوق عقارب العصور ولو ينتفي ابليس من الذكر ويسقط الشيطان من القواميس والاذهان.

ابدو احمقا وانا احدق بانبهار وعيون تكاد تفر من محاجرها هلعا…! هوت يد ثقيلة فوق قفاه الاحمر الطويل….!؟…توقف الزمن قليلا وتسمرت الصور فوق جداره المأخوذ بالحدث ، تصورت تشابك قسري اهوج وقح سيعتلي هامة السكون وستعلو اصوات تمزق جدران الصمت لولا لفتته المثخنة بالتعقل والاتزان قد افردت اختلالا بميزان الاخلاق وتكاتف النوايا ، في ضيافتها حضرت الحكمة  بكامل تكويناتها و الوعي بوجهه المبتسم ، اتكأ الجميع براحة تامة وهدوء على جدار المصير بأرجل ممددة تحت بوابات العدل وعلى بساط احمدي ، صمت المفعول بعنوة  الفعل وصمت الزمن معه ، لم ينبس ببنت شفة واخرج من جيبه مما ينفق عربونا لما حل بقفاه الذي اشتدت حمرته و سلمها صافعه تحت ظل ذهول رهيب وافواه فاغرة وعيون تكاد تحجب نورها علامات التعجب والاستفهام ومسك مسلكه بصمت ، استمر برميل القمامة بالتحرك نحو مكر اخرق اخر و تكرار فعل مشين…. تبعت ارجلي  الحكمة عدوا بخطى لا تمس الارض وكأن عقلي وبدني قد انفصلا عنها كليا ، لهاثي يحجب كلامي ويبرر هول ما رأيت ، استوقفته و سألته بتهتك وانفعال تفاعلا مع الموقف :

” لمﹼ لا  ترد ما عمر قفاك  سوى جزاء مغري…؟”
رد بعقلانية الصبر ومظلومية الحكمة :

-” بعت شرا واشتريت خيرا  كي اجازي  بما وهبت حين زرعت بذرة النفع في عقل فاعل الشر ومنحته تبريرا  لفعله بمردود  ثر  و سيرد  زرعي بحصاد اوفر مما منحت … وبيد غيري ، والباحث عن الزبد سيمسك الهواء … المكر السيء سيمتطي صاحبه…وسترى…”

صيرني جوابه المغلف بقرطاس التعقل قط فوق آجر حامي ، نفذ صبري حين بدأ الزمن يتهادى في مشيته بغنج ودلال وهو يناكد انتظاري بخباثة اللهو، كانت عقارب الساعة رحيمة قليلا مع ان دقائقها بلغت السنوات ، حتى ارتفع صوت الحق يعلن حصاد الزرع  ، كرر الفاعل فعله المشين مع من هو اشد شرا فأهداه الجزاء نصل سكين ……رجحت كفة الحق بميزان المصير…… واستوى الشر يساند اسفلت الشارع مضرجا بحمرة الفناء تحت وطأة العدل……وتقررت هزيمة الشيطان بسلاح الحكمة والتعقل .