23 ديسمبر، 2024 9:05 ص

يُقصَد بالحزب السياسي,” جماعة من الأفراد داخل المجتمع، تعمل في الإطار القانوني بمختلف الوسائل السياسية لتولي زمام الحكم، كلا أو جزءا، بقصد تنفيذ برنامجها السياسي.”
تحت ظل الديموقراطية في العراق الحديث, أصبح من الممكن تشكيل حزب سياسي, فالحزب السياسي كما هو معلوم, عبارة عن جماعة مُنَظَمَةٌ رسميا, يؤدي وظائف لتثقيف الجمهور, فضلا عن الاهتمامات السياسة العامة، ويشجع الأفراد لتولي المناصب العامة، والتي تشمل وظيفة الربط بين الجمهور, ومتخذي القرارات الحكومية.
إن من الشروط الأساسية للأحزاب الوطنية, المحافظة مبادئ السيادة الوطنية, واحترام مبادئ الديموقراطية, وهذه مبادئ أساسية, ليكون العمل لذلك الحزب, وطنياً مُتَّسِماً بالعمل العلني, كما أنَّ عدم انتماء أي حزبي, لأي حِزب يخالف المبادئ الوطنية, مع رفض التدخلات الإقليمية, في السياسة الداخلية للوطن, للعمل على استقرار الوطن, من اجل بنائه بالشكل الصحيح.
قال بسمارك البروسي: الأنانية تولد الحسد ، و الحسد يولد البغضاء ، و البغضاء تولد الاختلاف ، و الاختلاف يولد الفرقة ، و الفرقة تولد الضعف ، و الضعف يولد الذل و الذل يولد زوال الدولة و زوال النعمة و هلاك الأمة”.
المجتمع العراقي ليس من مكون واحد, وكذلك لا ينتمي شعبنا لدين واحد, لذا فإن الأفكار أيضاً تكون متعددة, فما بين توجه ديني, وآخر يساري وإضافة للعلماني, والمكون العربي والكردي والتركماني, والدين الاسلامي والمسيحي وغيرهما, نجد فسيفساء امة في وطن, يجمع كل الأفكار والتوجهات العالمية.

عانى العراق عبر الحقب التاريخية, من التَسَلُط والحكم الفردي, او حكم الحزب الواحد, لذا فإن الديموقراطية أصبحت متنفساً, لطرح الأفكار المتعددة, ضمن الإطار الوطني, والعمل على “ملاقحة الأفكار”, لينتج فكراً عابراً لكل الأفكار والقوميات, مع المحافظة على الصبغة الوطنية الأساسية.
عبارةٌ جميلة كثيرة التكرار, بين الساسة تحتاج لتطبيق فعلي,” نختلف ولا نتخالف” وعبارة اخرى” الاختلاف لا يفسد من الوِد قضية, وبما ان قضيتنا بناء عراق جديد, فيجب ان يكون جديداً على الواقع.
اختلاف الرأي يأتي من أجل التكامل, وكما قال غاندي السياسي الهندي:” الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء”.
الحِكمة تقضي الاختلاف, من اجل الرُقي بالدولة والمجتمع, لا النزاع من اجل التَفَرُدِ, والانفرادِ بالحُكم والمناصب.