22 نوفمبر، 2024 11:06 م
Search
Close this search box.

الحكمة الوطني والمجلس الاسلامي بين البصيرة والادراك

الحكمة الوطني والمجلس الاسلامي بين البصيرة والادراك

أسئلة مشروعة تلوح في الأفق , وتشغل اذهان البعيدين قبل القريبين , لتكون في متناول طاولة نقاش في الشارع العراقي , المليئ بالمفاجأت , حسب مقتضيات كل مرحلة وأحتياجها , هل أن تيار الحكمة انبثق من المجلس الاعلى ؟ وأن حصل ذلك , هل يصح أن نقول , أن المجلس الاعلى تُرك خالي الوفاض , عند انولاد تيار الحكمة , وهل كان لدور الأرث الحكيمي من المعرفة والقيادة اثراً واضحاً في صنع تاريخ المجلس العريق ؟ أم القيادات الحالية للمجلس ستغير مسار تلك القيادة وتستبدل تلك الرايات ؟ والأهم من هذا وذاك مشروع تيار شهيد المحراب , فأذا كان مشترك بين الاثنين , وأن المجلس والحكمة سيعملان على نفس النهج , فلماذا اذن تم تأسيس الحكمة , وترك المجلس , أذا كان التياران على نفس النهج والالية المعمول بها .
المجلس الاعلى : تياراً اسلامياً , تأسس بتاريخ , 17 تشرين الثاني , سنة 1982, حيث أعلن عن تأسيسه محمد باقر الحكيم , وكان يمثل جميع الشرائح المعارضة العراقية , المتصدية للنظام البائد انذاك , كانت رئاسته تعاقباً , فمرت بالعديد من المراحل , طيلة 25 عاماً , أبتدأت بمرحلة الجهاد والمعارضة برئاسة محمد باقر الحكيم , وبعد أستشهاده في 2004 , ترأسه عبد العزيز الحكيم في مرحلة تأسيس الدولة وكتابة الدستور , الى مرحلة وفاته في 2009 ترأسه أبنه عمار الحكيم , الذي اوصى به لخلافته في ذلك الوقت والتصدي , لمرحلة انتقالية ونوعية , الى أن شائت الاقدار ان يحمل تموز 2017 , شيئاً لم يكن متوقعاً , لما يمتلك من جرأة , فَفُرض واقعاً , تأسيس تيار جديد , أعلن عنه عمار الحكيم وترأسه , ومضى في مشروع تيار وطني , يختلف من حيث الحيثيات والروئ , فشتان بين تيار اسلامي , والاخر وطني , وهنا مصدر التساؤل , ما الدور الذي سيلعبه تيار الحكمة , أو ما الاضافة الواقعية التي سيضيفها , في ظل تساؤل الجميع عن عدم وجود اي تغيير , بين المجلس الاعلى , وتيار الحكمة .
مجرد كلمة تيار وطني , تفتح أبعاداً كثيرة وأفقاً واسعة النطاق , فالوطنية دائماً ما تكون عابرة للطوائف و الفئوية , وشاملة للتعددية , ومنفتحة على جميع المكونات والاطراف , على عكس التيار الاسلامي الذي لطالما كان مقيداً ببعض الالتزامات التشريعية , الانفتاح ضروري ومهم جداً , خصوصاً قي مرحلتنا الحالية والقادمة , فالوحدة الوطنية , والانسجام الداخلي لا يمكن ان يبنى بتزمت وانغلاق , ويجب أن يتخذ طابع الشفافية والانفتاح , وهذا اقل عامل , ممكن أن يمثل فارقاً واضحاً , ولا ننسى المنهجية والالية , التي تكون أوسع في التيار الوطني منها في الاسلامي , ولا يمكن أهمال حقيقة واضحة , هي أن المجلس الاعلى تأسس في ظروف معارضة , ومواجهة للنظام البائد , لذا اقتصرت ملاكاته على من يعانون من ظلم ذالك النظام , اما الحكمة فتأسس ليضع الحجر الاساس , نحو بناء دولة لجميع الاطياف , ومدارس فكرية لجميع المكونات , وهذا البناء لايتم , بدون اشراك وأستيعاب الجميع , بروح وطنية عالية , ومواكبة التغيير اصبح عامل مهم لا بد من تواجده , فعلياً قبل ان يكون واقعياً , فالمناهج التي كانت معتمدة كانت روتينية اكثر من اللازم , التجديد سمة مطلوبة حالياً , والوسطية ستكون اللاعب الامهر , للقيام بمشروع سياسي جديد ومتكامل , وان يكون وطني بالكامل بعيداً عن سياسة الانغلاق …

أحدث المقالات