الحديث عن الواقع العراقي اليوم يكاد يكون سطحي بتناول الاحداث المباشرة دون الرجوع الى الاسباب.. فتداخل الاحداث يلزمنا الرجوع الى تسلسل الاحداث فما تقوم به ايران منذ ان سمحت للمالكي بالهجوم على الانبار! هي مواجهة البيئة المعارضة المخالفة لمذهب ايران وحكومتها في العراق.. لكي يتم فرض امر واقع في تكسير عظامها!! واخضاعها لسلطة المالكي.. وامبراطوية ايران الممتدة من طهران الى بغداد ثم دمشق وصولا الى بيروت!! قبل ان يقوم الاهالي باعلان الثورة من انفسهم!! الثائرون واهالي المدن قرروا المواجهة.. احتجوا على الهجمة الشرسة.. واتكلوا على الله لمواجهة الامر الواقع!! عانوا من التهجير القسري.. من القصف العشوائي.. من تهديم المدن بوابل القذائف والهاونات!.. فكانت حوبة الفلوجة وحصارها وقتل اهل الانبار.. فكانت حوبة الانبار واهلها على المالكي!! بعد ان اهدته من خلال عمليته تأييد طائفي ساحق في داخل البيت الشيعي…
هنا المواجهة ليست الا قدر.. صمود الفلوجة لست اشهر كان نبراسا للتضحية!! لقد اثبت الاداء الحكومي انه فاشل وحافر لقبره منذ اعتداءه العشوائي على هذه المناطق وهو يعلم قبل غيره بعدم قدرته على الصمود!! لكنه لايقدر صعوبة المواجهة!! استطاع من خلال فشله الحكومي العسكري والسياسي والاعلامي.. ايجاد نموذج لفزعة المحافظات الاخرى!! لتكون في مقدمة المحافظات الى جنب الفلوجة والرمادي المحاصرة!! فكانت الموصل!!
هنا لا احد ينكر وجود داعش داخل البيت السني كما لا يمكن لاحد ان ينكر وجود العصائب داخل البيت الشيعي!! لكن التعميم على الآخرين هذه التهمة واستحقارها هو اعلام مجاني للطرف المراد التنقيص منه!! هي تريد ان تحول البيئة ومن فيها الى دواعش!! لتبرر القتل الطائفي!! فاخذت الحكومة تتخبط في صناعة اخطبوط لهذا التنظيم الصغير وتضخمه!! ونكران واقع فرضه المتظاهرون السلميون والذي استخدم المالكي الآلة العسكرية لمواجهة الجميع!! بقميص داعش!!
نعم هذا التنظيم المتطرف تقوم الحكومة بصناعته داخل البيئة وتجعله امر مقبول!! كما في البيئة الشيعية من خلال فتوى السيستاني يوجد انتحاريون من اجل السلطة التي لم يحلم ابائهم ولا اجدادهم ليكون كرسي الحكم كرسي الطائفة!!
والامر المقبول راجع لانعدام الثقة بجميع الاطراف المتصلة مع ايران بعد نكران وعودها في الشراكة وعدم ترك المناطق الثائرة بحالها.. فعمولت المناطق بقسوة من خلال الاعتقال العشوائي ليشكل سجون سرية وعلنية من خلالها ليعذب المتهمون كيديا بمسمى 4 ارهاب!! او التهمة الملصوقة دوما القاعدة والبعث!! كما كانت التهمة ايام صدام لمناطق الجنوب الانتماء للدعوة!! كل هذه العوامل كانت قد قضت على الروابط ما بين البيئتين.. لما انتجه الاحتلال وفرضه.. وقامت السلطة بتنفيذه على ارض الواقع!! لسنا طالبين من المظلوم ان يقوم بضبط تطرفه او عدم السكوت على التطرف.. امام الطرف الحكومي الذي يستخدم الوطنية كغطاء للتطرف الطائفي.. ولاسيما بعد التضيق والتهديد لهذه المناطق بالويل والثبور ان فعلت ما يحدث في سوريا.. فضيقت عليها فكانت الانتفاضة السلمية وصولا الى الانتفاضة العسكرية المفروضة عليها!!
ما الفرق بين داعش والحكومة!!
داعش تستخدم التطرف للقضاء على اي فكر يناقضها ان كان داخل الطائفة او خارجها.. وتسعى لاقامة شريعتها على اهلها بحجة الدفاع عن الحكومة.. الحكومة تستخدم التطرف العسكري والحملات والمقامرات اتجاه اي فكر يناقضها ان كان داخل الطائفة فكيف بخارجها.. ومخالف لها!! تقوم ما تقوم به حاليا بمساندة جيش الفتوى!!
داعش تقتل عشوائيا وتفتخر بقتلها في الاسواق من خلال السيارات المفخخة!! الحكومة تقتل عشوائيا من خلال طيران الجو ودباباتها وقطعانها العسكرية.. فتقوم باضعاف ما تقوم به داعش خلال سنوات مضت كانتقام من المناطق الثائرة!!
داعش تنظيم صغير تضخمه الحكومة من خلال اتهامها الكيدي.. ليستغل هذا التنظيم كذب الحكومة واعلامها.. لتقوم المؤامرة على المناطق الثائرة!! المالكي قدم وداعش قدمت للمالكي!! فنفعوا انفسهم!! داعش كاعادة التنظيم كنظام مقبول.. والحكومة لقيادة الدعوة حكم الطائفة..
هنا فوارق التنظيم المبطن العن من التطرف العلني!!
داعش لا تضرب بالغارات المدن!! ولا تضرب بالدبابات!! داعش ليست مسؤولة عن حرمان الجنوب.. اقصاء الشمال.. اضطهد الوسط.. داعش ليست مع المحاصصة الطائفية والعنصرية.. داعش ليست مسؤولة عن الفساد الحكومي!! التخبط العسكري!! الكذب الاعلامي للعراقية وآفاق!! انها الحكومة المسؤولة!!
لا ياتي شخص ويقول لي السنة دعش سنة يفخخون.. فيبرر اصطفافه الطائفي.. او علماني يؤيد الطائفة فيتخوف من هذا التنظيم المضخم فيؤيد جيش الفتوى!! كنموذج اقل!!
داعش تنظيم مخترق من الجميع!! واي شخص يمكن رفع رايته!! غير منظم!! يظهر في اوقات التطرف والعبثية العسكرية الحكومية!! الحكومة تقوم باستغلاله لمعاقبة كل من يعارضها.. ويخالفها الراي.. نرى اعلام الحكومة يتهم اقطاع النجيفي بتسليم الموصل ويصف متحدون داعش البرلمانية فكيف بالثوار الغير مؤمنون بهذه العملية..
الثورة كمبدأ على ظالم لاتقفوا معه بحجة الوطن.. من يقسم هو من يؤيد الآلة العسكرية المذهبية!! ولا يحمل المسؤولية للحكومة لانه يرى بتحميلها المسؤولية الكاملة رفضا من البيئة الشيعية!!
المخاوف والهواجس هي نفسها من انتفاضة شعبان 91 حين عارض بيئة كاملة الانتفاضة لمجرد وجود طرف لايمثل ثقل في المعادلة والنظام من يلمع صورته من خلال ممارساته اتجاه من يعارضه!! فوقفوا مع السلطة بحجة ايرانيين وصفويين!! اليوم تتكر الحجة بحجة دواعش وتكفيرين قطريين سعوديين !! مع ان الاغلب الذين انتفضوا او فرضت عليهم الثورة هم من اهالي المناطق.. الدافع كان له ميل طائفي.. كما الاصطفاف اليوم له ميل طائفي مع الحكومة.