23 ديسمبر، 2024 3:42 م

الحكام المسالمون والشعب الإرهابي

الحكام المسالمون والشعب الإرهابي

لحكامنا الأشاوس تحياتنا مقرونة بآيات الإعجاب والعرفان لما يتمتعوا به من ( قناعة ) وشجاعة وبراعة وشناعة في كل شئ أتوا عليه ، فهم يستحقون العيش ليمـــوت الشعب ، يلبسون فاخـــر الثياب ، والشعب لايستاهل سوى ( اللنكات والبالات ) جزاء لهم على أفعالهم الإرهابية ، نساؤهم أجمل النساء ، ونساؤنــــا كأنهن شرطة الهجانة على بعران بطرانة بيوتهم قصور منيفة وبيوتنا أكواخ سخيفة ولو شاؤوا تركناها لدوابهم تسرح فيها على كيف كيفها ، يركبون سيارات مدرعة ليتقوا شرنا وشر زعاطيطنا ،يشربون مياه معقمة بالأوزون والنيتروجين والأوكسجين وبرومايد الصوديوم اما نحن نشرب مــن مجاري سيدنا رستـم ينامون على ريش النعام ، ونحن مصخمين صخام على فرش بطائنها مــن حديد ولحــام ، بشرتهم تلمــــع لمعانا يخطف الأبصار، وجلودنا تعضها العقارب فتموت منها ، يسافرون متى شاؤوا بجوازات سفر مهمة ومخيفة ، ونحن ممنوعـــــــون من السفر إلا مــن أغترف غرفة للسيد الضابط ليرفــع الحظر عن سفرنا ، يأكلون المن والسلوى ، ونحن نغوص في بسامير طحين الحصة دون شكــــوى ، يلعبون الشطرنج ليعيش الملك دون قتل من جنوده ، ونحن نلعب بكعوب الغنم والهوش والجاموس ، وروث البعارين نضعه بـــــدل الحناء ، وهم يتعطرون بالتي روز والكشمير ، اسنانهم نظيفة ، واسناننا كسيفة تعاني مـــــن دخان عوادم السيارات ، يستحقون الحياة الأبدية ونحــــــن نعيش لنتلقى المفخخات والعبــوات والبراميــل ، يستحمون بحليب الإبل ، ونحن نخوض في المجارى مـــــــــع كل زخة مطر تهطل على منهولات حجــي عبعوب عبد العال ، كهرباؤهم ( تنعر نعر ) ولا ترمش رمشة إلا بخير ، ونحن أبتلينا بالمولدات والعت والسحب والنتل والفانوس يملأ صدورنا بدخان أنيق ولا يسبب الحريق … لكــــــن المهم في الأمر وفيه سعادة الدارين هم لصوص ، ونحن لا ، هم لايشبعون ونحن نعم ، فيهم الشيعة والسنة ونحن مسلمون ومسيحيون ، فيهــــ الكرد والعرب والبلوش والباشتون ، ونحن شعب عراقي واحد ، نأكل القليل فنحمد الله علــــــــــى فضله .. وهم يأكلون لحوم الغزلان وساجدة عبيـــد ، يغوصون في الحرام ونتحرى الحلال ولــــو كان فــــي الصين يزورون الشهادات ، ونحـــن ندرس تحت ضوء الشموع واللالات ، فنتخرج مهندسون واطباء وعلمــــاء جنسيتنا عراقية ، لكنهم يملكـــــــــون ملايين الجنسيات ، نصلي فرائضنا حاضرا ، ومن كان يصلي منهم يصلي الفجر في العصر قضاءا محببا لدى سيدهم إبليس ، فمن ياترى يستحق أن يكون بشرا هم أم نحن ؟