19 ديسمبر، 2024 4:07 ص

الحق ..والباطل ..والتلِ 

الحق ..والباطل ..والتلِ 

قد يتعرض الحق الى انعطافات كثيرة خلال مسيرة وجوده على الأرض بصراعه مع الباطل ,وقد يتأخر تنفيذه لعقود من الزمن وتلك حكمة الباري في أن يمتحن المجتمعات بمدى قوة تمردهم على الظلم  ورفضهم له ,فهنالك الكثير من الذين ركنوا للحياد وكانوا يطالبون دائما بالتغيير وهم قاعدون ينتظرون الإصلاح ..لن يحدث الإصلاح الا بوجود قناعة في داخل نفوس الناس ,,فالله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم … حاولوا طغاة مراراً وتكراراً أن يزيفوا التأريخ لصالح المستبد بأقلام مأجورة لم تكن تعرف معنى الثوابت والقيم والمعايير,بل كانت الغنائم والجوائز والأموال هي بوصلة الاتجاه في مسارها  دون معرفة بأي أتجاه يسير الحق ,أن مشكلة المستبدين مع شعوبهم تنطلق من عقد ذاتية لأنهم يريدون ممارسة العبودية عليهم تعويضاً لقصورهم واستكمالاً لغرورهم الذاتي فلا وجود للحرية ولا أحترام للإنسانية في دولتهم سوى الاستبداد الذي يمارس ليقود لتفشي الفساد وانعدام أي بادرة للنور وأن كانت فأنها تكبح بترهيب قاسي ,الناس يقولون متى تنتهي فترة ظلمنا فقد طالت المدة ؟؟؟ طالت بسبب اتكال الناس على غيرهم والاقتناع والرضا بأن يتسيد من بما جاء بغير موقعه الصحيح لموقع المسؤولية في ممارسة دور هو ليس له,فالحق له عناوين عديدة وأبواب متعددة ورسائل متنوعة لإيصال صوته ,لكنه يحتاج للتضحية ولو بكلمة ,آآآآآآآآآآآه من التلِ ,فقد أصبح الصعود عليها كأنها ظاهرة مجتمعية تعيش في نفوسنا وترسخت في أذهاننا ,الكثير منا لم يحددوا موقفهم هل هم مع الصح أم مع الخطأ , فهنالك أشخاص لو حررتهم من العبودية والذلة والمهانة ,لن يقبلوا بها لأن في تركيبتهم الذاتية يعيشون الاستعباد الذاتي والمازوخية ,وكأن الجميع ينتظر مقتل عمار بن ياسر طبقاً لقول الرسول (ص) {عمار تقتلك الفئة الباغية } هل يحتاج معرفة الحق لتوضيح وشرح ودلائل وقرائن لتثبت أنه فعلاً الحق ؟؟ أنها مماطلة وتسويف لعدم تحمل المسؤولية وقول الحقيقة ,ففي يوم من الايام كانت هناك حادثةٍ ما , أسندت تهمةٍ بالباطل لإنسان بريء ليس له ذنب بأي موضوع ,وأحد الأشخاص يعرف الحقيقة كما هي وكان باستطاعته التدخل ليرفع المظلومية عنه ,لم يتجرأ بالذهاب ليدلي بشهادته وينطق بالصدق ,فضل المكوث قابعاً في جحره وتلته ,وعندما سأل بعد حين ,لماذا تقاعست عن أداء واجبك الأخلاقي ؟أجاب بجحود ما دامت النار لم تمسني بمكروه وليست بقربي فليس لي علاقة بالآخرين, علماً أنه يدعي الصلاة والصوم ويعرف الحلال والحرام , لكن هذا ليس كافي لبناء الإنسان فالمواقف هي التي تحدد الرجال من ألأشباه الإمعات الذين ينعقون مع كل ناعق وهم كثيرون فمن الصعب جداً أن يتنازل المرء عن منصبه ومغرياته  لقاء عدم الرضوخ لظالمٍ مستبد يريد أن يبني موقعه على الأقزام,هل يحق للمرء أن يعيش بشخصيتين وكلاهما متناقضتين ؟منها الالتزام بحدود الله ,وأخرى يتيح لنفسه بالسماح بأن يفسر ما له من حقوق وما عليه من واجبات وفق أهوائه التي تحركها غرائز السلطة والسطوة والحيلة ويقول عنها أنها صحيحة ؟ظاهرة التفسير دون معرفة بالدين الصحيح أصبحت وظيفة يعمل بها من لا يجد له وظيفة لأنها أسرع عمل يجني من خلاله الأموال فالفتاوى جاهزة والآراء مهيئة لمن يدفع أكثر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات