19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

الحق لإيران فقط التدخل في العراق!

الحق لإيران فقط التدخل في العراق!

ليس هناك من نظام يثير السخرية و التهکم في مواقفه المتعلقة بدوره في منطقة الشرق الاوسط، کما هو الحال مع المواقف المعلنة بهذا الصدد من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ وبعد رفضها المطالب الروسية بالخروج من سوريا و زعمها الکاذب بأن دخولها کان على أساس طلب من النظام السوري الفاقد للشرعية أساسا، فقد رد هذا النظام بسياق مشابه بشأن دور و نفوذه في العراق.
الذي يثير السخرية أکثر هو إن المواقف الايرانية”الاستفزازية”هذه، تأتي في وقت صار الجميع فيه يعرفون بأن سبب کل مآسي و مصائب و أزمات و مشاکل المنطقة و أوضاعها الصعبة إنما هو بسبب من تدخلات النظام الايراني و مساعيه المشبوهة من أجل تغيير البناء الديموغرافي لمجتمعاتها في سبيل تنفيذ مشروعه المريب في المنطقة.
الاوضاع الصعبة التي يعاني منها النظام الايراني حاليا بسبب من سياساته المشبوهة و نهجه الخاطئ المعادي لشعبه و التي جعلته في وضع بحيث بات فيه يفتقد لأية بدائل أو خيارات للمناورة و اللف و الدوران کما هو عهده و حاله دائما في التعامل و التعاطي مع العالم، ولأن ملف حقوق الانسان في داخل إيران فيما يتعلق بإنتهاکاته ضد الشعب الايراني، وملف تدخلاته في المنطقة و تأثيراته السلبية عليها، هي من أساسيات التعامل الدولي معه و الطلب منه بتغييرهما، لکنه ولکونه يعلم جيدا بأن تغيير نهجه و اسلوبه في هذين الملفين و جعلهما طبيعيا و وفق السياق الطبيعي و المعمول به وفق الانظمة و الاعراف الدولية، فإن ذلك سيکون بداية نهايته”التي يظهر واضحا إنها لاحت رغم کل شئ”، ولذلك فإنه يسعى جاهدا لرفض ذلك و الاصرار على مواقفه المرفوضة حتى من جانب شعبه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إصطدم بإنتفاضة شعبه القوية التي بدأت منذ 28 کانون الاول 2017، والتي لاتزال مستمرة في صورة الاحتجاجات المتصاعدة، ويواجه بديلا سياسيا عنيدا و دٶوبا متمثلا في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي بالاضافة الى دور الداخلي المشهود له، فإنه يخوض نضالا إقليميا و دوليا متميزا من أجل فضح و کشف مخططات هذا النظام و تعريته ليس أمام الشعب الايراني وانما أمام شعوب المنطقة و العالم أيضا، ولعل التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية و المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس في 30 حزيران القادم، والذي ستحضره جماهير إيرانية تزيد عن 100 ألف الى جانب المئات من الشخصيات السياسية المرموقة من سائر أرجاء العالم، سيکون مکانا مناسبا لتسليط الاضواء أکثر على سلبية و عدوانية و شرانية دور هذا النظام في المنطقة و الذي لامناص من إنهائه مهما عمل هذا النظام العالة على العالم کله.