18 ديسمبر، 2024 7:16 م

ALLEGORY OF THE CAVE
أفضل تعبير عن هزيمة الحقيقة أمام الوهم .. هو ما عُبّر عنهُ من خلال العنوان أعلاه حيث جسّد محنة أفلاطون قصة بعنوان مجازي أظهرت حقيقة الناس و موقفهم من الفلاسفة وعلى مدى العصور بكونهم يعتقدون بل و يقدسون آلوهم وما يألفون بدل الحقيقة:
الناس عبارة .. عن مجموعة فتية ولدوا و عاشوا وترعرعوا في كهف لسنين طويلة آلفوا وإعتقدوا بما شهدوه من خلال القليل من الضوء الذي كان يدخل كهفهم فتعكس لهم حقيقة ما يحيط بهم, و باتوا لا يعرفون ولا يرون إلاّ أنفسهم و الظل الذي يُلاحق أجسامهم على جدران الكهف, ذات يوم إستطاع أحدهم ألخروج من الكهف ليرى عالماً جديداً وأشياء أخرى تختلف عن ما شهده في الكهف: رآى السّماء و الطبيعة والحيوانات المختلفة و البشر و الشجر والحجر و الأعمال المختلفة و وسائط للنقل وغيرها, وعندما عاد للكهف قصّ على إخوته ما رآى وما شهد؛ لكنهم كذّبوه وأبو تصديقه قائلين: أنت مجنون و موهوم, لا وجود لما تدّعي سوى ما شهدنا و نراه مع ضلّنا الذي لا يُفارقنا, لكنهُ حاول بشتى الطرق إقناعهم بأنّ هناك ما هو أكبر و أكثر ممّا يرون و يعتقدون به؛ و ما إستطاع!
هذا حال و حقيقة الفيلسوف الكونيّ وسط الناس في كلّ عصر ومصر و كأنهُ يعيش في غار مع أناس لا يرون سوى رؤوس أنوفهم و الضلال التي تُحيط بهم نتيجة إنعكاس الضوء الذي يدخل كهفهم أحياناً.
و لذلك سبق وأن قلت: جميع الفلاسفة شُرّدوا في مختلف بقاع الأرض و قتلوا إمّا بحبلٍ أو بضربة سكين أو بطلق ناري أو بسّم زعاف.
ولا خلاص من الظلم والجهل في عالم محدود كعالمنا الذي يتحكم بقوانينه وإدارته أعوان الشيطان الذي إستقال بعد ما رآى أفعال البشر.