23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

الحقيقة بين تهديد ترامب و رد ظريف

الحقيقة بين تهديد ترامب و رد ظريف

منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزراها بعد أن کبدت الانسانية خسائر فادحة جدا من مختلف النواحي، ليس هناك من نظام في العالم شاغل العالم بمشاکله و أزماته و مخططاته المعادية للسلام و الامن و الاستقرار، کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا وإنه صار بمثابة البکتريا و الحشرات الضارة التي إن حطت برحالها في أي مکان فإنها ستصيبها بشر و دمار کبيرين، وإن العراق و سوريا و لبنان و اليمن خير أمثلة حية على ذلك.

التهديد و الوعيد و التدخلات السافرة المنتهکة للسيادات الوطنية للدول و العبث بالامن الاجتماعي لشعوب المنطقة و قبل هذا قمع الشعب الايراني و سلبه أبسط حرياته و محاصرته بالفقر و المجاعة و کم هائل من المشاکل و الازمات الاجتماعية الحادة، کان ولازال هو شأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و اسلوب و نهج تعاطيه مع الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، والذي يميز هذا النظام و يمنحه خاصية فريدة من نوعها هي إنه وفي الوقت الذي يرعي و يزبد و يطلق التهديدات يمينا و يسارا، لکنه وماأن يواجه ردا و ردعا له، سرعان مايلبث الى تغيير للهجته و اسلوبه بزاوية مقدارها 360 درجة و يرضخ لما هو مطلوب منه و مطروح عليه عن طيب خاطر!
لغة الحوار و التفاهم و منطق الاخذ و الرد، أثبتت تجارب 37 عاما من إنه لايفيد بشئ مع هذا النظام بالمرة بل وإنه يجد فيها نوعا من الخوف و الرعب منه و لذلك يتمادى أکثر و ينفخ في نفسه تماما کتلك الضفدعة التي أرادت أن تصل الى حجم البقرة، ومع إن سيدة المقاومة الايرانية و قائدة الشعب الايراني للحرية و التغيير و المستقبل الافضل قد سبق وإن أکدت طوال الاعوام الماضية من إن ليس هناك من لغة يفهمها و يستجيب لها النظام الايراني سوى لغة القوة و الحزم و الصرامة، إلا إن اللافت للنظر هو إن إن المجتمع الدولي ولاسيما في خلال ولايتين للرئيس الامريکي السابق أوباما، قد سلك نهجا يعتمد على مسايرة هذا النظام و السعي لإسترضائه و هي کما يبدو رسالة خاطئة 100% من جانب إدارة أوباما بشکل خاص و المجتمع الدولي بشکل عام حيث قام بإستغلالها ليعمل على المزيد من توسيع دائرة هيمنته و نفوذه و تهديده للسلام و الامن العالمي، وإن التطرف الديني و الارهاب الذي ضرب في عهد أوباما باريس و بروکسل و برلين و أنقرة کما إنها تمادت أکثر في دول المنطقة و ضربت بشرها العراق و الکويت و السعودية و غيرها، کان کل ذلك أکثر من دليل و مٶشر من إن الذي يربي ضبعا و أفعى في جحره کما فعل أوباما، فإنه لن ينال ألا الاخطار و التهديدات.
التحذير الذي کتبه الرئيس الامريکي ترامب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لطهران و التي قال فيها:” إن طهران تلعب بالنار”.، متابعا بالقول وهو يوجه کلامه لقادة و مسٶولي النظام من إن”الإيرانيون لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما طيبا معهم”. وختم ترمب تغريدته بقوله: “لن أكون هكذا”.، هذه التغريدة أجاب عنها وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف على حسابه في تويتر بفترة قصيرة قائلا:” إيران لا تعبأ بالتهديدات الأميركية ولن تبادر بإشعال حرب”.، وقال ظريف في التغريدة “إيران لا تعبأ بالتهديدات لأننا نستمد الأمن من شعبنا. لن نبادر بالحرب لكن يمكننا دوما الاعتماد على وسائلنا في الدفاع”.، والذي يثير السخرية و التهکم هو إن ظريف بنفسه و رئيسه روحاني قد کانا الى الامس يرعدان و يزبدان و يتوعدان بالرد بالمثل على التهديدات الامريکية، لکنهما وماأن وجدا نفسيهما أمام تهديد جدي حتى بادرا و وفق ماهو معروف و سائد عن نظامهم الى تغيير لهجيتهما و البدء بسياسة الانبطاح، وإن الحقيقة التي إنکشفت مابين تهديد و تحذير ترامب و رد ظريف يجب أن يکون درسا مفهوما للعالم کله ويجب الاتعاظ منه و الاستفادة منه من أجل حشر هذا النظام في زاوية ضيقة و تلقينه درسا لن يقوم له من قائمة بعدها.