مشكلتنا في الشرق العربي اننا عاطفيون وسرعان ما نصدق المزايدين والدعاة المزيفين بمجرد ان نسمع او نقرأ خبرا او تصريحا من هذا او ذاك ولا نحاول تحليل الموقف او القضية او الرأي المطروح ونتفاعل بحماس وكأن مشكلة الكون كله محصور في هذا الحدث او ذاك ..على سبيل المثال مسألة السعودي جمال خاشقجي حبرت عشرات المقالات وهو شخص واحد شانه شان اي انسان اخر في الكون .. عشرون شخص على اقل تقدير قتل من ابناء البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم والتي تحولت تلك البسمة الى حزن دائم ومئات الجرحى والمعتقلين والمغيبين في الاحتجاجات الاخيرة على سوء الاوضاع بعد ان نفذ صبر اهل البصرة الطيبين عليها .. الموصل التي تحول جانها الايمن الى خرائب تحت انقاضها مواطنين لا يعلم الا الله عددهم وما حصل في الموصل حصل في الفلوجة والرمادي وبقية مناطق الانبار كما في ديالى وبابل والقادسية وذي قار وغيرها من مدن العراق وجرائم يوميا خطف قتل اغتصاب ابتزاز اعتقال تغييب ؟؟ مايقارب 400 صحفي عراقي تم تصفيتهم عدا حملة الرأي والنخبة الوطنية من العلماء والاطباء والمهندسين والفنانين والادباء وغيرهم نتهجم على تركيا بسبب تقليل الاطلاقات المائية ونغض النظر عما فعلت الخالة العزيزة ايران بقطع الروافد التي تصب في دجلة وديالى وشط العرب نتسامر مع الكويت التي كانت من اسباب تدمير العراق ونتحامل على السعودية فقط احدى الشركاء في تدمير العراق ونتناسى ان الكويت التي دخلت منها جيوش المحتلين الى العراق كما نغض النظر عن الاف الصواريخ التي انطلقت علينا من قاعدة العديد في قطر ونتودد لها لأنها اصبحت على علاقة جيدة مع ايران ؟ اعتبار الاحتلال الامريكي للعراق وتدميره الدولة العراقية ومؤسساتها تحرير وعيد وطني كما اراد البعض ؟؟ المظاهرات والاحتجاجات حتى في دول العدوان من قبل شعوبها لما حصل علينا من عدوان ونحن مبتهجون بهذا الاحتلال والزمر الخائنة ممن يسمون انفسهم معارضة واكثرهم بين سارق ومزور وقاتل وعميل لئيم ؟ الوطنية هي اننا نحارب النظام اذا كان دكتاتوري او رجعي او عميل وليس نستعين بدول الاجرام وعلى رأسها امريكيا ذات التاريخ الاسود الحافل في الاجرام مع الدول والشعوب المستضعفة لتخلصنا من نظام صدام ويلومون حكام السعودية على ابتزازها من قبل امريكيا ويفتخرون بالعملاء الذين طلبوا ويسروا للامريكان احتلالهم للعراق ويغضون النظر عن تعاون ايران و مساعدتها لامريكيا في احتلال افغانستان والعراق بتقديمها المعلومات اللوجستيه لآمريكيا ؟؟ الان يشتمون امريكا لأن ايران غير راضية عن علاقتها بأمريكيا ونسى وتناسى هؤلاء انهم بالحلم لم يكن احدهم يجلس على كرسي السلطة لولا عمالتهم لأمريكا ؟؟ يركضون وراء وحوش القاعدة وداعش والمليشيات ولا يعلم هؤلاء ان ابو بكر البغدادي وقيس الخزعلي وهذا وذاك ممن اعتقلتهم القوات الامريكية لم يطلق سراحهم الا من خلال صفقة تمت معهم ويتجاهلون اساليب المخابرات الامريكية والموساد حينما يقع احد فريسة بين ايديهم هل تخاف مثلا امريكيا من قاسم سليماني ولا تعتقله او تقتله او نوري المالكي او ابو مهدي المهندس او العامري وهي تحتفظ بأفلام ووثائق سرعان ما تنشرها حينما يشط احد من هؤلاء عن الطريق المرسوم له وكلنا يعلم ماحصل للمناضل الاممي تشي جيفارا لم يكتفوا بقتله بل وصل بهم الحقد الى تقطيع اوصاله وكما حصل للشهيد سلام عادل وغيره من الوطنيين الاحرار الذين لم يتنازلوا عن كلمة الشرف التي عاهدوا شعبهم عليها تاركين مسالتنا الوطنية ومنشغلين بأردوغان وال سعود وبشار الاسد وممثل الله في الارض خامنئي وصنيعته روحاني نتنكر لنضال اخوة الدم عرب الاهواز يتقاتل العراقيون بينهم دفاعا عن ايران والسعودية وسوريا وغيرها وكأنهم غرباء عن وطنهم العراق الذي حولوه الى ساحة حرب بينهم ومهدوا الطريق لأيران وامريكيا وغيرها لتفعل ما تشاء في العراق يتوسلون القيادات الكردية التي تجاهر بعمالتها لهذه الدولة او تلك من اجل كراسي السلطة والهيمنه على مقدرات الشعب والوطن اشخاص غرباء عن انتمائنا الوطني يقودون سياسة بلدننا ويوجهوننا كيفما يحلو لهم بأسم القومية او الدين او الطائفة ؟ متى يصحوا شعبنا ويدوس باقدامه على هذه الصنايع ويبحث عن الحقيقة المغيبة وهي ان شعبنا ووطنا دمر ومستمر التدمير فيه لأننا منساقين وراء العواطف واصبحنا اضحوكة الشعوب لآن من يتسلطون علينا ينبشون التاريخ ويطلعون علينا ان فلان اشرف واحسن من فلان وان فلان احق بالسلطة من فلان وان فلان كافر والاخر مؤمن وغيرها من الخزعبلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والسواد العام منساق وراؤهم كالاغنام بلا عقل ولا روية ويحقد بعضنا على الاخر بلا سبب يذكر ؟؟ انا شيوعي واخي بعثي هل انا مسؤول عن انتماء اخي ؟ هادي العلوي الماركسي وحسن العلوي البعثي مثلا او حسن السنيد الدعوجي وشقيقته الشيوعية والاف القضايا المشابهة متى نتمسك بالحقيقة ونبحث عنها بدل ان نبقى مستمرين في درب المتاهات ونعرف الحقيقة ونزلف عنها …… ؟؟؟؟