22 ديسمبر، 2024 10:14 م

الحقيقة المزيفة بين شفاء طب الاعشاب واضرارها

الحقيقة المزيفة بين شفاء طب الاعشاب واضرارها

من خلال زياراتي لبعض الاصدقاء المرضى شافاهم الله .وجدت الحديث يدور في أوساط مجتمعاتنا عن علاج بديل يسمى طب الاعشاب وخلال الحديث مع قسم من طبقات المجتمع رأيت الموضوع بين مؤيد ومعارض وللحقيقة اقول وباثباتات علمية لاتقبل الشك وبدون جدال مع أي شخص فكل منا له حرية الاختيار بين الصح والخطأ .وبعيدا عن مساجلات الدجل والشعوذة فإن موضوع الاعشاب موضوع محرم دولياً فلا يوجد علاج في العالم اسمه علاج بديل او علاج الاعشاب لان كل الأدوية الكيميائية يدخل ضمن إنتاجها مواد أولية القسم الأكبر منها من نباتات برية ولكن بنسب علمية ثابتة فلا يجوز لأحد أن يتخطى تلك النسب وكما معروف سوف تكون اضرارها اكثر من فوائدها …
وهنا لابد لي أن أذكر لكم مثلا رأيته بأم عيني أثناء زيارتي لأحد المرضى وهو مصاب بمرض السرطان وجدت بقربه شاب لا يتجاوز عمره الخمسة والعشرين سنة وقد اصيب بذلك المرض الخبيث وعند سؤالي والاستفسار من أهله تبين أنه متزوج ولم ينجب وهو متزوج منذ خمسة سنوات ذهب إلى أحد الأشخاص في مدينة الموصل وهو مشهور ببيع الاعشاب على أساس أنه طبيب اعشاب فقام باعطاءه كمية اعشاب لتساعده على الإنجاب ولكن النتيجة كانت تحفيز الخلايا السرطانية داخل هذا المريض والذي وافته المنية فيما بعد وذهب ضحية لهؤلاء المشعوذين الدجالين الذين يطلقون على أنفسهم أطباء اوخبراء لتلك المهنة …
الطامة الكبرى أن أحدهم عند ذهابي الى معشبه اوصيدليته كما يسميها حاول اقناعي بشهادة مزورة صادرة من جمهورية الهند تبيح له بيع تلك المواد السامة …
عندها ناقشت الإخوة الأطباء عن الموضوع وحتى لا اقطع رزق أحد وأثبت بالدليل العلمي القاطع ذلك تبين صحة مقالتي فاحد الإخوة الأطباء اختصاص الباطنية راجعه عدة مرضى تبين أنهم يعانون من فشل كلوي نتيجة تعاطيهم هذه الاعشاب السامة وطبيب آخر شاهد أحد المرضى المصاب بسرطان البنكرياس ويأتي طبيب الاعشاب كما يسمونه الى المستشفى ليدهن له المنطقة من الخارج بزيت طعام ويطلب منهم مبلغ مئة ألف ثمن ذلك العلاج وبعد يومين فارق المريض الحياة …واطباء كثيرون لديهم الخبرة العلمية والكفاءة العالية شاهدو حالات مستعصية كثيرة تقدم بها المرض نتيجة هذه الاعشاب…
أخوتي قراء المقال أن الموضوع يدخل في عدة مجالات ومعقد بعض الشيء نتيجة وجود مافيات متمكنة ومستفيدة من هذا الموضوع ولكن يجب أن نحافظ على اسرنا وعوائلنا من هذه الخزعبلات …ومن مفارقات هذا الطب ذكره لي احد الممارسين لهذه المهنة ولكنه تركها بسبب تعيينه بدائرة حكومية بأنهم يشترون العقاقير الطبية والأدوية من الصيدليات ويقومون بطحنها وخلطها مع قشور الفواكه وبيعها على أساس اعشاب فعندما يأخذها المريض يشعر بالتحسن ويقوم بترويج دعايات مجانية لذلك العطار وهو لايعلم أنه مغشوش به …
المشكلة أن قسم لقنواتنا الفضائيه تروج لتلك الخرافات من باب الفائدة الإعلامية ..ولاتتكلم عن مضار هذه الاعشاب السامة . .
هناك حالات كثيرة مشابه لذلك قسم منها يدخل من باب الشعوذة وهم يسمون أنفسهم بالطب النبوي ولكن الطب النبوي منهم بريء كبراءة الذئب من دم نبي الله يوسف …
ولابد للذكر أيضاً لحالة شاذة أخرى وهي موضوع القابلات الغير مأذونات وهن يمارسن دور طبيبة نسائية وبأدوات غير صحية تسبب امراض سرطانية في النساء وخير شاهد جهاز السونار لدى الإخوة صاحبي الإختصاص الذي يكشف إصابة العديد من النساء بأمراض مزمنة نتيجة مراجعة تلك القابلات التي قامت باجراء عمليات جراحية نسائية بسيطة بدون علم أو استشارة طبية وبأدوات غير صحية وارض غير معقمة وهذا يكشف زيف وقذارة وكذب هؤلاء القابلات الغير مأذونات وغير مهيئات علمياً …بل اكثرهن لاتعرف القراءة والكتابة…
وارى الدولة لم تحرك ساكناً لحد الآن وهناك عشرات العطارين المنتشرين في كل أنحاء العراق ومحافظة نينوى من ضمنها وهم يبيعون هذه المواد الضارة دون رادع أخلاقي اوخوف من القانون .وهناك من يدعي الطب النبوي وهناك قابلات بالاسم فقط ولكن لا توجد أي رقابة على هؤلاء فاين الضمير الحي قبل كل شيء واين الرادع الأخلاقي والديني ..واين دور القانون ودور النقابات وطبقات المجتمع الثقافية …فالكل مدعو لمحاربة تلك الظواهر الشاذة والدخيلة على مجتمعاتنا ..اللهم اني بلغت اللهم فاشهد !!!!!!