22 ديسمبر، 2024 6:30 م

حقيقة مرة لا نهرب منها ، لم يتم بناء دولة ويُرسخ نظام سياسي يعتمد على نتائج التغير الذي هزم الدكتاتورية وقزم نظام الحزب الواحد والحكم الفردي المقيت وانهى سياسة طائشة تعتمد الاقصاء والتهميش لاكبرمكون من مكونات البلد والغى حقبة حكم الاقلية والحروب وحلت في ثناياه التعددية والحرية .
لم تنجح هذه التعددية المشاركة في الحكم في القضاء على العنصرية الطائفية والإثنية ، ولم تؤمن العيش المشترك بل خُلقت نزاعات وارهاب واطماع لا حد لها ، وكانت ألعيون ترنو الى اهداف مرحلية في اطماع شر ، وما تفعله سلطة الاكراد (جماعة البرزاني ) من بيع نفسها الى (الموساد الاسرائيلي والسي آي أي الامريكي ) في فعاليت ضارة متعمدة تحت غطاء مظلومية الكرد ، وهي نفسها من سهلت دخول قوات صدام واستعانت به لتشريد وقتل ابناء الوطن الكرد من المحافظات الشمالية وبخاصة السليمانية ، وهي وحدها المجموعة الانتهازية العنصرية تعمل بضرر واضح ضد مصلحة البلد توطئة الى ما تعتبره استقلال ناجز في الإنفصال عن الدولة الام .
وكذا يعمل بعض من المكون العربي السني الانتهازي بين خيارين احلاهما مر، اما الرجوع والمشاركة في السلطة وتخريبها من الداخل وهي اللعبة التي جلبت على الناس الويلات والدمار والخراب من شيعة وسنة ولكل مفاصل الدولة والتأخير بما يحلمون به من مستقبل مزدهر وآمن ، أو السعي لقيام اقليم مرتبط طفيليا بمن يغدق عليهم الاموال !، ويسهل هذا الامر من يسيل لعابه لذلك ، والاستعانة بمن ارتموا باحضانه عربي كان او اجنبي ( كالوفد العشائري المختلط الذي ذهب الى أمريكا يستجدي عطفها ) ووفقا لتطورات الكسب والربح في انتهاز الحالة العراقية الراهنة بذبح الرابطة الدينية والاجتماعية التي بنيت عليه أسس هذا البلد ، وما مؤازرة داعش واحتضان الوهابية خير دليل وعلامة سوداء تبقى في جبين المنافقين الذين ضاعفوا معاناة الناس من ما هو سيء الى اسوء .
في كل الاحوال ( لا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) على مافعلوه وقدموه ، ويبقى العراق عصي على مؤامرات الطابور الخامس ودول الاقليم الساعية الى الحاق الاذى به ، ولم تهزم راية الله اكبر التي رفعت بسواعد المجاهدين على ارض بلاد الرافدين أرض العرب والمسلمين .