18 ديسمبر، 2024 6:51 م

الحقيقة المجردة….. وهيهات منا الذلة

الحقيقة المجردة….. وهيهات منا الذلة

أنتم والنظام السابق وجهان لعملة واحدة عنف وإرهاب النظام السابق قد شمل جميع العراقيين سواء كانوا عربا أو كورد سنة أو شيعة بدرجات متفاوتة… هذا إذا كنا منصفين في تقييم المرحلة السابقة…
لكن بعد السقوط ظهر نفر من القوم راحوا يزايدون على ضحايا النظام السابق… واتخذوهم ذريعة للتسلق والوصول إلى ما وصلوا إليه…
سلوكهم المنحرف هذا يذكرنا بحادثة مقتل الخليفة عثمان بن عفان رض وقميص عثمان المعروفة والتي قادت إلى حرب الجمل ضد الإمام علي بن أبي طالب- عليه السلام-هؤلاء المتسلقون في الوقت الذي يتباكون فيه على ضحايا النظام السابق في قنواتهم الممولة من المال العام المنهوب، لكن سلوكياتهم غير ذلك فهم متهمون من قبل عوائل الضحايا أنهم:
أعادوا مجرمي النظام السابق إلى قمة السلطة
وصرف لهم جميع رواتبهم المتوقفة وتمت مساواتهم بعوائل الضحايا لا بل أصبحت عوائل الضحايا سلعة للمتاجرة الرخيصة بيدهم للحصول على مكاسب سياسية…
وتم صرف رواتب وتعويضات للدواعش وبذلك تمت مساواتهم بشهداء الحشد الشعبي المقدس… لا بل عوائل شهداء الحشد الشعبي يعانون الأمرين للحصول على استحقاقات أبنائهم هذا إذا حصلوا
وتمكين من يخرج على شاشات التلفزة ويعلنها أنه كلف بتدمير العراق لا تعميره من الجلوس على كرسي أعلى سلطة في البلد مما يعني لأبسط مراقب أنهم متوافقون معه على هذا النهج…
والتوسط لعدم شمول المشمولين بقانون الاجتثاث من أجل رفع اسمهم
وعدم تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق الإرهابيين…
وضياع موازنات كما يسمونها انفجارية دون وجود تأثير لها على الأرض…
وانتشار الفساد في كل مفاصل الدولة
وتقزيم دور العراق إقليميا ودوليا… حتى لم يعد له صوت مسموع
والانصياع التام لما تفرضه الحكومات الوهابية على العراق
ونزع كل شكل من أشكال السيادة للبلد
وإشاعة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي
وغيرها الكثير الكثير…..
فمن المضحك أن يأتي أمثال هؤلاء يتباكون على ضحايا النظام السابق… إنها فعلا حكاية قميص عثمان تعود من جديد…
الشعب العراقي يعرف أصل الحكاية ويعرف أن نظامكم والنظام السابق وجهان لعملة واحدة… والشعب الذي وقف ضد النظام السابق وقارع ذلك النظام… يقف اليوم ضدكم بنفس الطريقة… والشعب الذي كان ينتظر بزوغ فجر جديد على العراق… لا يعتبر تغيير النظام السابق بنظامكم فجرا جديدا إنما كارثة جديدة نزلت عليه ولا يزال ينتظر بزوغ الفجر… ولا يعتبر أن الوجوه الجديدة مهما وضعت من أقنعة فإنهم ليس أكثر من بعثيين وأن تخفوا وراء الدين أو أن نهجهم مطابق لنهج البعث المقبور…
من جديد يستذكر الشعب حادثة رفع المصاحف من قبل الفئة الباغية في معركة صفين… فأنتم اليوم تسلكون نفس سلوكيات الفئة الباغية حيث تتخفون خلف الدين من أجل خداع هذا الشعب…فلم يكن غريبا حينما رفضتكم مرجعيتنا الدينية وأغلقت أبوابها بوجهكم بالضبط كما رفضت النظام السابق وأغلقت أبوابها بوجهه…
النظام السابق جاء بقطار أمريكي مغلف بالشعارات القومية البراقة لأن تلك المرحلة مرحلة المد القومي
أنتم أيضا جئتم بقطار أمريكي مغلف بالشعارات الإسلامية السياسية لأن مرحلتكم مرحلة المد الإسلامي السياسي…
القطار الأمريكي القومي وصل بغداد على السكة ووقف في المحطة ونزل العملاء منه واستلموا السلطة
القطار الأمريكي الإسلامي السياسي سحق الأخضر واليابس قبل أن يصل إلى بغداد ويدمرها ثم يترجل منه العملاء لاستلام السلطة…
بالحقيقة كل ما ينطبق على النظام السابق بقطارهم الأمريكي القومي… ينطبق عليكم بقطاركم الأمريكي الإسلامي السياسي
والنتيجة شيعة العراق الضحية الأكبر من القطارات الأمريكية التي مرت على العراق بصفتها القومية والإسلامية.
واليوم أصبح واضحا أن من يحكم العراق هي سعادة السفيرة… أما أنتم مجرد عرائس بيدها بالضبط كما كان النظام السابق مجرد عروسة بيد السفارة…
لقد قارع الشعب النظام السابق وواجه التعسف ضده بكل الوسائل المتاحة له واليوم الشعب يقف ضدكم وقد قدم عشرات الشهداء وسجل التاريخ أكبر انتفاضة ضدكم وضد نظام القمع الذي تمارسونه أما عمليات تجميل نظامكم بالديمقراطية فقد رفض الشعب ديمقراطية المحتل وقاطع انتخاباتكم المزورة وأنتم تعترفون بأنها مزورة…
بقي أن نقول إن التاريخ سوف يسجل كل شيء ولا نستغرب أن يتم تزوير التاريخ من قبلكم كما فعل معاوية سابقا ونحن شيعة العراق مررنا بحقبات وأنظمة كثيرة زورت تاريخنا في وقوفنا وتصدينا لكل شكل من أشكال الظلم منذ لحظة وفاة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم وحتى الآن وليس غريبا علينا اليوم هذه الممارسات لكننا سوف نكتب تاريخنا بصورة مجردة كما حصل وهذا التاريخ الذي نكتبه سوف يدينكم كما يدين النظام السابق ولو ألقى لكم النظام السابق ببعض الوريقات الخضراء لجأتم له سعيا على الرأس لا مشيا على القدم لأنكم ببساطة عبيد الدرهم والدولار…
ألم أقل لكم أنتم والنظام السابق وجهان لعملة واحدة…