التمعن في مختلف جوانب الملف الايراني وما قام ويقوم به قادة النظام الايرني من نشاطات وتحركات، تدل على أنهم يصرون على السباحة ضد التيار وعدم القبول بالأمر الواقع مهما كلف الأمر، وهذا هو حال وموقف هذا النظام الاستبدادي من مجريات الأحداث على عدة أصعدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، الأوضاع في داخل إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن، وعدم إذعانه لكل مايجري من أحداث وتطورات ومستجدات مختلفة على أرض الواقع.
إصرار الشعب على رفض هذا النظام الذي أذاقه الويلات والسعي من أجل تغييره لم يعد مجرد مسألة عادية بالإمكان تجاوزها أو تخطيها ولاسيما بعد إنتفاضة 28 کانون الاول2017، لأن المجتمع الدولي لو دخل على الخط”کما هو منتظر ومتوقع من خلال مٶتمر وارسو” فإن كل المعادلات والمراهنات ستتغير وستنقلب طاولة المخططات والمؤمرات على رؤوس أصحابها، لكن مشكلة النظام الإيراني لا تنحصر فقط في دخول الشعب الإيراني على خط المواجهة ضده، إنما ذلك الاقتحام الاستثنائي لساحة الأحداث السياسية من جانب منظمة مجاهدي خلق وخصوصا من خلال نشاطات معاقل الانتفاضة التي باتت تضرب مقرات الاجهزة القمعية وتحترقها وهو أمر صار النظام نفسه يعترف به.
لقد فشلت الخطة المشبوهة للنظام بعزل منظمة مجاهدي خلق عن دول المنطقة والعالم وحصرها في زاوية ضيقة كي لا تواصل نضالها، وصار النظام هو يعاني من العزلة بأوضح صوره ولاسيما بعد إنکشاف أمره في دعم النشاطات الارهابية وإدخال وزارة مخابراته ضمن قائمة المنظمات الارهابية من قبل الاتحاد الاوربي، کل هذا کان من شأنه وضع الامور في نصابها الحقيقي وجعل المشهد الايراني يظهر على حقيقته وواقعه من دون اللمسات والتحويرات المشبوهة للنظام.
المحاولات المستميتة التي يبذلها النظام الإيراني من أجل الإمساك بزمام الأمور في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، باتت بالغة الصعوبة، والتقارير الواردة من داخل إيران تؤكد أن الأوضاع في داخل إيران بلغت مستويات غير مألوفة واستثنائية وصار الموقف بالنسبة للنظام أصعب ما يكون بل إن بعضا من هذه التقارير تشير إلى أن النظام لم يعد بإمكانه الإمساك بزمام الأمور كسابق عهده إلى الحد الذي باتت تتواتر فيه اعترافات من جانب قادة ومسؤولي نظام الملالي بتزايد نسبة الفقر والمجاعة في إيران، خصوصا بعد أن تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وبلغت أسوأ مستوى لها في ظل هذا النظام مثلما أن تدخلاته بلغت ذروتها في المنطقة حيث خلفت وتخلف أسوأ الآثار والنتائج والتداعيات، والشعب الإيراني بل جميع شعوب المنطقة تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يشهدون فيه سقوط هذا النظام وإنتهاء حقبته الملعونة.