23 ديسمبر، 2024 6:15 م

كنا ننتظر من الاقلام الحرة الشريفة التي واكبت حقبة النظام السابق ان تستذكر في يوم السجين السسياسي سطوة البعث المقبور وتصف تلك الحقبة حالكة السواد في سلوكيات ملأت قلوب الناس الرعب في فترة عصيبة قلَّ مثيلاتها بالعالم واقل ما نقوم به هو سرد الحقائق وتشخيص الوجوه العفنة التي لطالما ما انفكت من سطوتها في ظل الطاغية وما بعده حيث استمالت قلوب الشرفاء لتركب برجها العاجي من جديد في ظل الديمقراطية بعد ان ذره الرماد في العيون وجاءت بشهود زور لتقلب الحقائق لتصنع تظلماً في تاريخها الجديد على حساب اوجاع والام وحرمان عوائل الشهداء فتباً للذين كانوا سياط الطاغية التي يضرب بها الشعب وتباً لكل من لم يذكر الحقائق بتواريخها ويزيفها تحت مصالحة معينة حيث بالامس شاهدنا برنامج على قناة العراقية مع الاعلامي وجيه عباس وهادي جلو وهم يسترجعون شريط التاريخ ليخرجوا لنا ابطال اعلاميين لم يسلط الضوء عليهم في العصر الحديث ولم يأخذوا استحقاقهم بينما كانوا اشد وطأة من غيرهم في مواجهة الطاغية حتى كلفهم الامر حياتهم ومطالبة الاخوة لهم حق مشروع ويحسب لهم امثال الاعلامي (ضرغام) رحمه الله واسكن روحه جنات الخلد ولكن ما كنا نتمناه هو عدم المجاملة ببعض أزلام النظام البائد الذين كانوا اشد قسوة وعجرفة وكانت اقلامهم تتغنى بالبعث المقبور .. سؤالنا هو أيها ألاخوة ألم تعرفوا من ارسل كتاب الى نقابة الصحفيين في 9 ايلول 1991 فيه يوشي بجماعته في عيد الصحافة تقول : ( اقترح في هذه المناسبة اعتماد اسلوب القائمة السوداء تنشر فيه اسماء كل الذين تتم ادانتهم بالخروج عن تقاليد ميثاق الشرف الصحفي تمهيداً لتطهير مؤسستنا الصحفية من الكسبة الانتهازيين المرتزقة الذين يقفدون الحس الصحفي والاخلاقي تقبلوا فائق شكري وتقديري محرر اقدم في جريدة الثورة) هل من المعقول ان نجعل من هؤلاء عناوين في عصرنا هذا؟ أليس الذي كتب هذه المقولة كان ضابطاً في المخابرات العراقية وتم تحويله لاحقاً الى الداخلية حيث عمل بكل اصناف التجسس حتى ضد المعارضة انذاك ورسائله لازالت خالدة في تاريخهم الحافل بالقتل والاجرام بالاضافة الى انه عليكم تفحص كتاب هيئة المسآءلة والعدالة 4س/د/43 في 18/6/2008 والذي فيه جرد باسماء ضباط بالاجهزة الامنية تطالب فيها من الجهات المخاطبة ملئ استمارات بالمعلومات من قبل المشمولين والموقع عليها المساعد الاداري معن حمد حسين واما ما قاله الاستاذ جلو العزيز على قلبي وهو يصف بطولة هاشم حسن عندما تم الامساك به على الحدود فهل يا ترى كان هارباً من سطوة النظام ؟ لا اعتقد بل اجزم خلافه لذا ارجو ايها الاخوة الّا تعاتبوني على ما قلته لان التاريخ لا يرحم واطلب من الاخوة سؤال هاشم حسن لماذا تم رفض اسمه عندما طالب مؤسسة السجناء السياسيين باستحقاقاته؟ فالرحمة والغفران لشهداء العراق وهم يصنعون لنا التاريخ الجديد ويضعون لنا اقدامنا على طريق الحرية والشرف و العيش الكريم وعلينا العمل على طبع نتاجاتهم وسردها أدبياً من مذكرات وقصص ودواوين وشعر ومقالات ولوحات فنية لان كل ذلك يمثل صورة صادقة لمعاناة هؤلاء الابطال ومواقفهم المشرفة واصبحوا جزء مهم من تاريخ العراق الحديث.