قد تكون التسريبات الاعلامية عن اجتماع رجل المؤامرات العربية بندر بن سلطان في احدى ضواحي سوريا المحاذية لبيروت قبل خراب الشام غير موثق,لكن الاعلان الوهابي العالمي لابادة الشيعة بات يرجح مثل هكذا تدخلات سافرة في شؤون الدول الاخرى,الغاية منها كما يبدو صد طريق الطوفان العربي القادم برايات الشرق الاوسط الجديد ,لبلاد القبائل الاميرية الحاكمة في منطقة الجزيرة العربية,فقد تكون رفسة موت البقرة الحلوب,التي نفذ حليبها التقليدي المفضل لدى الغرب,فبعد ان فشلت الادارة الامريكية في تحشيد الرأي العام الامريكي والعالمي حول مشروع الحرب على الارهاب(الحرب على الاسلام…تحت قاعدة محور الشر ..اما معنا او ضدنا),
اتجهت الانظار لخلق عدو اخر يستنزف الموارد المالية لدول المنطقة,ويجعلها مضطرة لصرفها في سباق التسلح لملئ ترسانتها بفضلات الاسلحة الغربية والامريكية,متحركة صوب المحور الذي اشار اليه ملك الاردن عبد الله قبيل انطلاق فتنة الارهاب في العراق(الهلال الشيعي…ويقصد على ما اعتقد الهلال الشيعي الروسي الصيني المخيف للامبريالية العالمية),معتمدة على دول غارقة في وحل العمالة للاستعمار منذ تأسيسها وحتى الان,حيث لعبت دول الخليج عدا عمان تقريبا دورا خبيثا في تدمير الدول العربية الكبيرة بمواردها الطبيعية والبشرية صاحبة الفكر القومي,التي لم يشعر المواطن العربي فيها بأي فرق بينها وبين بلده الام,
(مصر منذ ازمة اليمن ومن ثم جمد دورها العربي المخلوع مبارك..والعراق الذي بدد صدام موارده البشرية والمادية والطبيعية في مغامرات الحروب العبثية..وسوريا التي حرقتها مؤامرتهم الارهابية ودمرتها بالكامل تقريبا),ولازالت تلك الدول سائرة في مخططاتها التخريبية المزعزعة لامن واستقرار المنطقة برمتها,ولعل الاية القرانية التحذيرية, وهي احدى القواعد الالهية التي يجب ان نستفيد منها ,قال تعالى في سورة الانفال اية30(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين),تشرح لهم ان المكر السيئ سيلحق بهم ضررا اشد من الذي تسببت به مكائدهم الخبيثة في الابرياء من ضحايا ارهابهم التكفيري الوهابي الخارجي,وتوضح لهم من ان الامبريالية العالمية ارادت من خلال اعلانها الحرب على الارهاب تدمير الاسلام,فساهمت بشكل غير مباشر بنشره في العالم اجمع,وبات امر اعتناق الاوربيين للاسلام يثير قلق الانظمة العلمانية والاحزاب اللادينية المتصدية للمد الاسلامي في اوربا القادم من المهاجرين,
والان ارادت نفس الامبريالية الاستكبارية ان تستخدم السلاح القديم ,الذي هزم الاتحاد السوفيتي السابق في افغانستان
(الجهاد المقدس),لكي يشعل المنطقة بنار الفتنة الطائفية الطويلة الامد (بين السنة والشيعة),لكنها خسرت الرهان في العراق ومصر,ولم تستطع ان تكسب المعركة بعد في سوريا ولبنان واليمن,
ولكنها الى الان لم تفكر بالتراجع, وهذا ما يجعلنا ان نشعر بخطر هذه التدخلات الشيطانية واثارها المدمرة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا,متحدية بأساليبها العدائية كل الاعراف والاخلاقيات والقوانين الدولية, عبر الذهاب بعيدا نحو تلك الحروب الدموية(حروب الجماعات الارهابية المتعددة),والتي يبدو كما ذكرنا ذلك سابقا, انها تحارب مد الربيع الامريكي الغربي-العربي الزاحف نحو صموعتهم المتهالكة رغم انها مرصعة بدماء الفقراء وذهب البترودولار,فالاسلوب الوحشي المتبع في قمع الانتفاضة البحرينية المستمرة منذ عقود,وتدخل مايسمى بدرع الجزيرة في ذلك البلد الصغير,يدلل على ان حربهم الوهابية المتحالفة مع الحركة الصهيونية مستمرة حتى الرمق الاخير,والذي نعتقد ونثق تماما بأرادة الله عزوجل أنه سيزيلهم من وجه التاريخ الحضاري المعاصر, ويقذفهم الى مزبلة التاريخ الدموي لامبراطوريات ودويلات القرون الوسطى .
ان مايحدث في العراق وسوريا تدخلات خليجية مباشرة,مدعومة تدخلاتهم تلك بالحملات الدعائية والاعلامية الموجهة لاشعال حروب الفتن الطائفية في معظم البلدان العربية(قناة وصال السعودية,والجزيرة القطرية),,وبالدعم المادي المفتوح لكل الحركات السلفية التكفيرية الجهادية,لايعرف اصحابها اثار تلك الشرارات الطائرة مع الريح
(كما يحصل في حرائق الغابات عندما يتطاير الشرر),التي قد تعبر اليهم من قبل نفس الجماعات الارهابية المهزومة نفسيا واخلاقيا ودينيا,او من قبل الدول المتضررة من هذه الجرائم النكراء الغير مسبوقة في تأريخ المنطقة والعالم,عندما يصبح القتل والذبح وقطع رقاب الاطفال عقيدة دينية راسخة في اذهان اجيال تلك المجتمعات المغلوب على امرها,لابد ان يكون الموقف من قبل الدول المكتوية بنيران الارهاب قويا,يتحرك دبلوماسيا وسياسيا وفي كل الاتجاهات,من اجل شرح طبيعة تلك الجرائم البشعة المستهدفة للابرياء دون تمييز,فمايسقط من ضحايا جراء العمليات الارهابية الانتحارية اوبفعل التفجيرات والمفخخات والعبوات الناسفة والاغتيالات,يفوق بطبيعته وحجمه خسائر العديد من الحروب التي قد تندلع بين اي دولتين,لاسيما ان الاهداف المباشرة المفضلة لدى الارهابيين هي الاهداف المدنية(هل شاهدتم او عرفتم قذارات بشرية لعقول عفنة,تخطط لتفجر مداخل المستشفيات تفجيرا مزدوجا,اي ان الانتحاري الاول يفجر بالمرضى المراجعين,ثم ينتظر الانتحاري القذر الاخر اقتراب المسعفين والمنقذين الاقتراب من الجرحى ,فيفجر نفسه بهم,و حادثة المستشفى العسكري في اليمن اخيرا خير دليل,ولا اعرف متى يمكن ان نحدد ونعتبر الدول الراعية لهكذا فكر وعقيدة ,بأنها دول ارهابية ,يجب محاكمة رموز الشر فيها في محاكم جرائم الحرب الدولية).
مايحصل في العراق,هو حقيقة طائفية مقيتة رغم خجل بعض السياسيين (السياسيين الشيعة والمعتدلين السنة)من الاشارة اليها او الحديث عنها,
جاءت كنتيجة لارث امبريالي طويل,ترسخ عبر تطبيق النظرية الاستعمارية (بعد انهيار الامبراطورية العثمانية)القائلة بضرورة استخدام حكم الاقليات في بعض البلدان العربية(في العراق, وسوريا مع الفارق طبعا بين جنون صدام وحكمة الاسد رحمه الله) لضمان ولائها المطلق ,وتحويل اغلب الدول العربية الى دول ملكية واميرية,ولكن بعد نهاية الحرب الباردة وانتشار ظاهرة الشركات الاستثمارية الاحتكارية الكبرى في العالم,اصبح الرأي الامريكي- الغربي ينظر الى حكم الاقليات عقبة في ترسيخ دولة السوق والتجارة والاقتصاد الحر(الدولة الديمقراطية),فصار لزاما على تلك الدول ان تطرح مشروعا عالميا امبرياليا جديدا يلبي رغبات تلك الشركات العابرة للسيادات الدولية, لاعادة ترتيب الانظمة السياسية ,لاهم دول العالم المتربعة على اكثر من ربع مصادر الطاقة العالمية(الدول العربية),الحديقة النصف دائرية للاتحاد السوفيتي السابق ,وصولا الى التنين الصيني الصاعد اقتصاديا ,والمطروح كبديل امبراطوري مستقبلا,
لكن حتى يتم تحقيق ذلك الهدف,لابد ان يدفع ابنائها ثمن تلك التحولات,كان ولايزال ثمن تلك التحولات دفع مزيدا من الدماء والضحايا من الابرياء,لكن مايحز في النفس ويؤلمها ان يساهم ابناء تلك الدول والمنطقة بهذا النزيف,وبأستمرار معاناة ابناء جلدتهم,
فالحديث عن ان نظام صدام حسين ليس طائفيا حديث ملفق ولايمت للحقيقة بأية صلة,كان شيعة العراق وخصوصا بعد نجاح الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 يعاملون كخونة حتى يثبتوا العكس للطاغية المقبور,فكرهنا تلك الكلمة المقززة ,وعزفنا عن استخدامها بعد رحيله,
لكننا فوجئنا بأن بعض ابناء العشائر السنية, وبقايا البعث المقبور,ينخرطوا في اكبر مؤامرة تخريبية يمر بها العراق والمنطقة برمتها,عبر تقديم كل انواع الدعم المطلوب لتنفيذ اي عملية ارهابية وفي اي منطقة من مناطق العراق(بل اصبحت هناك حالة تفنن شيطانية لخداع البسطاء الطيبي القلب من العراقيين لكي ينفذوا رغبات الجماعات والدول الراعية للارهاب),
,اصبحت ظاهرة بيع رؤوس البشر رائجة في العراق,(تصورا قبل سنوات احد المجرمين الاوباش ممن لاعرض ولاضمير له جاء الى احدى ساحات العمال في بغداد وحمل الشباب في سيارة حمل تابعة له مدعيا انه يمتلك عملا لهم في الموصل فباعهم جميعا للارهاب,بل اصبحت تسجيلات حفلات ذبح الشيعية تباع في الاسواق الخليجية ولمن يدفع اكثر, ولعل الشارع العربي المغيب وعيه لم يسمع بحادثة عرس الدجيل,التي اغتصبت العروس امام زوجها, الذي لم يدخل بها بعد, وقطعت اثدائها بالمنجل اي المنشار الملتوي الصغير,ولكن هؤلاء انفسهم كانوا يستخدمون تلك الاساليب في سجون صدام,الخ.),
وفوق كل هذه الاساءات صبر العراقيين المخلصين لوطنهم ووحدته المهددة بالتفكك,ولكن دون جدوى,فلازالت معاناة الشعب العراقي بما فيهم بعض ابناء المناطق الغربية السنية
(ديالى والانبار والموصل وتكريت وصولا الى كركوك)من الارهاب باقية,و لازالت ايضا عمليات الدعم والاسناد وتصدير الارهاب الاجرامي الى بغداد وبقية المحافظات مستمرا ,والمخيف في الامر هو التعمية الامنية والتجاهل الحذر المتبع منذ دخول الارهاب ,لتعريف اسباب استمرار تدفق الارهاب والارهابيين الى بلادنا,
فساحات الاعتصامات التي استمرت بحدود عام او اكثر قليلا كانت في بداياتها ساحات مشروعة في بعض المطالب,لكن سرعان ماتحولت لساحات بث سموم الفتنة الطائفية,كذلك موقف العديد من السياسيين السنة الذين وصلوا الى العملية السياسية بطرق ملتوية(اولها ان قانون اجتثاث البعث لم يفعل,ولم يتم تشريع قانون الاحزاب,ولم يتم عتماد الدوائرالانتخابية المتعددة للمحافظات),لم يكن وطنيا,
بل في الاعم الاغلب تأمريا ومساندا للمخططات والتوجهات الخارجية المعادية,بل والمتطابقة تماما مع وجهات نظر الدول الداعمة للارهاب في العراق وسوريا(تركيا الغارقة بالفساد المالي حاليا.وقطر والسعودية وحتى الامارات والبحرين),هؤلاء الى اليوم لايعتبرون مافعله نظام صدام بالشيعة والاكراد جرائم طائفية وارهابية,
(نظام صدام الذي كان يحذر المدن والقرى بأن المنطقة التي تخرج منها رصاصة تباد وتهدم بيوتها,الذي استخدم جيشه وبالاخص الحرس الجمهوري والحرس الخاص والمتطوعين من المناطق الغربية بتدمير المحافظات المنتفضة عام 1991,وقتل عشرات الالاف من ابنائها, مخلفا مقابر جماعية لاتعد ولاتحصى,ثم يخرج المنافقين ليقولو ان جيشه لم تكن قيادته طائفية)
هم وغيرهم يدفعون بالبلاد الى مزيد من التدهور والفوضى وعدم الاستقرار,بحيث ان بعض عشائر وشيوخ المحافظات الغربية رفضت مواقفهم الغريبة والمتذبذبة ,والبعيدة كل البعد عن الروح الوطنية المعروفة لدى العراقيين,هذه الحقائق الطائفية الموروثة ابا عن جد, ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة,القائمة على الغاء الاخر, وتهميشه ومعاملته كأنسان من الدرجة الثانية,
(الدرجة العنصرية الدونية,والتي لايفعلها الا مريض او ناقص اخلاق وتربية وكرامة,او ممن يشعر بدونيته فيسقطها على الاخرين),فتارة ينعتون الشيعة بأنهم صفويين(علما ان الدولة الصفوية تعد من اشرف الدول التي حكمت العرب بغداد1736-1501,
,على اقل تقدير لم تنكل بالعلويين واحترمت بقية الطوائف,ونادت بحب اهل بيت الرسول محمد ص,وهي لاتقارن بجرائم وفضاعات الدولة الاموية او العباسية او العثمانية,علما انها تعد عند الشيعة دولة شيعية سياسية وليست عقائدية),وتارة بعملاء لايران,ولانعرف ماهو الفرق عندهم بين ان تكون عميلا لتركيا المتصالحة مع الكيان الصهيوني ,وبين ايران الداعمة للمقاومة العربية المواجهة لهذا الكيان الغاصب لارض فلسطين,
كل هذه المؤامرات والانتهاكات التي يعترف بها الجميع,وشواهدها موجودة في المقابر الجماعية والافلام المسجلة من قبل الارهابيين,الذين حصلوا على فتاوى جديدة تبيح ذبح الطفل الشيعي او العلوي او المسيحي او اي طفل لايعجبهم كلامه العفوي,ولديهم فتاوى لسبي النساء وسرقة الاموال العامة والخاصة (يقول الباحث الاسلامي حسن فرحان المالكي لماذا المقابر الجماعية التي وجدت في العراق وسوريا للشيعة وبقية الملل فقط ونفذت من قبل السنة, ولم نجد مقابر جماعية للسنة فعلها الشيعة او غيرهم),
ويرى الجميع بأن الدولة لاتتكلم ولاتعمل بالنفس او بالنهج الطائفي,لكن للصبر حدود كما يقولون,والشيعة اصبحوا يغلون من تمادي بعض الخونة ممن يحسبون على العراق,
في ممارستهم للغدر والخيانة والايقاع بالجيش والشرطة العراقية, في كمائن ليست من المفروض ان تكون اهدافا للقاعدة وللارهاب,
وان حجة ان العشائر جميعها تقاتل مع الجيش ليست صحيحة ,بل مزايدات سياسية يمارسها بعض قادة الكتل الشيعية قبل السنة,وغطاء غير قانوني لمحو اثار الجرائم الطائفية المتعمدة,الموثقة والمعروفة لجميع العراقيين ,حيث كان يستهدف في الانبار وبقية المحافظات السنية الشيعي المدني كما يستهدف الموظف الحكومي او المنتسب للاجهزة الامنية,وهذا امر خطير نحتاج الى معالجته جذريا,بتطبيق قانون مكافحة الارهاب بقوة,او اعلان حالة الطوارئ من اجل اسكات واخماد اصوات الفتنة,ولتطبيق المحاكمات الميدانية الخاصة بالارهابيين المتلبسين بالجريمة (قد يقول قائل ومالفرق بين دولة القانون,وبين دولة الاحكام العرفية,نقول ان العدو الذي نواجهه ليس له مثيل على الاقل في التاريخ الحديثفليس من المعقول او المقبول ان نضحي بعشرات او مئات الالاف من المواطنيين العراقيين الابرياء اغلبهم من المكون الشيعي, من اجل حماية العملية السياسية الفاشلة, وبقاء اوكار الهزيمة في الحكم(كما يقول المرحوم هاني الفكيكي في كتابه),ماذنب الايتام الذين فقدوا
ابائهم او امهاتهم او الاثنين معا,وما ذنب عوائل الشهداء الذين ذهب ابنائهم الى تلك المحافظات لحماية اهلها من الارهاب
فذهب ابناءهم غدرا ضحايا الوحدة الوطنية المدعومة من طرف واحد(الارهاب في الانبار قتل ويقتل على الهوية,كما يقتل كل من يرفض التعاون معه من ابناء تلك المناطق),
عندما يصبح الارهاب عقيدة دينية تبيح دماء الابرياء, لن يكون هناك مجال لاي اعتبار اطلاقا,ولهذا عدم تحديد وتسمية الدول التي تدعم الارهاب ,وتقديم شكاوى علنية الى المجتمع الدولي,يعني تسترا على المجرم وتخاذل في نصرة ضحايا ارهابهم الاسود,والسكوت على من يساهم بتخريب بلادنا,ويهدد السلم والاستقرار الاجتماعي,ويهدد الوحدة الوطنية والامن القومي,يعني بصريح العبارة قبول بتهديم هذا الوطن ,واشاعة الفوضى فيه,واهمال الام ومعاناة الضحايا من ابناء وطننا, المنتهكة سيادته من قبل الارهاب المدعوم خليجيا واقليميا ودوليا,فالعراقيون شيعة وسنة عربا واكرادا اكثرية واقليات,لايريدون لهذا الارهاب ان يبقى معطلا لحياتهم ومدمرا لمستقبل ابنائهم,ولكن مفاتيح الحل موجودة عند النخب السياسية الحاكمة جميعها بما فيها السنية, التي يقع على عاتقها تحديد توجهاتها واهدافها بشجاعة, اما مع الارهاب وتستعد للمواجهة,او مع الشعب والوطن,لكي نقتلع الارهاب من الجذور…….