1947 بدأ مسيرته السياسية عندما كان عمره 14 عاما مؤسساً لاتحاد طلبة كردستان داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبعمر 18 عاماً فقط أختير عضواً في اللجنة المركزية للحزب في سنة 1951م.
درس القانون عام 1953 بعد عرقلة جهوده لدراسة الطب من قبل النظام انذاك، السيد جلال الطالباني بخبرة في العمل السياسي لأكثر من 50 سنة في اكثر المناطق توتراً ومشاكل في العالم ” الشرق الاوسط ” .
قبل عدة سنين صرح هذا الرجل المحنك ذو الكاريزما الفريدة في تركيا بأن الدولة الكردية الكبرى هي ” حلم للشعراء ” اعترض الكثير على هذا التصريح وكانت فرصة لخصومه لمهاجمته، واليوم مع هذه الازمة الحانقة بين بغداد واربيل وبقراءة بسيطة للمواقف الاقليمية والدولية تجاه الازمة يظهر لنا بوضوح ان ما قاله السيد جلال الطالباني في ذلك اليوم هو تصريح شجاع ، صريح بشكل مؤلم لكن هذا الرجل مع حنكته وخبرته اختار ان يقول الحقيقة لشعبه ويضعها امامهم بهذا الشكل.
ان استخدام الحق الشرعي للشعب الكردي بالاستقلال كمادة انتخابية ونشر مواضيع مضللة وصور على المواقع الاجتماعية عن قرب تأسيس الدولة الكبرى بتأييد غربي سيضر بقضيتنا كثيراً ، لأن اللعب بعاطفة الشعب بهذا الشكل وبدون نتيجة ايجابية واقعية سيؤدي بالنهاية الى حالة من اليأس .
الحقيقة التي يجب ان نفهمها ونبني عليها هي كالاتي : الولايات المتحدة لن تبني لنا دولة كردية مستقلة ابداً علينا ان نكون صريحين بهذا الخصوص ولا نحتاج ان تصريحات ضبابية من جريدة مغمورة او اسم غير معروف تحدث في مكان ما عن خطة امريكية لبناء دولة كردية !
الامريكان لم ولن يقفو الى جانب الاكراد في تأسيس كيان مستقل ومواقفهم معروفة : لقد ادارت الولايات الامريكية ظهرها للاكراد اكثر من مرة في مواقف تاريخية مهمة بالنسبة للصراع الكردي من اجل الحرية ولن ندخل في تفاصيل التاريخ الان لكن هناك حقيقة يجب التسليم بها وهي ان الولايات المتحدة التي اصبحت القوى الاولى بعد الامبراطورية البريطانية لا تختلف سياستها عن بريطانيا في اي شيء بالعكس فالولايات المتحدة تبني وتستمر على السياسة البريطانية في المنطقة وربما تنفذها بشكل مختلف لكن النتيجة واحدة ، عندما قرر البريطانيين والفرنسيين حرمان الكرد من دولة وكيان سياسي مع نهاية الحرب العالمية الاولى علينا ان نعلم ان الولايات المتحدة لن تفعل العكس ، هذه الدول لديها حسابات خاصة للمصالح والتحالفات وليس من ضمنها تكوين دولة كردية لا كبرى ولا حتى صغرى في شمال العراق والدلالات واضحة لا تحتاج الى الكثير من البحث والتمحيص ، لم تسمح الولايات المتحدة للاكراد عام 2003 بضم كركوك للاقليم ، تستمر الولايات المتحدة بتسليح حكومة المالكي باسلحة هجومية من مختلف الانواع ولا تؤيد تسليح حرس الاقليم ، واليوم ظهر بشكل واضح ان الولايات المتحدة لا تسمح للاكراد ببيع نفطهم بشكل مستقل بل ضغطت على تركيا لعدم القيام بذلك او حتى مساعدتنا في هذا الموضوع الحيوي كمقوم مستقبلي لفكرة الاستقلال ، فكيف سيساعدنا العم سام على تأسيس كيان مستقل ؟
اقليمياً الولايات المتحدة وضعت الاحزاب الكردية التركية في قائمة الارهاب وفي سوريا لا تؤيد تاسيس اقليم كردي شبه مستقل واصلاً ملتزمة الصمت بشأن اكراد ايران ، فكيف ستبني الولايات المتحدة دولة كردية كبرى لنا ؟
اذاً في النهاية نعود الى السيد جلال الطالباني الرجل ذو الخبرة والدراية بسياسة الغرب في المنطقة قالها لكم بصراحة وبشجاعة منقطعة النظير لتستفيدو وتبنو سياستكم على هذا الاساس ، والذي اثبت بغايبه انه كان فعلاً صمام الأمان للدستور والعملية السياسية العراقية بشكل عام .