(( لقد استطاعت الكثير من الشعوب وخصوصا الأوربية منها أن تسبقنا أشواطا من التقدم والمعرفة والفكر والنظم الاجتماعية بغض النظر عن الكثير من السلبيات المجتمعية التي ترافق حياتهم اليومية التي يؤخذ عليها المجتمع الغربي الأخلاقي والسلوكي بعدما كانت تلك الشعوب تقبع في دهاليز الظلام والتخلف والفوضى لكن استطاعت بعد عدة قرون من النهوض بواقعها حين اكتشفت السبل الصحيحة في تسلق سلم الحضارة والتقدم وأخذت بيد مواطنيها والمجتمع ورتبت أوراقها مع ذاتها ومع غيرها من الشعوب ونبذت كل ما يقف عثرت في تقدمها وجعلت تأريخها المظلم وراء ظهرها وجعلته ماض لا رجعت إليه إلا العبرة عكس الشعوب العربية صاحبة الحضارة الموغلة في القدم لقيادة العالم في زمن من الأزمان وكان لهذا التاريخ العربي اشراقات فكرية وعلمية سادت فيها العالم لكن نلاحظ الآن الفارق الكبير بيننا وبين تلك الشعوب الغربية ومدى الفارق من التقدم وهذا ناتج أننا بقينا نتغنى ونطرب على أنقاض الماضي السحيق وأطلاله وبقيت حضارتنا كتبا على الرفوف يعلوها غبار الزمن والإهمال وعلى لسان مريدي نوادينا الثقافية والعلمية بدون تفكر وتمعن وتطور وما زالت ذكريات الماضي وحنينه قابعة في أذهان طلابنا ومثقفينا منها 0( السومرية والبابلية والآشورية والإسلامية ) بدون ترجمتها على أرض الواقع للنهوض بأجيالنا بعدما أصبح العالم قرية واحدة بفضل تقنياته ومواقع التواصل بين الشعوب .
أما حين النظر إلى الفارق الكبير بين ما يقال عن حضارتنا العربية القديمة وتقدمها على شعوب العالم آنذاك مع واقعنا المتردي في كل شيء والأفكار المنحرفة الكثيرة التي تسحب أجيالنا نحو مستنقع التخلف يتبادر إلى الأذهان كثيرا من التساؤلات والتشكيك فيما يُقال عن حضارتنا أن كانت الحضارة حقيقية فأين مؤلفاتها الخطية وهل صحيح ما يُقال عن كنوز مدينة أور التاريخية وبطون أراضيها من حضارة مدفونة وما يُشاع عن حضارة أبو الهول وكنوزه المعرفية التي تقبع داخله وحضارة الفراعنة في مصر وأسرار الأهرامات ودفائن بعض مدن الشام ولماذا لا يتاح لشعوب هذه المناطق دراستها ومعرفتها عن كثب من قبل علماء العرب والعقول العربية المنتشرة في جامعات العالم ولماذا لا تسعى الحكومات العربية لاسترداد حضارتها المنتشرة فيخزائن الغرب كونها موروث معرفي وعلمي للأجيال الحالية والقادمة كل هذه التساؤلات المشروعة والتي عليها علامات استفهام كثيرة نضعها على طاولة النقاش المعرفي الجاد لمعرفة الحقيقة وأبعادها عن الوهم والخيال ليتسنى للأجيال القادمة دراستها والنهوض بها نحو التقدم ومواصلة التطور والإضافة من قبل باحثينا وعلمائنا وأخرجها من دائرة الشك والتشكيك بصحتها وخصوصا بين الحين والآخر تظهر لنا معلومات خبرية عن كتب أو خزائن أو دفائنومخطوطات علمية قديمة في الغرب عن حضارتنا والكثير منها في بلدان العالم حصرا لا يمكن للعرب من الاطلاع عليها مهما كان ومن هنا نطالب بموقف جاد ومسئول من المعنيين في التحرك للتواصل مع العالم لاستعادة هذه الثروة العلمية وأعادتها إلى جذورها العربية )) .