تكملة تعليقي على مقالة الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا للباحثة سهى الطريحي جاعلا النصوص المختارة من مقالتها بين «علامتي تنصيص».
«تعاهدوا على إن العقل هو رئيسهم.»
ونِعمَ الرئيس والقائد والحاكم والميزان. [والعقل ببعديه الفلسفي والأخلاقي يغني عن الدين، [[ربما]] لاسيما إذا اقترن بالإيمان، لكن الإيمان المنزِّه لله، والمتسامي بإنسانية الإنسان.]
«انتقدوا الطائفة التي تجعل من التشيع مكسبا لها، مثل النائحة والقصاص.»
وتسييس المذهب من قبل أحزابنا الإسلامية الشيعية اليوم.
«هدفهم كان لإحلال العدالة وإصلاح النفوس وإعطاء العقل القيمة العليا في الجسد الفاني.»
وهذا هو جوهر الدين [والأصح جوهر الإيمان]، [[بل جوهر العقلانية الإنسانية]] والنصوص التي تؤيد هذا المعنى كثيرة عن رسول الإسلام وأئمة الشيعة مثل «إنما الدين المعاملة»، و«عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة؛ قيام ليلها وصيام نهارها»، «لا تغتروا بصلاتهم وصيامهم فلعلهم اعتادوها، بل اختبروهم في صدق الحديث وأداء الأمانة»، وكان معظم الإسلاميين (أصحاب الإسلام السياسي) أبعد من غيرهم عن الصدق وحفظ الأمانة.
«دعوا إلى التوحيد رغم اختلاف الأديان والمعتقدات.»
فالتوحيد هو الإيمان الفلسفي المحايد دينيا. [لكن التوحيد لا يكتمل إلا بالتنزيه، وإلا فيبقى توحيدا عدديا بلا روح، أو بروح معكَّر صفوها، أو معطلة عقلانيتها.] [[وربما المقصود هنا توحيد الأديان، وهذا ما دعت إليه البهائية، وهو أمر لن يتحقق، إلا إذا أشرقت الشمس من المغرب]].
«الدين واحد.»
وأنا أميز بين الدين والإيمان، وأقول بالإمكان التفكيك بين الدين والإيمان، فالأول حبيس النص، والثاني ينطلق في رحاب آفاق العقل ببعديه الفلسفي والأخلاقي، ويستفيد من التجربة الإنسانية. [ولذا أصر على استخدام “الإيمان” بدلا من “الدين”.] [[واليوم أقول إن الأفضل للبشرية اعتماد الإنسانية-العقلانية، والأفضل من ذلك قرن هذه الإنسانية-العقلانية التي أسميتها في وقت بـ (العَقْلِنْسانية) بـ (اللادينية) سواء المؤمنة أو الملحدة.]]
«إذن هو صراع على السلطة.»
وهذا أي الصراع على السلطة هو جوهر الإسلام السياسي، فأصحابه وجدتهم لا أصحاب قضية دين، ولا أصحاب قضية وطن، بل أصحاب مشروع سلطة، تتغلب فيه الذات الشخصية، ثم الذات الحزبية، فالذات الطائفية، أو القومية في أحسن الأحوال، وأحسنها أسوأها.
«هدفي (الباحثة المحترمة) من هذا البحث المقتضب تقصي دروب المعرفة الشائكة.»
هدف يستحق بذل الجهد.
«والنتيجة التي توصلت إليها: حركة إخوان الصفا كانت حركة تنويرية إصلاحية.»
استنتاج دقيق. [لكني لا أجد اليوم في عمليات الإصلاح من جدوى، بل لا بد من امتلاك شجاعة إعادة النظر في الجذور والأصول والقواعد والمنطلقات، عبر امتلاك الثقة برحمة الله، وأنه يتعالى عن التحريم على الإنسان إعمال عقله متأملا فاحصا متسائلا مشككا باحثا دائما عما هو أصوب، وهو يتعالى عن معاقبة من يُعمِل عقله، إذا لم يصب الصواب المطلق، فهو وحده المطلق، وهو الذي خلق الإنسان على أساس النسبية، والنسبية تعني اختزان كل صواب على خطأ بنسبة أو أخرى، والله لا يعاقب الإنسان بسبب الطبيعة النسبية، وبالتالي الخطّاءة، التي خلقه هو عليها.]