تكملة تعليقي على مقالة الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا للباحثة سهى الطريحي جاعلا النصوص المختارة من مقالتها بين «علامتي تنصيص».
«طه حسين: إن قيمة الرسائل [رسائل إخوان الصفا] تكمن في اتجاهها لتثقيف الناس العاديين.»
وهذا ينم عن حكمة وذكاء ورسالية.
«أخرجوها من العسر الفلسفي إلى اليسر الأدبي.»
وهكذا هم أصحاب الرسالات التصحيحية، بينما الذين يمارسون الفكر من موقع النشاط الترفي لا يهمهم أن يُفهَم كلامهم أو لا يفهم، لأنهم يكتبون لأنفسهم ويمارسون حوار الذات.
«أعطوا للعقل مكانة كبرى.»
و(العقلية) هي الركيزة الأولى لما توصلت إليه من فلسفة لفهم الدين [[في آخر اعتمادي للدين]]، تليها ركائز (التأويلية)، و(الظنية)، و(التفكيكية) [[ركائز المذهب الظني الذي اعتمدته لأشهر]] [وختمت بالتنزيهية أي عقيدة تنزيه الله مما نسبت إليه الأديان].
«هدفوا إلى ملائمة الدين مع الفلسفة والعقل.»
ليس الملائمة هي المطلوبة فقط، بل لا بد من إخضاع الدين لميزان العقل والفلسفة، فالعقل هو الحاكم على النص الديني وليس العكس.
«يشير الإخوان فيما يشيرون إلى تزاوج هؤلاء الإنس التي غرقت سفينتهم في سواحل بعيدة، وكانوا من مختلف الأجناس البشرية مع نساء القردة.»
الغريب أني كتبت [ما يشبه هذا المعنى] قصة من وحي الخيال (أسطورة) تحت عنوان «الزواج الأول لأمنا الإنسانة من أبينا الوحش»، يمكن الاطلاع عليها على موقع نسماء. [لكن من غير المقبول اعتماد هكذا طروحات بمعناها الحقيقي وتحويلها إلى عقيدة.]
«الإخوان يدعون إلى التفسير الباطني للقرآن.»
هنا وقعوا للأسف في الاستغراق في الغيب المفرط، وهكذا فعلت معظم المذاهب الإصلاحية [[بما فيها المعتزلة إلى حد ما]] عندما وقعت في الخطأ فطرحت نفسها كدين وكمقدس وكإلهي [[كالبهائية]]، بينما أجد وجوب اعتماد حركة إصلاحية تؤكد بشريتها ونسبيتها (النسبية)، وبالتالي إمكانية نقدها أو تكميل نواقصها، واعتماد (التأويلية)، بمعنى تأويل النص القرآني إلى ما ينسجم مع ضرورات العقل (العقلية)، [[هذه كانت ما تزال من رواسب المذهب الظني الذي أسسته في صيف 2007 والقائم على ثلاثة ركائز؛ العقلية والتأويلية والظنية]] وإلا فإذا افترضنا ثبوت تعارض القرآن مع ضرورات العقل، لن يكون عندها كتاب الله، بل نتاجا بشريا، وإذا كان التعارض ليس مقطوعا به بل راجحا، يبقى الدين ظنيا (الظنية)، باعتباره من ممكنات العقل، بينما وجود الله واجب عقلي، والواجب وحده يقيني الإيمان والتصديق، ويبقى الممكن دائما ظنيا، والظنية تعالج التعصب والتطرف وتؤكد تأصيل مرجعية العقل. [ثم إن حكمة الله تأبى أن يبعث كتابا باطنيا للناس، يحتاج إلى نخبة لاستخراج الباطن عبر عملية تأويل متكلَّفة، ثم لا يؤخذ من أكثر أتباع ذلك الدين بهذا التأويل أو التفسير الباطني.]