بعد بضعة أشهر من تحولي من المذهب الظني إلى عقيدة التنزيه، وصلني من صديقي د. أثير حداد [الذي انقطعت عني أخباره للأسف منذ سنوات] بحث حول إخوان الصفا للأستاذة سهى الطريحي، كتبت فيه رأيي بتاريخ 12/03/2008، وسأدرج [إضافات] عند مراجعتي للنص بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر بين [قوسين مضلعين]، كما سأدرج إضافات أخرى وأنا أراجع النصر لنشره مرة أخرى في 30/11/2018 بين [[قوسين مضلعين متكررين]]، وأما المقاطع المختارة من مقالة الباحثة الطريحي فستكون بين «علامتي تنصيص».
رسالتي إلى أثير حداد وسهى الطريحي:
عزيزي الأستاذ أثير حداد المحترم
عزيزتي الأستاذة سهى الطريحي المحترمة
تحية طيبة.
استلمت البحث الموسوم بـ «الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا» للكاتبة المحترمة السيدة سهى الطريحي، وها أنا ألبي الرغبة في إبداء رأيي فيه.
بلا مجاملة ولا محاباة، شخصيا وجدته بحثا رائعا ومفيدا ومشتملا على التفاتات مهمة. من أجل أن أعلق عليه، اخترت العبارات التي وجدتها مهمة، وسألحق كلا منها بتعليق مني.
لكن قبل التعليق، أخبركما معترفا بأميتي من حيث الثقافة المقروءة، بأني لم أقرأ حتى الآن عن إخوان الصفا، ولكن الغريب إني أكتشف دائما بأن ما ألت إليه من فلسفة للدين نتيجة تأملاتي العقلية الذاتية يلتقي دائما بنسبة أو أخرى مع حركات إصلاحية ومناهج عقلية أطلع عليها لاحقا، كما هو الآن، فيما اطلعت عليه عن إخوان الصفا عبر هذا البحث الجميل. فإني أشتغل منذ فترة على مشروع كتاب حول ما أسميته بالمذهب العقلي-التأويلي-الظني، [[اخترت له بعد ذلك عنوانا آخر]] والتفكيكية بمعنى إمكان التفكيك بين الدين والإيمان. إذ الإيمان اللاديني هو الخيار الثالث بين الإيمان الديني والإلحاد، علاوة على اعتماد المذهب الظني في الإيمان الديني. ولذا فتعليقاتي تأتي متأثرة بما ألت إليه من نظرية، ظهرت بعض ملامحها في بعض مقالاتي كـ «أيهما الحاكم في الدين على الآخر؛ وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان»، «هل يمكن التفكيك بين الدين والإيمان»، و«فلسفة ختم النبوة»، وغيرها. سأسرد النصوص التي اخترتها من البحث جاعلا إياها بين «علامتي تنصيص»، الذي، أي البحث، أعجبت به كثيرا، الواحد بعد الآخر، معقبا على كل نص بتعليقي عليه.
«لجوؤهم إلى السرية في نشر بحوثهم.»
وكثير من المصلحين والمجددين من المفكرين الإسلاميين [[متوهما إن هناك الكثير من الإسلاميين التنويريين كما كنت عليه على الأقل في العقد الأخير لإسلاميتي، كديمقراطي-إسلامي سياسيا، وكمسلم تنويري فكريا]] يمارسون اليوم السرية، أو لنسمها التقية والتكتم على ما آلت إليه عقولهم بتأملاتها، وعبر تعمقهم في البحث عن الحقيقة.
«لم ينشروا أسماءهم خوفا على حياتهم من العامة.»
وهكذا هو حال البهائية على سبيل المثال، والكثير من المصلحين والمصححين، ولعله من سيعتمد غدا المذهب الظني أو التفكيكي الذي يجري العمل على بلورته [وأكثر منهم من سيعتمد عقيدة التنزيه (الإيمان اللاديني)].