كثيرة هي الدول التي تعول على قوة روسيا أو ما يسمى سابقاً بالإتحاد السوفيتي ولكن في نهاية المطاف سترضخ روسيا لقرارات الولايات المتحدة بكل الأحوال ، هناك أمثلة كثيرة لا حصر لها على مراهنات دولية في مقارعة الولايات المتحدة بعد الاعتماد على روسيا باءت بالفشل وخسرت هذه الدول الكثير والكثير ، وليس هذا فحسب وإنما روسيا كانت هي الأضعف في مجابهة مجموعة مسلحة أقرب ما تكون لعصابات أو حرب العصابات ودليلنا هو انتصار تنظيم القاعدة في أفغانستان بحربه ضد الروس عندما تم احتلال جزء من أفغانستان في ثمانينات القرن المنصرم ، والمثل الآخر خسارة العراق عندما أعتمد على الأسلحة الروسية في مجابهة الأسلحة الأميركية المتطورة وحصل الذي حصل ، وليس بعيداً عن هذه الأمثلة الزعيم معمر القذافي واعتماده على الأسلحة الروسية وعلاقته القوية مع روسيا وبالنتيجة رأينا ماذا حصل للزعيم من مآسي ، اليوم نسمع من الإعلام عن وصول أسطول روسي بالقرب من السواحل السورية بحجة أن سوريا هي خط أحمر في السياسة الروسية ولكن لندع قادم الأيام تكشف لنا عورة روسيا أو الإتحاد السوفيتي سابقاً وكيف ستتخلى عن أسد سوريا بعد أن تحصل على وعود بسيطة من الولايات المتحدة ليعود هذا الأسطول إلى روسيا بعد أن حصل على عددا من العقود والوعود وحينها سيضيع الأسد في غابة الولايات المتحدة ويقع في شرك رجل الكابوي بعد أن أرسل له الضواري الإسلاميين بمختلف الحجج ، نقول لمن لا يعرف سياسة أميركا أن الإسلاميين الأصوليين هم يد أميركا الطولى في العالم العربي والإسلامي ولا تغركم التصريحات الإسلامية من هذا الملتحي أو ذاك المعمم ، فالإسلاميون الجدد ليسوا كما نتصور إنهم يعملون من مبدأ (الإسلام الفاقد للقيم ) وأغلبهم واجهة للوبي المعادي للإسلام وخير دليل حماس فلسطين وتحالفهم مع إيران الشر والقاعدة في العراق وتمسكهم وعلاقتهم الوطيدة بالمعسكرين الإيراني والأميركي ، إنهم ضواري أرسلوا لنا من بعد أن اجتمع الثالوث الأسود ( إسرائيلي إيراني أميركي ) ووضعوا خطة لتقسيم البلدان العربية تحت مسميات ومفردات مضحكة منها الربيع العربي ، الديمقراطية ، تحرير الشعوب ، التنوير ، العولمة ، العلمانية بفتح العين ، وغيرها من المفردات التي سادت في هذا الوقت ، لو تصفح أحدنا الكتب التي تتكلم عن التنوير الأوربي لوجد إن الغاية الحقيقة من التنوير ما هي إلا ذريعة رسمية لاحتلال البلدان وهذا الكلام ليس مني فحسب لكنه صادر من فلاسفة معروفين ومفكرين مخلصين للإنسانية وإن انتموا بالهوية لأوربا ، ستكون قادم الأيام خير دليل على ما نكتب وسنرى كيف سيعود الأسطول الروسي دون أن يطلق رصاصة واحدة أو يدخل في نزاع مسلح سوى هذا الاستعراض البسيط للعضلات أو ربما هي خطة أميركية روسية لإيقاع سوريا في وحل الخسارة بعد أن تستمر في بطش أبناءها معتمدة على وجود أسطول روسي ، والحقيقة الغائبة أن سوريا ستعطي ذريعة لحلف الناتو أو القوات الأميركية للدخول في أميركا بحجة حماية المدنيين من السورين وحينها سينسحب الأسطول الروسي بعد أن حقق الغاية المرجوة ، ونبقى نقول أن في السياسة لا صداقة ولا عداء بل هناك مصالح مشتركة يفهمها من يعرف أصول اللعبة ومن تبحر في قراءة كتاب الأمير وكتاب مطارحات ميكافيلية لعراب السياسة الرائع نيقولا ميكافللي .