8 أبريل، 2024 1:20 م
Search
Close this search box.

الحصانة النفسية !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل يتبادر الى ذهنك يوماً ما مصطلح (الحصانة النفسية )؟ بصراحة انا لم اسمع بهكذا مصطلح من قبل, لكنه تسلل الى مخيلتي في وقت اصبحت كلمة (الحصانة ) شائعة ومتداولة في الاروقة والصالونات السياسية , فكثير مايثار اويذكر حول حصانة هذا المسؤول او ذاك , وهناك حصانة دبلوماسية :عبارة عن حقوق خاصة تمنح للدبلوماسيين بما فيها عدم خضوعهم للقوانين السارية المفعول في البلدان التي يشتغلون فيها , اما الحصانة النيابية هي ان يكون النائب في حالة حصينة تمنع مقاضاته الااذا رفع مجلس النواب الحصانة عنه ,فهذه الحصانات وغيرها توفر للشخص حقوق وتسهيلات اكثر من الشخص العادي وتحميه حماية مضاعفة لما هومألوف تبعاً لموقعه.
من هنا تساءلت لماذا لاتوجد حصانة للنفس(حصانة اخلاقية اوضمائرية او ذاتية)تتوفر في داخل الانسان وبملء ارادته ,أي من خلال رغبة وارادة فردية وليست كالحصانات الاخرى التي يوفرها الغير ,بل هذه الحصانة يوفرها الشخص لنفسه ليحميها من الاخطاء المضرة والاعمال السلبية, بمعنى أخر ان يتحصن الفرد عن السلوكيات الخاطئة والممارسات السلبية المؤذية له ولغيره , ويتمكن من ايجاد رادع داخلي أو حصانة داخلية تمكنه من رسم خط أحمر يصعب تجاوزه وأرتكاب الخطأ.
فلو تمكن كل شخص من تكوين حصانة نفسية له وترميم الذات المهدمة ومحو الافكار السوداوية والاعمال القاتمة يتمكن من خلال ذلك الابتعاد عن المحرمات والسرقة والظلم وغيرها من الامور البعيدة عن مخافة الله,
بعد ذلك اذا تمكنا من بناء الفرد بناءاً صحيحاً وتحصينه عن ارتكاب الاخطاء المتكررة فهذا هو الطريق او البداية لبناء مجتمع مثقف واعي يعمل بجد ويستغل وقته في العمل الدؤوب ويبتعد عن السرقة واستغلال المنصب لأغراض معادية او افعال حالكة تصب في خراب البلد .
الحصانة التي اتكلم عنها هي التي تمنع كل موظف في أي دائرة او مؤسسة حكومية من قبول الرشوة والتزوير واستغلال وظيفته بغير حق , الحصانة التي تحرك الضمائر وتمنع هدر المال العام وسرقة اموال الشعب, الحصانة التي تدغدغ ضمير الحارس وتمنعه من التعاون او التهاون مع المتسللين او المعتدين وتمنع الشرطي من الخضوع لحقيبة الاوراق النقدية لفتح الطريق امام الارهابيين, هذه الحصانة توفر للشخص قوة ردع اخلاقية تمكن الشخص بموجبها من الاستماتة في سبيل الدفاع عن وطنه وحماية ممتلكاته وعدم التواطىء او التخاذل او الانحناء امام المغريات الخسة.
فعندما قامت الصين ببناء سورها العجيب كان الغرض منه هو درءاً للمخاطر والاطماع الخارجية , ولكن الاعجب من هذا السور العجيب هو ان الصين خلال فترة مائة عام تعرضت للغزو ثلالث مرات فما فائدة بناء هذا السور وكيف تم عبوره من قبل الغزاة؟ مايثير الغرابة هنا هو ان الغزاة لم يبذلو جهداً في عبوره ولم (يدوخو رؤوسهم) في رسم خطة تسلقه ,بل انهم دخلو بسهولة من الابواب عن طريق رشوة الحرس وخداعهم , وبيت القصيد هنا هو ان الصينيون استغرقو مئة عام في بناء السور الشاهق ولم يفكرو في بناء البشر, فلا حاجة لأسوار بدون اشخاص ذو نباهة وعقل وأخلاق يتمتعون بالامانة والمسؤولية وحب الوطن,
لذلك فالبيت المحمي تدخله بسهولة عندما يكون مفتاح الابواب الموصدة بين يديك.
اذن نحن بحاجة للتخلص من وباء التقشف الاخلاقي والتسرطن في الضمائر الذي يصيب البعض وراحو يعبثون في ماليس لهم . فالحصانة الاخلاقية والدينية  المفقودة  لدى البعض هي العامل والسبب الرئيسي في ترك الطريق والانجرار وراء المغريات والاهواء .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب