23 ديسمبر، 2024 12:52 م

مشكلة العراق كما قلت تكراراً ليست في رئاسة الحكومة, وكما يشاع من قبل المتظاهرين بإيعاز و خبث و عمالة معظم السياسيين الذين خسروا جولاتهم بعد ما كانوا يتصورون بأن إستقالة رئيس الحكومة ستحل المشكلة و رئيس الجمهورية قائد صدامي كما رئيس البرلمان وإن التأريخ سيخلدهم كأبطال, و إذا الواقع وسرقاتهم العلنية و الخفية والمؤشرات العديدة تُلوّح بأنهم جزء من مزبلة التأريخ و سيُحاكمون لأنهم بكل بساطة عملاء و جواسيس يعتاشون كآلطفيليات على دماء و جهود و قوت الناس, و سيلقون العذاب في الدنيا قبل الآخرة, فهؤلاء الفاسدين هم السبب في سنّ القوانين و القرارات الجاهلية التي جعلت العراق الأغنى بلد أفقر وأضعف بلد بآلعالم على جميع الصعد مقابل ملأ جيوبهم, و التي ستؤثر بآلصميم على حياة الناس و بآلعمق, لفقدانهم إلى المنتوجات الزراعية و الصناعية و التكنولوجية نتيجة تخلف التربية والتعليم! و ألأغرب أن رئيس اللجنة القانونية في البرلمان فائق الشيخ الذي كان نفسه يمرر و يصوب تلك القوانيين الفاسدة, تمّ ترشيحه أيضا ليكون رئيسا للوزراء و من قبل المتظاهرين!!؟ أ ليس هذا غريباً .. فكيف يُرشح المتظاهر من كان السبب المباشر في محنته!؟ أ لا يمثل هذا حقيقة المسخ .. في عراق اليوم للأسف!؟
لهذا الجهل المركب, فإنّ المصيبة ألاكبر التي طالما أشرنا لها في بداية و نهاية كل مقال عن العراق, بآلجملة المعروفة؛ ( الله يستر من الجايات), هي أنّ عقوبات و أذى و حيف و محن كبيرة إضافيه سيصيب العراق, و السبب بإختصار هو الظلم و الفوارق الطبقية ألعميقة في الحقوق و الإمكانات! فآلرئيس ليس كآلمرؤوس, والضابط ليس كآلجندي ولا الوزير كآلموظف, ناهيك عن المقاتل المدافع عن العراق وعن أي سياسيّ وإداري و هكذا, لذلك فعذاب الله و ليس أمريكا آتٍ ولا ينفك بل واقع لا محال و على يد الظالم نفسه , لكونه سيف الله ينتقم به و ينتقم منه.
فوفقا للنسخة الإلكترونية من صحيفة (وول ستريت جورنال) الأشهر في أمريكا و العالم ألمختصة بآلقضايا الستراتيجية الأقتصادية و السياسية قالت؛ [أخطَرَ ممثلو وزارة الخارجية الأمريكية، في محادثة هاتفية؛ رئيس الوزراء العراقي بالنيابة، عادل عبد المهدي، بأن الحساب الذي تستخدمه بغداد في بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك يمكن أن يُغلق في الوقت المناسب، في حال خروج القوات الأمريكية من العراق.
هذا البنك، جزء من الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، الذي يعمل كبنك مركزي في البلاد. على وجه الخصوص، يتم تخزين الأموال التي يتم تلقيها من بيع النفط العراقي إلى دول أخرى هناك، كما تلاحظ الصحيفة، نقلا عن مصادرها، وتشير إلى أن هذه الخطوة ستلحق بالاقتصاد العراقي ضررا كبيراً, و ستعود كأيام النظام المقبور!
وفي الصدد، قال خبير الجامعة المالية وصندوق أمن الطاقة الوطني، ستانيسلاف ميتراخوفيتش, لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”؛ [سوف تستفيد روسيا من ارتفاع أسعار النفط في حال فرض عقوبات أمريكية صارمة على العراق..].
و بين هذا و ذاك : فأنّ المتضرر الوحيد و الأكبر في هذا الوسط هم الفقراء و المحتاجين و المرضى و المعوقين الذين نسبتهم يمثل 90% من أبناء الشعب ألذي بات لا يعرف يده اليمنى من اليسرى, بإستثناء بضع مئات من الفاسدين وبضع آلآف ممّن حولهم من السلابيح والقطط الصغار, و إنا لله و إنا إليه راجعون والفاتحة على جسد العراق بسبب الحصار الذي يمكن درئه بشرط واحد أجملناه في الحكمة الكونية أدناه.
الفيلسوف الكوني
حكمة كونيّة: [لا معنىً ولا أثر للحصار ولا لهجوم الأستكبار و تهديداته لو كان الشعب بظلّ قيادة إنسانيّة عادلة متوحدة و متواضعة لله وفي الله].