10 أبريل، 2024 2:41 م
Search
Close this search box.

الحصار على تركيا وإيران إلى أين ..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

شنّتْ الإدارة الامريكية ،بأوامر من رئيسها ترمب ،حصاراً خانقاً على كلٍّ من تركيا وإيران ، وبالرغم من أن الحصار على إيران هو الاوسع والاقسى ،إلاّ أن الحصار على تركيا، أخذ صدى إعلامياً عالمياً أوسع من حصاره على إيران، بسبب ردة الفعل التركية الدولية السريعة، ونشاط الرئيس رجب طيب أردوغان الاقليمي والدولي، وتهدّيده لأمريكا التوجه الى روسيا وأوروبا في تحالفه مابعد الحصار ،وهذه ورقة ضغط، تمارسها تركيا على الادارة الامريكية ،لان تركيا عضواً أساسياً في حلف الناتو والاطلسي، ورفضه الإنصياع للحصار الامريكي على إيران، لأسباب إقتصادية بحتة وليست سياسية، إذْ يعلم الجميع حجم الخلافات التركية –الإيرانية على النفوذ، في كل من سوريا والعراق،إذن الخلافات الامريكية –التركية تختلف جوهرياً عن صراع النفوذ الامريكي – الإيراني في المنطقة،فالخلاف مع تركيا ربمّا سينتهي بجلسة تفاوض وتفاهم حول أزمة (الجاسوس الامريكي برونسون) ،المحتجز في تركيا على خلفية إشتراكه في التخطيط للإنقلاب العسكري، ونشاطاته المحظورة والمريبة داخل تركيا ،تحت غطاء رجل دين، وهذه أزمة عابرة ، حالها حال الكثير من الحالات التي حصلت مثلها ،بين أمريكا وروسيا قبل عامين، وبين روسيا وبريطانيا قبل عام ، ولكنْ إستخدام الإدارة الامريكية إجراءات إقتصادية وحصار ظالم ضد تركيا ،إنهارت بها الليرة التركية الى أدنى مستوى ،هو عمل غير أخلاقي وغير قانوني ، يذكرنا بالجصار الظالم والجائر على العراق، ولكنْ الإجراءات التركية في مواجهة الحصار الامريكي عليهاستفشل الحصار،إضافة الى التفاف الشعب التركي خلف قيادته وحتى معارضيه ، جعل من الحصار ورقة إنتصارتركي وهزيمة أمريكية، نعم سيفشل الحصار ضد تركيا ، وينجح ضد إيران ، والسبّب، (ليس لأننا نكره إيران كعراقيين بسبب حرب الثمان سنوات التي فرضها الخميني على العراق)،وسوء تدخلها في العراق وسوريا واليمن، ولكن لغضب الشارع الايراني ،ضد قيادته التي جوّعته وأذلّته ،في تدخلاتها العسكرية، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ، وصرف المليارات على إنشاء جيوش ميليشاوية هناك ،لتنفيذ مشروعها الكوني الديني ، وتصدّير ثورتها المزعومة ،التي أفشلها العراق في حربه معها لثماني سنوات، تجرّع الخميني فيها كأس السمّ الزعاف ،إن الحصار الامريكي على إيران لن ينتهي ،إلإ بإسقاط نظام الملالي في طهران،وهذا ليس تمّني أيضا، ولكن الإجراءات والتصريحات ،والتحضيرات والتحشدات العسكرية الامريكية الهائلة في الخليج العربي، تؤكد ذلك تماماً ولو طال الحصار، ناهيك عن توقف الشركات العالمية النفطية والاستثمارية والصناعية ،ومغادرتها ايران ، وتوقف التعامل العالمي مع البنوك الايرانية، وإنهيار غير مسبوق في التومان والريال الايراني هو الاقسى في التاريخ، وتهديّد الرئيس ترمب كان واضحاً جداً، أن من يقف في خندق إيران سيُعامل مثلها، وهكذا خَضعتْ الدول الأوربية كلّها، لهذه الأوامر الامريكية والتهديدات الترامبية ، بما فيها العراق الذي يحكم بإرادة أمريكية من تحت العباءة، خضع العبادي لهذه التهديّدات ، التي أقامت الدنيا عليه ، من قبل إيران وقادة الحشد الشعبي في العراق ،مِمّن يوالون إيران وقيادتها ويرفضون الحصار عليها ،بل يهدّدون قصف وضرب المصالح والقواعد والجيش الامريكي في العراق وسوريا،نحن نرى أن أمريكا جادة وماضية في حصارها ضد إيران ، حتى إسقاط نظامها، ولكن ليس قبل أن تنهي تشكيّل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة طوارىء في العراق ،كنّا قد نَوهَّنا عنها منذ أشهرقبل الانتخابات ،وقُلنا الحلّ هو في حكومة الإنقاذ الوطني فقط، واليوم وبعد مسرحيّة ومهزلة الإنتخابات المزوّرة ،وفضيحتها المجلجلة في العالم ، وإنتهاء كذبة العد والفرز، تواصل القوائم الفاسدة الفائزة، تصديّق كذبتّها لتشكّيل حكومة على مقاس أحزابها ومصالحها بمحاصصة طائفية ،وتوزيع المناصب والغنائم على بعضها، وهي مُصدقّة بأنها تقوم بتشكيّل حكومة لخدمة العراقيين، وليس خدمة أحزابها، واهمة وموهِمة شعب العراق ( اللي مفّتح باللبن كما يقال) ، أنها تعمل لإنقاذه وحل مشاكله، ولكنْ شعب العراق العظيم إنطلقت رايات عشائره وأبنائه ،وعلا صوتها الغاضب من جنوب العراق، بتظاهرات هزّتْ أركان الأحزاب وأسيادها، وهتافاتها الغاضبة، وإندفاع شبابها التي وصلت الى حرق مقار الاحزاب التابعة لإيران، كانت صرخة شعب، يرفض الاحتلال الإيراني والوصايا الإيرانية، المتمثّلة بأحزابها وميليشياتها المسلحة ، نعتقد أن فَشل القوائم الفائزة، في إنشاء تحالفات حقيقيّة عابرة للطائفية ومحاصصتها البغيضة ، وخارج الإملاءات والتدخلات الايرانية الواضحة، هو من سيُعطي تفويضاً وتبريراً للأمريكان ،بالذهاب الى حكومة الانقاذ الوطني أو الطوارىء،وهذا ما تعمل وتصرُّ عليه إدارة الرئيس ترمب، وترسل كبير مستشاري الرئيس جاريد، ومبعوث الرئيس بريت ماكغورك الى العراق ،وبقاؤهم أطول فترة للعمل على إفشال تحالفات تصبُّ في مصلحة إيران، وتشكيل حكومة تابعة لإيران، وذلك بفرض فيتو أمريكي على نوري المالكي وهادي العامري في تسنم رئاسة الوزراء، وهو سبب تأخر تشكيّل حكومة عراقية، الآن نرى التحالفات ،تعمل على إبعاد حيدر العبادي عن تشكيل الحكومة ، والعمل بقوّة على إفشال قائمتي( النصر وسائرون) من التحالف مع بعضها ،ومع القوائم( السنية ) لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان، ومحاولة تفكيّك قائمة العبادي النصر لتسهيل إختراقها ، والتحاق بعضاً من كتلها الى الفتح أو دولة القانون( بالترغيب والترهيب) ، لإبعاد العبادي من تشكيل الحكومة، وهذا هو قرار إيراني بالدرجة الاولى، أن تبقى أزمة تشكيّل الحكومة قائمة، لأشغال الجانب الامريكي عن الصراع معها في الداخل،وتصدير أزماتها الى خارج إيران، وإدخال المنطقة كلها في دوامة حروب وأزمات صغيرة ،هي بعيدة عنها، الإدارة الامريكية لها من الذّكاء ،ما يُفشل الخطط الايرانية في العراق وسوريا واليمن، ففي العراق هي من يقود مفاوضات تشكيّل حكومة ،رغم صعوبتها القصوى ،وربمّا عقدتها في المنطقة، لسببّ بسيط ،هو التحدّي الأكبر للسياسة الامريكية ،هو تواجد الميليشيات العراقية التابعة لإيران ،وتهدّيدها العسكري للمصالح الامريكية، أما في سوريا فالوضع مسيّطر عليه تماماً، وفي طريقه الى الحَلّ ، بعد تفاهم وتفاوض الفصائل المسلحة عدا داعش والنصرة مع النظام السوري، ومع كل من تركيا وروسيا في أدلب ودير الزور والحدود، أمّا اليمن فتوشك العمليات العسكرية على نهايتها ،بعد الهزائم التي منيت بها ميليشيات الحوثي، وتوشك على ألإنهيار الأكيد في الأسابيع القادمة، والتي أيضا ترتبّط مع حزب الله والاحزاب والميليشيات العراقية، بمستقبل الحصار على إيران، ولحظة سقوط نظام الملالي في طهران ،وهو قادم لامحالة ولو يتأخر قليلاً ،بفعل بُطءْ السياسة الامريكية وإجراءاتها العسكرية والاقتصادية، في صفحته الثانية ،التي ستنطلق في شهر تشرين الثاني القادم، وتشدّيد الخِناق، وهي الأشّد قسوةً على الاطلاق في التأريخ،كما يقول الرئيس ترمب ، الإستراتيجية ألأمريكية بَدتْ أكثر وضوحاً في المنطقة والعالم، والمعركة أصبحتْ واضحة، هي معركة الحصار، ونتائجه الكارثية المدمّرة على إيران وإقتصادها ،والتي تصرّ إدارة ترمب ،على المضيّ الى النهاية لتركيع حكام طهران ، وجره بالقوة الى مفاوضات مهينة وقاسية ،لفرض شروطاً امريكية أقسى من شروط الاتفاق النووي ،حدّدها وزير الخارجية ماك بومبيوب(12) شرطاً ينهي أحلام ملالي طهران الى الابد، في إمتلاك اسلحة دمار شامل يهدّد أمن المنطقة والعالم ، وهنا المفارقة كبرى، أن الحصار الذي فُرض على العراق، ُبني على أكذوبة إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، في حين إيران تمتلك الآن أسلحة الدمار الشامل ،كما تتبجّح وتهّدد به، بل وتقصف بصواريخها الباليستية دول الخليج لتخويفها وتركيّعها ، لذلك نعتقد ان ألادارة الامريكية تنظر الى حصارها مع تركيا، على أنه حصاراً مؤقتاً وتكتيكياً ضاغطاً، لهُ أهداف سياسية ليّ ذراع فقط، بينما تمارس حصارها على إيران بكل قوة وحزم ، وإستراتيجيتها واضحة وضوح الشمس، هو الوصول الى لحظة إسقاط نظام الملالي بأية وسيلة ،حتى وإن طال الحصار….   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب