23 ديسمبر، 2024 3:03 ص

الحشد يقضي الحاجة بحاجتين وأكثر!

الحشد يقضي الحاجة بحاجتين وأكثر!

العراقيون في هذه المرحلة العصيبة كلهم في دائرة الخطر، ومَنْ لبى نداء المرجعية وفتوى الجهاد الكفائي، فقد كتب إسمه في سجل الإنتصارات الإصلاحية الوطنية، والأخلاقية، والإنسانية، بحلول ذكية عميقة أذهلت العالم، وكسرت شوكة الإرهاب وأذياله الخائبة، أما مَنْ حاول إستغلال خسارته للمعركة، من المأزومين، والمضغوطين، والقابعين في فنادق أربيل، وعمان، والدوحة، فالعجيب أنهم ما زالوا يضعون على أسطح شققهم علم العراق، وما الذي فعلوه لأهلهم النازحين، والمهجرين بفعل جرائم داعش؟يحكى أن شيخاً متكبراً إستخدم خادماً، مثقلاً عليه في مطالبه، ومن جملة وصاياه إليه أن تقضي الحاجة بحاجتين، فمثلاً عندما يذهب لشراء تين يقول له: ألم أقل لك أن تقضي حاجة بحاجتين؟ فكان عليك جلب العنب مع التين، وإستمر على هذا الحال طويلاً، وذات يوم مرض الشيخ فأرسله لإستدعاء الطبيب، فأحضر معه مغسل موتى، وكفن، وتابوت، وحفار قبور، وأدخلهم عليه، ولما سئل الخادم ردَّ عليه: لأقضي حاجتك بأربع حاجات!
الخادم ذكي جداً وعقله متفتح، وواجبه تجاه الشيخ، يحتم عليه خدمته بأمانة، ولأنه كان يريد فرض سطوته عليه، وجد من الأفضل أن يقضي حاجة الشيخ وبشكل يبهره، ليكف عن كثرة مطالبه ويترك طبعه هذا، فقال له: كنت أخشى أن أصل الدار، وأجدك قد توفيت، وحتى لا أعود جلبت معي مغسل الموتى، والكفن، وحفار القبور، والتابوت، أما إذا وجدتك حياً، فقد جلبت معي الطبيب ليعالجك، فما تريد بعد أيها الشيخ الطيب! 
حشدنا المقدس ومرجعيته الرشيدة، قدما للحكومة العراقية خدمات بالمجان، لاتعد ولا تحصى، فهم رابضون على سواتر العز والشرف، بلا رواتب تذكر إلا ما ندر، مع قلة الدعم والتسليح، ومواقف بعض الساسة المرجفين للأكاذيب، تاركين بيوتهم، ونساءهم، وأطفالهم دون معيل، ويقاتلون بعقيدة ولائية حسينية، من أجل الأرض والعرض، يوم إستشعرت المرجعية خطر الإرهاب الزاحف الى مدننا، لكن الحشد لبى النداء، وتشربت أرضنا بدمائهم الطاهرة، فكم حاجة قد قضاها الحشد الشعبي للوطن؟! 
المرجعية الرشيدة توجه وتدعم، وتوصي أحباءها بحماية المدنيين وممتلكاتهم، فكانت مشاهد الإنسانية تفوق الوصف، رغم أبواق الطائفية والتعصب، وكأن القادمين للتحرير ليسوا من العراق، ولا يشكلون الشريك الآخر في الوطن، كما أن المساعدات المقدمة من المراجع العظام، لا تذكر في الوسائل الإعلامية التابعة لهم، ولا يتم الحديث عن إيواء النازحين في مدن الجنوب، بل يتم الترويج للمساعدات السعودية الداعمة للإرهاب، فهل أن المساعدات مقدمة للهاربين من الإرهاب، أم للإرهابيين أنفسهم؟ 
لقد حول الحشد الشعبي الخادم للمدن المحررة، الألم الى أمل كبير، فحافظ على بيتهم الكريم، ورسم صورة رائعة للتلاحم البطولي، بين أبناء الشعب، ولبى حاجات الحكومة، والشعب، والوطن في آن واحد، ولحكمة أوجدتها المرجعية الرشيدة، باتت وصاياها منهج عمل متواصل لأبنائها الغيارى، وأخرها جهزت توابيت الموت للدواعش أينما كانوا، لتقبرهم في مزبلة التأريخ، وليصنع مآثر تأريخية، على طريق النصر النهائي، عليه سيبقى الحشد قاضي الحاجات الصعبات، وأمناً للعباد وركناً للبلاد.