امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة تغتصب وتصور بكل وقاحة
كم كنت ساذجا
هذه القصة ذكرتني بقصة فتاة ربطت كحيوان في مخيم حسن شامي للنازحين وعندما تحدثت مع والدها ابلغني بأنها مربوطة في الخيمة، وفي داخل الخيمة وقفت أمام فتاة مشدودة فعلا بزنجير بالأرض وليس كما توقعت أنه يشير الى السحر وسألت أباها عن السبب أجابني ( أنها متخلفة عقليا، وأخاف أن تخرج وتعود الينا ببلاء) وكان يشير الى استغلالها جنسيا. شعرت في وقتها أنه يبالغ ولا يمكن أن يكون الانسان بهذا المستوى من الوحشية. أما ما حدث اليوم فهو دليل على أنه كان محق في مخاوفه.
من هي الضحية
الضحية امرأة كردية تبلغ من العمر ما بين 40 و45 عاما وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة وحالتها النفسية غير مستقرة، متزوجة من رجل تركماني معاق عمره 70 سنة، ولهما طفل في الخامسة من العمر
ووقعت الحادثة في أحد المباني المهجورة في الحي، الذي انتقلت إليه العائلة حديثا وكانت تعيش على المساعدات المادية التي يجمعها لهم أهالي الحي. ونقلت وسائل الإعلام عن الزوج أنه قام بتسليم ابنه إلى عائلة تعهدت بتربيته بسبب الفاقة
موقف السلطة التنفيذية
قال وزير الداخلية العراقي في بيان مقتضب إنه “أمر اللجنة المشكلة للتحقيق بقضية اغتصاب المرأة في كركوك بإكمال تحقيقاتها خلال 72 ساعة”. اقتضى التنويه أن الجناة هم من أبناء السلطة التنفيذية، أي من نسميهم حماة البلاد.
حقوق الانسان
قالت رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة كركوك جوان حسن إن “المرأة تعاني من مرض نفسي يفقدها الشعور بأي شي، وقد ناشدنا الجهات الحكومية بتوفير مأوى آمن لها، لكن دون وجود استجابة ومع عدم وجود مستشفى للأمراض النفسية في المحافظة وعدم إمكانية استقبالها في دار المسنين، أصبحت تفترش الطرقات الآن.
كلام الرئيس مسعود برزاني
“ليكن في حسبان جميع الأشخاص والأطراف أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام ولن يتم التغاضي عنها، لأن هذا الاعتداء هو مساس بكرامة المواطنين ليس في كركوك فحسب بل لجميع الكورد”
رغم أنني ترجمت الكلام بحسن نية إلا أن كلامك سيادة الرئيس اعتداء على مفهوم الانسانية. نعم كما تفضلت هي جريمة ومن ابشع الجرائم، “ولن يتم التغاضي عنها” بكل تأكيد موقف تشكرون عليه في بلد اصبح فيه التغاضي عن جرائم كبرى أمرا مستساغا، أما قولك بأن هذا الاعتداء هو مساس بكرامة المواطنين ليس في كركوك فحسب بل لجميع الكورد. هنا نقطة نظام.
علامة استفهام كبيرة
سيادة الرئيس هذه جريمة ضد الإنسانية بغض النظر عن العرق والجنس والبلد والديانة، هذه جريمة ومساس بكرامة الانسان أينما كان ومن كل مكان ، تصريحكم ((لأن هذا الاعتداء هو مساس بكرامة المواطنين ليس في #كركوك فحسب بل لجميع الكورد)) فيمكنني أن أطرح سؤال بطريقة أخرى يعني فقط الكورد لو كانت عربية أو أرمنية أو اوربية فلا إشكالية بكرامة الكورد؟ مثل هذه القضية تخص كرامة الشعوب وحق الحياة.
أما كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة فقضيتها قضية أي انسان يمتلك صفات الإنسانية و مسؤولية الدولة. ولهذا علينا أن نطرح سؤالا لماذا لا يوجد تبني لمثل هذه القضايا، وتثار قضاياهن بعد الاغتصاب والاعتداء. هذه الحادثة ومثيلاتها وصمة عار تتكرر في جبين الحكومة العراقية باستمرار وتمر مرور الكرام.
أما الحكومة العراقية
صمت الحكومة العراقية أمر مشين ومقزز، وهم شهود على عملية اغتصاب يقوم بها الحشد وتصورها الشرطة. آن الأوان لخلق قيم اجتماعية مشتركة عابرة للأديان والمذاهب والاعراق في هذا العالم الفقير بالقيم. أشعر أن الشعوب فعلا على دين ملوكها فلم يعد هناك تكاتف ولا تعاضد بين أبناء شعينا.
للتذكير فقط ! لم أنسى قضية روساننا ولكن أعيد القول لا يوجد فرق بين روساننا ، عبلة العربية ، ايفين الكردية أو مريم المسيحية.