27 ديسمبر، 2024 3:47 ص

الحشد وتقسيم العراق

الحشد وتقسيم العراق

اثار مشروع القرار المقدم من قبل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي ماك ثورنبيري موجة من الجدل حول تقسيم العراق , ومما زاد من اللغط هو ما ترشح عن نية رئيس الاقليم طرح موضوع الدولة الكردية على الادارة الامريكية خلال زيارته الحالية الى واشنطن. ان الحديث عن تقسيم العراق ارتفعت حدته في السنتين الاخيرتين من خلال تصريحات نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لكن طروحاته ظلت حبر على ورق, الجديد في مشروع ماك ثورنبيري هو محاولة شرعنة اطروحة التقسيم وتقنيينها من خلال جعلها شأناً امريكياً داخلياً وهنا تكمن الخطورة حيث ستتحول اطروحة التقسيم الى تعهد امريكي-امريكي, ومن المعروف ان السياسي الامريكي غير مسؤول عن التعهدات التي يقطعها امام غير الامريكيين لكنه يصبح مسؤولا عنها حينما يقطعها امام الامريكين لأنه يصبح شأناً داخلياً وقضية انتخابية تحتم عليه الالتزام بها, وهناك مثالان على ما ندعي. المثال الاول التعهد والوعد الذي قطعه الرئيس بوش الاب في حرب الخليج الاولى 1991 امام الشعب العراقي في تقديم المساعدة له في حالة الانتفاض ضد نظام صدام, وحينما انتفض العراقييون تخلى عنهم بوش الاب لان التعهد لم يكن ملزماً للرئيس الامريكي لانه قطعه امام غير الامريكيين, والمثال الثاني هو ما عُرف بقانون (تحرير العراق) الذي اصدره الكونغرس الامريكي في عهد الرئيس كلينتون عام 1998 حيث اضطر الرئيس بوش الابن الى تنفيذه لانه اصبح التزاماً امريكياً قطعه الامريكيون على انفسهم, من هنا تكمن خطورة مشروع ماك ثورنبيري في التعامل مع الاكراد والسنة على انهم دولتين, وهذا ما ادركه جيداً رئيس الاقليم فذهب للدفع بهذا الاتجاه.

بالتأكيد ليس كل ما تريده امريكا يتحقق مادام هناك شعب حي وارادة تقاوم, ومن هنا فإننا على اطمئنان تام انه لن يتقسم العراق ليس لعدم وجود رغبة امريكية آنية لتقسيمه, بل لوجود صمام امان يمنع التقسيم واعني به الحشد الشعبي وفصائل المقاومة. واليكم بعض الحقائق عن الحشد والمقاومة والتي تجعلنا نطئمن ان احداً لن يجريء على الانفصال عن العراق بوجوده والحقائق هي:

* يمتلك الحشد المقاوم قوات نخبة مدربة ومجهزة بأحدث الاسلحة قوامها يتجاوز الـ 250 الف مقاتل قادرة على ردع كل من تسول له نفسه العبث بوحدة العراق.

* يمتلك الحشد المقاوم كتلة برلمانية تعدادها 153 نائباً سيعلن عنها قريبا بإسم تجمع الوفاء للحشد والمقاومة النيابي مرشحة ان تصبح 183 اي بعدد اعضاء التحالف الوطني مما يعني قدرته سياسياً على منع اي مشاريع قوانيين تهدف الى تقسيم العراق كما حدث مؤخراً.

* يمتلك الحشد المقاوم رصيداً شعبياً على رقعة جغرافية تمتد من كركوك مروراً بصلاح الدين والانبار وصولاً الى البصرة, وهو خزين بشري تظهر فائدته الاستراتيجية في حال اي مواجهة عسكرية مع اي طرف انفصالي.

* يمتلك الحشد المقاوم اغلب ثروات الدولة العراقية حيث تتواجد في جغرافيته وبإمكانه تطويع الاخرين عبر حزمة عقوبات اقتصادية تجعل كل من يفكر بالانفصال يعض اصابع الندم.

* الحشد المقاوم مدعوم اقليمياً من القوة الاقليمية رقم واحد ونعني بها الجمهورية الاسلامية, وداخلياً من القوة رقم واحد في العراق ونعني بها المرجعية المباركة.

هذه عناصر القوة لدى الحشد المقاوم التي تمكنه من القضاء على اي مؤامرة تستهدف وحدة العراق ارضاً وشعباً, ومن هنا نقولها للعراقيين اطمئنوا فلا تقسيم للعراق ما دام الحشد موجدا. هل علمتم الان لماذا تتآمر امريكا وأذنابها في المنطقة والعراق على الحشد والمقاومة؟