أمريكا عدوة الشعوب، كلمة سمعتها وأنا في الصف الأول الابتدائي، لكني لم أفهما في وقتها! بل حتى لوقت وصلت فيه للمرحلة المتوسطة، لأن عقولنا قاصرة عن بلوغ الفهم، مقارنة بما نعيشه اليوم، بواسطة الوسائل التي تهيئ لنا كل شيء، وبإستطاعتنا البحث بواسطة الشبكة العنكبوتية، لتأتيك بكل التحليلات حاضراً وقديما، بل حتى التكهنات، وكنّا نفهم الوضع بطريقة عرفية! لأن أمريكا تبعد عنّا مئات الكيلومترات، وليست مجاورة لنا، فكيف بها وتكون عدوة لنا؟ ولماذا هذا العداء! وليست نوايانا عدائية تجاهها .
دائما وأبداً ترى أمريكا بصف المعتدي، والتحريض الذي تقوم به بين الدول بمتناول أيدينا، مثال ذلك تفتيت دويلات الإتحاد السوفيتي، كونه كان يشكل عقبة ليست بالهينة، وسباق التسلح أحد أقوى الأسباب، الذي جعلتها تمضي بمشروع التفكيك، أو البوسنة والهرسك سيما باقي الإتحاد اليوغسلافي، والمهم لديها إسرائيل! التي حمتها طوال السنين المنصرمة، ومنذ إنشاءها وليومنا هذا، فهي حين تغض الطرف عن إعتداءاتها وتوسعها، وترمي كل الإتفاقات المبرمة التي تفيد الفلسطينيين خلفها، وآخرها أوسلو، التي لم يتم تنفيذ أيّ من الذي تم الإتفاق عليه، بينما تفتح كل أعينها عندما ترى أي تهديد! من أي طرف كان، وتقف له بالمرصاد، سيما قراراتها المجحفة في الأمم المتحدة، والفيتو الجاهز ضد أي قرار بإدانتها .
داعش ومن قبله القاعدة، هذه التنظيمات التي صرفت عليها أمريكا أموال لا يمكن الإستهانة بها، لكن الطابع الذي تم إنشاءه عكس ما تدين به الولايات المتحدة، فكان الإسلام الطابع الذي إصطبغ به تلافياً للإنتقاد! فوجدت أمريكا ضالتها بسذج القوم، الذي يلهثون خلف الدولارات، التي تنثرها هنا وهناك، والمشكلة أن هذه الأموال من واردات النفط العربي! والسعودية تترأس القائمة، فأسامة بن لادن من متسكع بصالات الرقص والخمور، الى إمام يصلي خلفه رعاع الأرض! ولا أعرف كيف تم إصطياده وجلبه للإنخراط بهذه التنظيمات، وهو عمله التسويق والتجارة وإدارة الشركات والنفط ، ويتعارض تعارضاً كلياً مع ما إنخرط به،
المقاومة اللبنانية المتمثلة بشخص السيد حسن نصرالله، وبعد حرب ألفين وستة، دأبت إسرائيل بإيجاد بديل، يكون أداة هدامة، لتفكيك تماسك الشعوب العربية ونخرها من الداخل! ففكروا بالتنظيمات الإرهابية، وتنظيم القاعدة أقرب لهم، وهذا التنظيم التي إعترفت السيدة هيلاري علناً بتأسيسه، وهي التي دعمت هذا التنظيم وجهزته بكل الأسلحة، وكان خروج الإتحاد السوفياتي من أفغانستان أول الغيث، ولتغيير الأسم لابد من وجود أيديلوجية جديدة، تكون كفيلة بأداء المهام التي عملوها بالأمس، فكانت فكرة إنشاء تنظيم الدولة يتناغم مع الدول العربية، بحجة إحياء الإسلام من خلال التوغل، الذي عملت عليه السعودية كثيراً، بنشر الفكر الوهابي في أوساط المسلمين .
الحشد الشعب وليد المقاومة، بعد اليأس من الحكومة، لتحرير الأرض، إثر الهجوم المفبرك أمريكياً على الموصل وباقي المحافظات، التي تكن الولاء لسياسيين، معروفين بولائهم للفكر الوهابي، والذي جعل قوة كبيرة تترك أسلحتها! بقرار حكومي خاطئ، وترك الأرض لتنظيم داعش يعبث بها كيفما شاء، مما جعل السيد السيستاني يطلق الفتوى الإلهية، بضرورة الجهاد الكفائي، والإنخراط تحت راية الدولة، وتصحيح المسار بعد إختيار السيد العبادي رئيساً للحكومة، وطرد تلك المجاميع التي أتت من كل بقاع الأرض، لقاء أموال النفط الخليجي، الذي يغزو الأسواق العالمية بسعر بخس مما أدار الفلك والموازين لصالح الحكومة والشعب معاً وتم طرد تلك المجاميع تباعاً ابتدأت بجرف النصر ليومنا الحاضر .
التخوف الأمريكي والإسرائيلي والذيول من هذه القوة الإلهية، وصلت المطالبة بإستحياء لحل هذه المؤسسة! وبواسطة سياسيين يميلون بهذا الاتجاه، والتي وقف السيد الحكيم نداً لكل من يعارض التأييد، لتشريع قانون في مجلس النواب لهذه الجموع الملبية لنداء مرجعيتها، وكانت عند حسن الظن بجلبها الانتصارات المتلاحقة، حيث تحررت كل المدن على يدها، مما أعطى دافعاً للقوات الأمنية النظامية دافعاً قوياً، فكانت تعمل بنفس الوتيرة، مما جعل اليوم لدى العراق قوة عقائدية لا يمكن الصمود بوجهها، إذا عزمت على النصر، فالعراق اليوم مدين للمرجعية الدينية التي بفتواها أصبح اليوم لدينا جيش عقائدي تخشاه كل الدول الإستعمارية ناهيك عن دواعش السياسة الذين يطبلون مع التيار المعادي لهذه الإنتصارات.
هذه المؤسسة التي تم تشريع قانون لها، بدأت تؤرق أمريكا بالدرجة الأولى! والتي إتضح من خلال الفيديوهات، التي تم تصويرها للطائرات الأمريكية، وهي تناقل الدواعش يوميا من مكان لآخر، وصلت الرؤية نهاراً وبالعين المجردة كما حصل في بيجي، والمشكلة أن كثير من هذه القيادات تم تصفيتها، من قبل الحشد الشعبي المقدس، الذي تعده الدول الإستعمارية بمثابة نداً لهم، وهو يفرض سيطرته على الأراضي التي يحررها، وبالطبع هذا لم يكن مجاناً، بل أعطى شهداء بأعداد كبيرة، وإن كانت الحكومة قد إعترفت بالتشريع لقانونه، لكنها لم تنفذه! والدليل الرواتب التي لا تساوي التضحيات التي يدفعها الحشد بقت على حالها، والجمهور يعرف من يقف خلف هذه العقبات! ظناً منهم أن الهيئة سَتُحَلّ، لكنهم واهمون، لأنه لا يمكن حلها كونها أصبحت جزء من المنظومة الأمنية، ولا يمكن الإقتراب منها .
إيران والمخاوف الأمريكية، لا يمكننا تحمل عواقبها، والبرنامج النووي لم يكن للعراق به أي صلة، وإذا كان لكم معهم كره فما دخلنا نحن به، ومعاقبتهم اليوم نحن نتحمل عواقبها، ولا نريد آن نكون ذلك الجسر الذي تعبر أمريكا عليه من خلالنا، نعم الجمهورية الإسلامية وقفت مع الشعب العراقي، وفتحت لنا مستودعاتها وزودتنا بالسلاح لنحمي به أنفسنا ورفدتنا بمستشارين، وهذا يعرفه القاصي والداني، كما لا يجعلنا تابع بقدر ما نَكُنُّ لها الشكر، على كل المساعدات والسلاح والعتاد، في وقت وقفت كل الدول ضدنا، تتفرج بكيفية سقوط العراق بيد الدواعش، هذا التنظيم الذي أنتجته لنا الصهيونية العالمية بفتاوى الفكر الوهابي المنحرف، وبه حللت المحرمات وحرمت المباحات .