23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

الحشد من مقومات السيادة

الحشد من مقومات السيادة

القوة العسكرية للدولة؛ واحدة من بين ثلاثة مقومات لحفظ سيادة الدولة، وتأتي موازية للقوة السياسية والإقتصادية، وضعف المؤسسة العسكرية في السنوات المنصرمة؛ واحد من المهددات لوحدة العراق.القوة الأمنية في الدول؛ مسؤوليتها لا تقتصر على ردع العدوان الخارجي؛ بقدر ما أن قوتها عامل مساعد لبسط القانون ومنع الإنحرافات.ما تعرض له العراق من إختراقات؛ كاد أن يُطيح بوحدة أرضه ولعب قوى كثيرة محاولات فرض النفوذ بالسلاح او التلويح بالعصيان؛ مستغلة فسحة الديموقراطية والتجاذبات السياسية، لإضعاف الأجهزة الأمنية وإخضاعها للولاءات الحزبية، ومن ثم الضغط على الحكومة للحصول على مكاسب ذاتية.معظم التدخلات الخارجية والإهتزازات الداخلية؛ كانت لعوامل هشاشة بعض العلاقات السياسية، ونتج عنها إسقاط ثلث الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة بالقوات المسلحة؛ مقابل إعلام هول قوة الإرهاب، وفساد أدى الى تسليم معسكرات ضخمة دون قتال.
شكل الإنكسار العسكري كأكبر تهديد لسيادة العراق، الى أن أُطلقت الفتوى التاريخية وهب الملايين للتطوع، وقُبل منهم الآلاف، ووقف شعب كامل خلفهم، وهذا ما شكل دفعاً معنوياً وإختبار لقدرة الشعب للإنتصار لنفسه، وإنبرى قادة شرطة وجيش وبمعاونة الحشد الشعبي، لتسطير أروع البطولات التي يتفاخر بها التاريخ.إن المعارك الأخيرة؛ أبهرت العالم وسُجلت في صفحات الحرب الأنظف؛ قياساً لما يفعله الدواعش من الإحتماء بالمدنيين، وتفخيخ المساكن والمؤسسات الحكومية والمدنية، وأثبتت القدرة العراقية على خوض حرب لم تعهدها الدول بحرب شوارع، والقدرة على حماية المدنيين، وملخصها الخروج بقوة تعمل كخلية نحل من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري، ولم تلفت الى الخلافات السياسية، وشكل الحشد الطوعي العمود الفقري المرعب للعدو، والقوة الدافعة المعنوية للقوات المسلحة.
يحاول الإعلام الطائفي؛ التعرض للحشد الشعبي؛ كونه قوة عقائدية لا تُقهر، وقوة محركة مفصلية للقوات المسلحة، وإضعافه يعني الإطاحة بالبقية.
الإنتصارات العراقية كانت محل إعجاب العالم، والحرب التي توقعوا لها سنوات؛ سجل العراقيون نصرها في أيام؛ دون ضحايا مدنيين أوتدمير بنى تحتية، وصارت مصدر تلاحم وكشف قدرات فائقة في التضحية والوطنية، ويكاد العراق يحتل المرتبة الأولى في العالم في قدرته على مكافحة الإرهاب، وهذا ما يُعطيها الإحترام الداخلي والخارجي، ويجعلها صمام أمان للحفاظ على السيادة ومنع تفكك البلاد، وستكست هذه القوة تلك الأصوات المراهنة على ضعف الدولة، وكسر القوة الطوعية؛ لتحقيق مآرب خاصة؛ لعبتها خلال سنوات للحصول على مكاسب او تحقيق مصالح للخارج.