18 ديسمبر، 2024 10:02 م

الحشد مؤسّسَةٌ رغماً عن أنفكم ….

الحشد مؤسّسَةٌ رغماً عن أنفكم ….

بدأت الأصوات تتعالى شيئاً فشيئاً، بعد كل إنتصار يحققه الحشد، إبتدأ في الفلوجة “قندهار” العراق، كما يحلوا للإرهابيين تسميتها! لما لها من خصوصية، وصلت لتمادي السياسيين بنعت هذه القوة، التي أرهبت العدو، وجعلته يعيد الحسابات، بالمليشيات الشيعية وباقي المسميات، التي أرسلتها لهم الدول التي تقف خلفهم وتمولهم، سواء بالأموال أو المقاتلين المرتزقة، الذين عبروا البحار والمحيطات والحدود، ومن كل دول العالم، ولا أستثني أيّ دولة، وحسب ما جرى إعتقالهم من أرض المعركة، أثبتت ان هذا التنظيم عالمي تقف خلفه الدول الإستعمارية .

التهديد بدأ بالتمدد، وصل لأسوار بغداد، سيما باقي المحافظات القريبة، أنتج فتوى قلبت الموازين، من قبل المرجع الديني الأعلى، موصياً المقاتلين بالرحمة والرفق بأبناء العراق، وكلماته التي تدل على الأخلاق الرفيعة “السنة أنفسنا”، لكي لا تأخذ الطابع الطائفي، فهبت الجموع من كل حدب وصوب، وتنظمت وباتت اليوم فصائل والوية وأفواج وسرايا وكتائب، يخشاها البعيد من العدو، والقريب من الإرهابيين، حيث انقلبت الموازين، وأدارت كفة المعركة من خسارة الأراضي بالأمس، الى تحرير كل الأراضي التي دنستها تلك المجاميع، وصلت لإرتفاع الصياح من سياسيي الداخل! الذين كانوا السبب في دخول داعش، الى الدول المجاورة المغذية للارهاب العالمي، تتصدرها السعودية وقطر .

الحشد هذه القوة العسكرية الكبيرة، التي وصفها المكرهون في بداية الأمر، أنها ستفشل على أعتاب الفلوجة! وسيتم سحلهم كما وصف أحد شيوخ الفلتة، وحلف أنه سيحلق شاربه، إذا دخل الحشد للأنبار!، وبحمد الباري دخل أبناء العراق، وحرروا الأنبار، وصلاح الدين، والموصل، ولم يتبقى سوى المحميين من جاءت بهم “أمريكا”، وهؤلاء لا يفصل الحشد عنهم، سوى الأيام القلائل القادمة، ولكن هنالك نقطة لم ينتبه لها سوى القليلين، أن هذه الحشود الملبية، لم تهرب يوما وتنكسر، بل كان الإنتصار لصيقهم، بيد أن الهروب كان من نصيب تلك المجاميع، التي تركت كل شيء خلفها، وهم الذين كانوا بالأمس يتوعدون بالإحتفال في بغداد .

الخوف من الحشد تصدر العناوين، في كل الصحف والمواقع العالمية قبل العربية، وخاصة الدول المغذية للإرهاب، وصل حد نعت الحشد بالمنظمة الإرهابية، وهو الذي حارب الإرهاب في عقر داره، ولم يتجاوز على أي دولة كانت، وهذا ياخذنا لنهاية واحدة لا غيرها، أن كل دولة تنعت الحشد بالإرهاب، هي مشاركة بصورة وأخرى بهذه المجاميع الإرهابية، سواء بالأشخاص أو بالتمويل أو المعلومات، وإسرائيل تتصدر القائمة بدليل انها إستقبلت جرحى الإرهابيين في مستشفياتها، وأجرت لهم العمليات الجراحية، جراء الإصابات التي أُصيبوا بها، سواء في سوريا أو العراق، ومن العجيب في الأمر أن الإمارات والسعودية والبحرين، تلفق الأخبار حول إنتصارات الحشد، من دون أن تكون لها حدود مع لعراق، سوى أن المقاتلين الذين أرسلوهم ومولوهم، تم تسفيرهم لجهنم .

اليوم يواضب المقاتلين على الحضور في الوقت المحدد! ويسارعون الخطوات في الهجوم، من دون مراقب أو محاسب، يساعد بعظهم بعضاً، لا يتأخر في الإلتحاق لاي سبب كان، يقبض راتب لا يساوي أيّ مرتب يتقاضاه موظف صغير في أبسط دائرة، ومعظمهم متطوعين من دون مال (مجاناً)! سيما أن مجلس النواب أقرَّ لهم رواتب، توازي أقرانهم من المقاتلين في وزارة الدفاع وبأثر رجعي، حيث يعتبرون أنفسهم أنهم مكلفون شرعاً، يحرم عليهم البقاء في بيوتهم، ولم يكون فارق العمر مشروطاً، لهذا نرى على سواتر الكرامة، رجال بلغوا من العمر عتياً، فاقت أعمارهم الثمانون! ومعهم أبنائهم وأحفادهم، فهل هنالك جيش يماثلهم ؟.

من يريد حل هذه المؤسسة الإلهية، واهم ويعيش أحلام لايمكن تحققها، لان الحشد اليوم أصبح مؤسسة حكومية، تتبع لرئاسة الوزراء، مُؤَيَدَة من البرلمان، وهو يمثل إرادة الشعب الذي إنتخبهم، وملزم على الحكومة حفظ حقوقهم كما لباقي المؤسسات الأمنية سواء وزارة الداخلية أو الدفاع ووجودهِ سيكون عامل قوة للحكومة قبل الشعب، والعدو سيفكر الف مرة، قبل القدوم على أي عمل عسكري من أي طرف كان، كما لحزب الله الذي أذاق العدو الإسرائيلي الويلات، وآخرها حرب تموز الفين وستة، جعلتهم يفكرون في الخطاب الذي يلقيه سماحة السيد حسن نصرالله الف مرة، فكيف بالهجوم والمعركة والخوف يملؤهم من القدم الى الرأس .