الحشد الشعبي اصبح القوة المحررة والمحدثة والسياسية العراقية القطبية الجاذبة الاكبر في العراق لأنه اندرج في سياق عراقي تاريخي واجتماعي وسياسي مصدره وطني جامع شامل لجميع اطياف العراقيين، ومؤثرات اقليمية ودولية ساعدت على تكوينه وصيرورته في اتخاذ القرارات الصعبة بحكمة وتعقل وبتفاني وينجح ما يجعله جماهيريا محبوبا، كما حدث لحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن وللمقاومة الفلسطينية.
الحشد الشعبي ليس رقما في حسابات الاحزاب لا من ذا او ذاك فهو يؤمن بالله والقرآن الذي يقول الهاكم التكاثر عندما زرتم المقابر.
الحشد ليس عدد الكراسي في البرلمان فهو يفرش الصحراء ويلتحف السماء حارسا على امن جميع العراقين من شمالهم الى جنوبهم ومن مغربهم الى مشرقهم.
الذي لا يرى ان الحشد اصبح قيمة غير ملموسة باليد عابرة لجميع الانتماءات الا الانتماء والهوية الوطنية. فهو لا يرى ابدا ويميز الابيض من الاسود.
الوجدان والعزة والكرامة والشرف والمروة كلها قيم غير ملموسة كي تصبح في الحسابات فائضا او نقصانا. الحشد بدأ يحرر جميع المحافظات التي وقعت تحت سكين الجزار داعش الصناعة الامريكية وانقذ اهلها وحررهم ابدا بعد تضحيات جسام واحترمهم وساعدهم اسوة مع باقي العراقيين من قريته او مدينته وبالرغم من الماكنة الاعلامية الشيطانية لتشويه سمعته كطائفي ومذهبي ووو نجح الحشد ان يدخل قلوب واذهان الناس وعرفوا من هو الحشد.
الحشد اليوم وبعد استشهاد مقاتليه في القائم رأينا كيف هبَّ اهالي القائم لمساعدة الجرحى ووهبوا وتبرعوا لهم دمهم الطاهر ولزموا اماكنهم للحراسة التي وقع فيها نقصا بعد المجزرة، وشاهدنا المظاهرات في كركوك والسليمانية والموصل وفي كل مكان في العراق تأيدا للمظاهرة الحاشدة الغاضبة المهولة في بغداد ضد امريكا ولاقتحام السفارة الامريكية.
ينبغى اليوم النظر الى الحشد على انه اصبح روح ووجدان وضمير العراقيين والامل الاوحد لتحرير العراق من المحتل والفساد ولن تجدي مجابهته لأن الحشد يصبح هو الشعب والشعب هو الحشد وينبغى التعامل معه هكذا بدون مواربة وحسابات تكتيكية سياسية ضيقة ايا كان المتحزب. والذي ينوي مجابهته سيسقط ارضا من الجولة الاولى والذي يناصره سيربح ويكبر بعيون العراقيين لاجل عصر جديد دون المحتل واذنابه الفاسدين.