سؤال مشروع يلوح في افق الحشد ليحل ضيفاً على طاولة المصير فالكل يتساءل عن أمكانية بقاء الحشد الشعبي أسماً ووجوداً أم أن لمعطيات مرحلة ما بعد داعش رأي اخر ؟
الاجابة عن هكذا تساءول قد تطول وقد تقصر حسب حجم المعطيات التي يمكن ترجمتها الى عدة أبعاد :
فالأول : يبدأ بالتحالف الدولي الذي لا شك ان رايه رئيسي وله عدة أبعاد التي قد تتجه نحو صوب المعطيات أو كالعادة الاستدلالات ستلعب دور محوري في هذا الامر وتأثيره على قرارات الحكومة العراقية سيكون قوي شائت الضروف ذلك ام لم تشاء فلكل حركة قرار وغالباً ما يلعب التحالف الدولي الدورر الاساسي في ذلك القرار بحكم ما يمتلك من قوة على مستوى العالم .
والثاني: قرارات رئاسة الوزراء بشأن ظم الحشد الشعبي لقيادته ام الابقاء عليها كمؤسسة خصوصا في ظل التساؤلات التي طرحت في خطاب السيد العبادي في اعلان النصر الذي كان ظالماً نوعا ما للدور الذي لعبه الحشد الشعبي في تلك المعارك حيث خلت خطبة العبادي من تواجد قيادات الحشد مع القيادات الامنية الى جانب عدم ذكره لأسم الحشد في ذلك الخطاب الذي كان اعلاناً خالي من جمالية الحشد تلك الجمالية التي اظهرت العراق بأجمل صورة وازهى طلة وللأسف تلك التساؤلات ان دلت على شيء فهو يدل على امر كنا نخشاه لان العبادي اضاع فرصة ذهبية لايصال صوت الحشد للعالم اجمع وبالتالي نتجه لاتجاه معروف مسبقاً وتأيد لاحقاً وان كان لم يلاحظ من البعض العبادي ستكون قراراته وفق تصرفاته التي ستكون معدة مسبقاً دولياً كانت أم إقليمياً وأن كان ذلك فهو ما يخالف ما نتمناه وستكون وقفتنا ضد هكذا تصرف فمن الظلم والبهتان ان ننكر ذلك الدور العظيم الذي صان الأرض والعرض .
ثم الثالث: خطبة الجمعة ومن على منبر المرجعية عندما قًيلت كلمة الشكر لم تكن موجهة للحشد الشعبي بل كانت التسميات اعمق من فهمها فكلمة المجاهدين هي من علت فوق المنابر بعد علوها فوق السواتر ومن المعروف ان المجاهدين دورهم مرتبط بأرتباط المرحلة الجهادية تبدأ به وتنتهي منه اي ان المرجعية لم تطلق فتوى لتكوين مؤسسة او لكي يتم دمجهم على الحكومة العراقية ولكن لابعاد المخاطر عن بلدنا الحبيب وهذا ان دل على شيء فهو يدل على أن المرجعية قد تنهي دور الحشد الشعبي بانتهاء الجهاد ولكن دور تقدير الجهود وتقديم العرفان لهكذا قوة لا يمكن ان ينتهي بكلمة شكر او احتفاء بنصر لانهم قدموا الغالي والنفيس وخاطروا بأعز ما يمتلكون الا وهي الروح الزكية فأقل استحقاق لهم هو مجازاتهم بقرارات ادارية اكثر مما هي تعبوية فالاشادة المعنوية ليست دائماً مجازات لتضحيات مادية ..
تلك الابعاد اذا كانت خارطة لطريق ما بعد داعش فأنها حتماً ستقودنا لأمرين لا ثالث لهما :
الاول: يتمخض في عقد اتفاق بين قيادات الحشد والسيد العبادي بتشكيل جهاز شبيه بجهاز مكافحة الارهاب ويكون قوة ضاربة قد يكون محورها خارجي اكثر من تصديها داخلياً ويكون ارتباطه مباشر برئاسة الوزراء والتخلي عن كافة الولاءات السياسية والحزبية ووضع قانون لهم يتماشى مع الدستور وضامن لحقوقهم ولو كانت المعطيات تستبعد هكذا قرار لشدة الضغوطات الداخلية والخارجية وفق اعتبارات وان كانت صحيحة فغالبيتها غير صحيح ان أستبعاد هذا الشي لانه صعب بعض الشيء فالاعداد هائلة وهذا من شأنه اثقال كاهل الدولة اولا وقد يكون من الصعب التخلي عن الولاءات الحزبية والسياسية ثانياُ ولسببين مهمين فالاول يكمن في امكانية دور قيادات تلك الفصائل في التخلي عن رجالها خصوصا ان قوتهم بهم؟ ولاامر الاخر هل ان تلك الفصائل ممكن ان تترك توجهاتها؟ والسبب المغضوض البصر عنه الاعمق والاقوى هل سيسمح التحالف الدولي تكوين قوة داخل العراق وهو يعلم ان الداعم.الاساسي لها ايران وهو من فرض العقوبات عليها؟ هنا قد تسقط كل بيادق الطموح للشارع العراقي عندما يقول التحالف كلمته وقد يقول العراق كلمته كما قالها بوجه اعدائه ويفرض ارادته فوق كل الاعتبارات ويكون حق المجاهدين محفوظ قاب قوسين أو اعلى هذه المرة .
الامر الثاني: يتجه صوب المعطيات التي من الممكن ان تأخذ مساحة لا بأس بها من الدور الرئيسي في ان يكون دور الحشد مقتصرا على الجهاد فقط وكما تكونت فصائله بفتوى المرجع الاعلى ستنتهي بتوجيه منه لانه يمتلك القراءات الكافية والتي ستكون بالتأكيد أوسع بكثير من تلك التي نتحدث بها ولا ننسى بعض الميليشيات التي انطوت داخليا تحت غطاء الحشد واستخدموا اسم الحشد في اعمال لا تمسهم بصلة وهذا من شأنه ان يثير صراعات كبيرة داخلياً خصوصا ان الانتخابات على الابواب وبعد ذلك كلمة العبادي فيصلا مبنية على العديد من الاركان الاساسية في اتخاذ القرار الذي لن يؤخذ بتفرد ويجب ان تكون التضحيات اولى الاعتبارات وان تؤخذ بالحسبان منزلة تلك التضحيات وما هي جزاء من ترك كل شيء خلفه ليلتحق واهباً روحه في سبيل الوطن وخروجه لم يكن بدافع مادي او معنوي بقدر ما هو دفاع عن العراق اولاً وتلبية لفتوى المرجع الاعلى ثانياً
والارجح ان مبدأ الشكر والتقدير سيكون لما قدموه وعرفانا لهم وكل من جاء سيذهب والرحمة والرضوان لشهدائنا وستفرض ارادة الاخرين ومصالحهم فوق ارادة شعب وتضحياتهم ولكن من دافع عنا سندافع عنه ولو كان الثمن غالياً فالدماء التي ذهبت ليست اغلى مما سنقوم به تجاه تلك التضحيات …