23 ديسمبر، 2024 12:39 م

الحشد المقاوم .. جنود الله .. من سر المشروع المكتوب الى زحف المعدان/2

الحشد المقاوم .. جنود الله .. من سر المشروع المكتوب الى زحف المعدان/2

بينما كانت الطبقة السياسية الجديدة المدعوة بهتانا بـ” النخبة ” ، يمتد تأثيرها ومالها ونفوذها ، وتتحول من خليط بيوتات حاكمة وبرجوازية طفيلية الى حاكم مسيطر، كان فقراء الشيعة ، وبالذات البروليتاريا الرثة ، تعيش حالة من الفقر المدقع ويذهب ابناؤها ضحية لعشرات المفخخات والانتحاريين الارجاس ، فيتحول فقر فقيرِهِم وعوز معوزِهِم الى مأساة دامية سوداء ، تسير وتسير المنايا خلفها ، مخلفة فوق الفقر والعوز ملايين الارامل والايتام .
يحصل هذا بينما كانت هذا الطبقة هي من صنع تلك ” النخب ” ، عبر اعراس الانتخابات .. ولتؤسس قاعدة ظالمة ملؤها الغبن وتهميش من نوع جديد ، انه تهميش ذوي القربى هذه المرة ، وهو ادهى وأمرّ ؛ لانه ” سري ومخبوء تحت لافتات صحيحة ” ، مرتكزة هذه القاعدة على : اعطونا كل شيء (( انتم )) ؛ لنحصل على كل شيء (( نحن )) .. اعطونا ابناءكم ؛ لكي يبقى ابناؤنا .. اعطونا اصواتكم ؛ لنهمشكم .. اعطونا دعمكم الشامل ؛ لكي نسرق كل اموالكم .. اعطونا ارواحكم ؛ لكي تبقى ارواحنا .. لا لشيء الا لأننا اصبحنا ” نخبة ”  ، نحن نصرخ  بأننا بخدمتكم ، لا تصدقوا ؛ لأن حقيقة واقع الحال تقول : ” انتم ” في خدمتنا (( مهما كنا ومهما فعلنا ، ومهما كنتم ومهما فعلتم )) .. فنحن نخبة ..
ومن هنا ربما يأتي ” الغثيان ” الذي يصيب الاغلب الاعم من الناس عندما يستمعون لخطب هذه ” النخبة ” ، وان كانت تتكلم باسم المقدسين من شهداء التشيع العظيم ؛ لأن الفطرة تشعر باختلاف الظاهر عن الباطن .. فما معنى ان تتكلم عن شهيد قدسي وانت تتنعم بترف يبدو بلا حدود ، بينما الفقراء يتلوون وجعا ..
نعم انهم نخبة الزمن الطفيلي .
الهجمة الاعلامية الكبرى على الحشد الشعبي المقاوم ، امريكية الصناعة ، عربية خليجية التداول .. .. .. .. وبعض السذج لدينا يمتازون ” بخبث جيوسياسي ” ..!!!
 لكن ان يصل الامر الى ان يكون الحشد الذي ترك الخلق طراً في هواهُ ، وأيتم العيال كي يراهُ ، فلو قطعوه في الحب اربا ، لما مالَ الفؤادُ الى سواهُ .. الى مجرد سارق ” دبات غاز وثلاليج ” ، ما هو الا استسخاف مضني بعقول بعضنا . والدنيا الشريرة تضحك ملء فمها العفن من كل من لا يحذرها .. لا يحتاج الامر الى اكثر من هذا .
انهم بقايا الشرف العراقي ، لكنهم ما زالوا دون الكتلة الواحدة ، رغم منبعهم العقائدي الواحد ، وأصل طبقي مشترك.. اذ لا زال تقليد فلان مشكلة عند البعض ، تماما كما ان عدم تقليده مشكلة عند بعضهم الاخر ، عليهم حل هذا الاشكال والا تحول الى ازمة ، والإشكال هو البداية فإن لم يُعالَج يكبر ليصبح مشكلة ، والتي بدورها تكبر لتصبح ازمة والتي ان لم تواجه ستكون كارثة .
هم الامل الوحيد المتبقي للفقراء في ان يأخذوا السلطة  ( كاستحقاق ) .. ولكن اعتقد بأننا ما زلنا بحاجة الى ” هدوء الحكماء ” لا عنف صراع الطبقات .. فالطريق ما زال طويلا .. والأسلم اذاً الان ان يكون لدينا مشروع سياسي عامل من خلال الحشد المقاوم ينتج ممثلين ( فاعلين وحقيقيين ) في رأس السلطة .. وليس على تخومها ، اذ المفروض ان نترك فورا مبدأ : ” لا حظت برجيله ولا خذت سيد علي ” ، وان لا نكون خداما الا لأنفسنا المعجونة بحب علي (ع) الذي اراد فعلا قتل الفقر ، فقتلوه ؛ لأن بقاءه كان يعني ان الارض ستلتحم بالسماء ، فتنهار السقيفة التي اجتهدت قبال النص المقدس ، وليشيد بيت الاحزان لفاطمة من جديد ، ولكن هذه المرة لكي يكون مأوى للفقراء والأيتام والارامل ” ومن لم يذكره ذاكر” ، الذين لم يملّوا من ترديد : (( ابد والله يا زهراء ما ننسه حسيناه)) ..
وان نعي برسوخ ، حذرين من أنه دائما سيكون في النهاية إقراراً بالأولويّة التي تكسبها ” اليد الخفيّة ” للسوق على حساب المواقف المبدئيّة القصوى ؛ لأن ما قاله المؤرخ الأميركي الشهير هاورد زين في عنوان كتابه : ” أنت لا تستطيع أن تكون طبيعياً في قطار يتحرك ” ، صحيح تماما ، كما قرأت يوما .
 
ربما ابدو مبالغا ، ولكن فعلا انا اعتقد متمنيا بما اقول ، ولهذا سأقول بأن الحشد المقاوم (ربما ) سيتحول الى ( الإلدورادو ) ، واليكم حكاية هذا  ( الإلدورادو ) كما قرأته في عالم النت الفسيح :
إلـ دورادو (بالإسبانية: El Dorado) وتعني المُذهّب هو الاسم الذي أعطي في البداية على ملك أو زعيم كهنة في إحدى قبائل أمريكا الجنوبية والذي يقال أنه يغطي نفسه بغبار الذهب في احتفال ديني سنوي يقام قرب سانتا في دي بوغوتا، وذلك قرب مدينة أسطورية تدعى مانوا Manoa أو أوموا Omoa في أرض خرافية حيث يوجد بها الذهب والأحجار الكريمة بوفرة تفوق الوصف. الأسطورة، التي لم يتم أبدا تتبع مصدرها الجوهري، تختلف في رواياتها وبالذات ما يختص منها بمدينة مانوا.
 
ايها الحشد .. اياك ان تدخل السلطة لتتحول الى ” نخبة مخادعة جديدة ( خُض – صراعنا –  للوصول اليها ولا تخض
-صراعك – للوصول اليها )  ، ايها الفقراء .. ايتها الارامل .. ايها الايتام .. ايها الآباء المفجوعون بالفقد .. ايتها الامهات الثكلى ، يا صعاليك العراق المبتلين به .. يا ايتها الجماهير الرثة في واقعها العام : ((ان التزم الحشد بما قلنا اعلاه واستطاع انتاج مشروع سياسي عقائدي رصين وقطعي )) فلا تتركوه ، فإن فعلتم ، فسيعود العراق القديم لبكاء الكمان الموغل في حزن يكاد ان يكون سرمدياً ، الذي على وقعه يرقص البردي متمايلا بخفة صبي ، بينما يتمايل القصب بتثاقل شيخ يضع يديه على كلتا خاصرتيه متمايلا بلوعة فقد ابنه البكر قتلا .. وهو بلا ضغائن ضد احد ، حتى اعدائه سيقدم لهم الطعام ان جاعوا ، هو قادر على قتالهم ، لكنه عاجز عن قتلهم فعلا فعلا .. لا لشيء سوى لأنه بلا احقاد تأريخية حقيقية ، فأخلاقه تصل حد الانكسار الانهزامي ، كيف  سيتغير هذا .. لا اعلم …. رغم علمي .
 
لنكن عمليين :
اولا : لابد من وضع اساس صحيح لوحدة عقيدة سياسية حقيقية بين جميع فصائل الحشد المقاوم للظهور في صورة الكتلة الواحدة .
ثانيا : الاعلان عن قيادة عسكرية وسياسية واحدة للحشد .
ثالثا : وضع برنامج سياسي واقعي يتبنى مفهوم المقاومة والبناء .
ايضا على جميع فصائل الحشد المقاوم ( اتحدت ام لم تتحد ) ، ان تناقش بروية وحكمة مرحلة مابعد داعش سوى على المستوى السياسي او الامني او الاجتماعي . اذ ان هناك تخوف من ان لا يستوعب احد ( القدرة العنفية لعناصر الحشد وبالتالي يمكن ان يتم التنفيس عنها بطريقة لا شرعية ، سوى في الدخول في صراعات بين فصائل الحشد لا سامح الله ، او بين هذه العناصر بشكل عام .
ان الحشد المقاوم بجميع فصائله يتحمل مسوؤلية تاريخية حساسة للغاية ، وعليه ان يكون بحجمها ، وان خوض المعترك السياسي ومعاركه لن يكون اقل خطورة ومسوؤلية عن تحمل اعباء العمل العسكري ، بل اكاد اجزم ان المعركة السياسية اشد خطورة .
هل سيكون الحشد الكقاوم مجرد نسخة جديدة من ( هادي العتاك ) ، بطل رواية ” فرانكشتاين في بغداد ” التي يقوم بطلها ، بجمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية ليقوم بلصق هذه الأجزاء فينتج كائناً بشرياً غريباً، سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأروانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أجزاءه التي يتكوّن منها. …………. أم سيكون أهم منه بكثير ..؟ .
الاحلام ( مهما كانت ) ، لها علاقة بالعواطف .. لكن الحقائق سماوية
سيكون .. لكن الدرب طويل ومضني .
 
ملحق :
الصراع الطبقي : تقوم الفكرة أن التاريخ عبارة عن صراع اقتصادي بين طبقات متناحرة احدها تستغل الأخر «إن تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ صراع بين الطبقات. فالحر والعبد، والنبيل والعامي، والسيد الإقطاعي والقن، والمعلم والصانع، أي باختصار، المضطهدون والمضطهدين، كانوا في تعارض دائم وكانت بينهم حرب مستمرة، تارة ظاهرة، وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما إما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانهيار الطبقتين معا . أما المجتمع البرجوازي الحديث الذي خرج من أحشاء المجتمع الإقطاعي الهالك فإنه لم يقض على التناقضات بين الطبقات بل أقام طبقات جديدة محل القديمة وأوجد ظروفا جديدة للاضطهاد وأشكالا جديدة للنضال بدلا من القديمة. إلا أن ما يميز عصرنا الحاضر، عصر البرجوازية، هو أنه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة. فإن المجتمع أخذ بالانقسام، أكثر فأكثر، إلى معسكرين فسيحين متعارضين، إلى طبقتين كبيرتين العداء بينهما مباشر: هما البرجوازية والبروليتاريا».
[email protected]