23 ديسمبر، 2024 2:33 م

الحشد الكفائي..وجرائم الحرب    

الحشد الكفائي..وجرائم الحرب    

الحشد الكفائي فتوى أصدرها المرجع الشيعي الأعلى في النجف السيد علي السيستاني ،بحجة الدفاع عن النفس والمقدسات ، في مواجهة الإرهاب في العراق ومقاتلته أينما يكون ،ولم تبين الفتوى ماهية هذا الإرهاب أو مرجعيته أو أسبابه ،أو كيفية مواجهته فكريا أم عسكريا أم اجتماعيا ،لكنها أوضحت إن هذا الحشد الكفائي جاء ليكون ضمن القوات الأمنية والعسكرية ،يتطوع فيه أبناء المكون الشيعي استجابة لفتوى المرجعية ،ويكونون الظهير القوي للقوات المسلحة ،بمعنى (جيش شعبي شيعي) مع الجيش النظامي ،لمواجهة خطر الإرهاب الذي تمثله الدولة الإسلامية في العراق والشام حسب ما ورد في متن الفتوى،إذن الحشد الكفائي هو حشد طائفي بامتياز ،انشيء ليكون في مواجهة تنظيمات إسلامية متطرفة هو يعتبرها إرهابية من وجهة نظره التي لا نغمطه حق الرأي فيها وهذا من حقه ،ولكن دعونا نذهب مع أفعال هذا الحشد الطائفي، وما فعله في المحافظات (السنية تحديدا وأنا امقت هذا التوصيف الطائفي) ،واحتقر من يتبناه ولكونه حقيقة ماثلة للجميع ومفروضة على الجميع لشدة سطوتها وتفشيها في وسطنا العراقي ،لذلك سنستخدمها جزافا ،منطلقين من تصاريح شخصيات وجهات عليا في الوسط الشيعي والعراقي هما مرجعية النجف نفسها (خطبة الجمعة الماضية على لسان الشيخ مهدي الكر بلائي )والثانية تصريح مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وسرايا السلام،اللتان تؤكدان وقوع انتهاكات فضيعة وجرائم كبيرة من قبل الحشد الطائفي ،ويحذران من تكرارها ويستنكرانها ،وهذا اعتراف صريح بفشل مهمة الحشد الكفائي وتحويله الى حشد إجرامي باعتراف المرجعية التي أصدرت الفتوى هذه ،لشدة انتهاكات هذا الحشد في ديالى وصلاح الدين والانبار ،وممارسته التهجير الطائفي وحرق البيوت ،وسرقة الأثاث وممتلكات المواطنين على اعتبارها (غنائم حرب بدل الرواتب التي حجبتها عنهم وزارة الدفاع)،وإفراغ المدن من أهلها وتغيير ديمغرافية تلك المدن لأهداف إيرانية واضحة، كمرحلة أولى من مراحل التطهير العرقي،ناهيك عن تفجير البيوت وتشريد أهلها في العراء بحجة الإرهاب ،ثم  أن هذا الحشد الكفائي ما هو إلا ميليشيات طائفية مسلحة يقودها قاسم سليماني علنا ،هو وقائد القوات البرية الإيرانية التي تقاتل في هذه المحافظات ،وصور سليماني والعامري وتصريحات قادة إيران تؤكد مشاركة الحرس الثوري وفيلق القدس أي النخبة الإيرانية في المعارك ولم يعد سرا للعالم والعراقيين بل تتباهى به إيران وأتباع إيران ،وتعرفه إدارة اوباما جيدا وتصريح احد القادة الإيرانيين (إن السماء لأمريكا والأرض لإيران)نالا دليل على ما نقول ،ولا يأتي (شريف روما) ويتهمنا بالطائفية والتهم الجاهزة الأخرى فأنا عراقي وارفض واستنكر إباحة الدم العراقي الطهور من أية جهة كانت فهو خط احمر لا نسمح باهرا قه من أية جهة كانت ،فهل هذه مهمة الحشد الكفائي ، وهل عندما يظهر في الجهة المقابلة للحشد الكفائي الشيعي حشدا كفائيا سنيا ،تقوم القائمة علما ان الحشدان يذهبان بالعراق الى الهاوية السحيقة ،ولا نقف مع أي منهما ولكن للمقارنة فقط ،لذلك فلابد من عنف طائفي يقابل فتوى الحشد الكفائي الطائفي ،كمعادلة ضرورية لتكتمل سورة خراب ودمار العراق بحرب أهلية طائفية ،أسسها الحشد الكفائي وشر عنتها حكومة المالكي وبعده العبادي في وصفهما له، بأنه الظهير القوي للجيش هكذا يصفه المالكي والعبادي،انظروا وانتظروا نتائج الحشد الكفائي الطائفي ،وانعكاسه على مستقبل العراق،والتي بدأت بوادره تظهر على شكل تنديدات وتحذيرات واستنكار لما يقوم به هذا الحشد الميليشياوي،بغض النظر عما يقدمه من ضحاياه وبالآلاف من دماء العراقيين الأبرياء بحجة مواجهة الإرهاب الطائفي،هذه الأكذوبة التي انطلت على الكثير من العراقيين لتوصلنا الى الحرب الطائفية الأهلية ،وأحيلكم الى تصريح مستشار المرشد الخامنئي الذي نضع كل اللوم على المالكي وسياسته الطائفية في ظهور الدولة الإسلامية وسيطرتها على مدن عراقية بفضل سياسة المالكي الطائفية الفاشلة،وهو اعتراف خطير وواقعي (من فم فمك أدينك)،وهناك تصريحات أخرى من رفسنجاني رئيس تشخيص مصلحة النظام تؤكد هذه الحقيقة ،وتعلن تورط نوري المالكي و إيران في قيام خطر الدولة الإسلامية حسب زعمه ،هكذا إذن كانت نتائج سياسة المالكي الطائفية التي ولدت الحشد الكفائي الطائفي في العراق،ليتحول العراق بفضلها الى بؤرة لمستنقع العنف الطائفي والحرب الطائفية الذي انتشر كالهشيم في العراق وفي دول الجوار العراقي ،إذن إنشاء الحشد الكفائي كان الغرض منه إشعال الحرب الأهلية الطائفية وليس حماية المقدسات والدفاع عن النفس كما أشيع  ،وما نراه من أعمال إجرامية يقوم بها عناصر من الحشد الطائفي بميليشياته المنفلتة الطائفية ترقى الى جرائم حرب حقيقية ،أكدتها الفضائيات بعرض أفلام لهذه الجرائم الطائفية مع إطلاق شعارات وشتائم طائفية تستفز وتحتقر وتثير الطرف الآخر،وهي فرصة تحفز الآخرين بالقيام بالمثل وهو العنف المقابل كما ذكرنا آنفا،إذن الحشد الكفائي جاء لشرعنه جرائم الميليشيات في قتل المواطنين العزل وتهديم بيوتهم وتفجيرها بعد قتل أبنائهم وتهجيرهم  ،ولكن هل الحشد الكفائي هذا يعمل وفق الدستور والقانون ،الجواب بكل تأكيد غير دستوري وغير قانوني وخارج عن القانون ولم يشرع قانونيا ،ولم يصادق عليه مجلس النواب حاله حال قيادات العمليات العسكرية  في المحافظات ،أي غير دستوري ولم يتخذ الصفة القانونية ،لذلك ستكون عناصره تحت المساءلة القانونية والدستورية ،عن كل الأعمال الإجرامية التي قامت بها ومن اشرف عليها ونفذها ،وفي موازاة ذلك تماما تشجع وتدعم حكومة المالكي والعبادي هذا الحشد وتهلل لجرائمه وتعقد المؤتمرات دعما له سياسيا وعسكريا وإعلاميا ،وكأنه المنقذ من الضلال ،في حين تعاني المؤسسة العسكرية من الفساد التي هي غارقة فيه ولا تنفع كل إصلاحات العبادي له ،والدليل إن إدارة اوباما أعلنت أنها ستقوم بهيكلة هذا الجيش الطائفي التي تحميه الميليشيات الإيرانية تحت مسمى الحشد الكفائي الطائفي ،إن دعم الحكومة للحشد الطائفي هو دعم للإرهاب والقتل والتهجير وتفجير البيوت وقتل أصحابها وتطهير عرقي شرعته حكومة و العبادي لهذه الميلشيات ،والتي أصبحت الآن تشكل عبئا كبيرا عليها لزيادة أعمال الخطف والإجرام التي تعاني منها في بغداد والمحافظات الأخرى،وقضية خطف التجار الكبار وأبنائهم ومدراء الشركات العربية والأجنبية دليل على ذلك وآخرها اختطاف السيدة الكردية مديرة إحدى الشركات العاملة في العراق ،وما كشف فضيحة ابن شقيق باقر جبر صولاغ وزير النقل الأخيرة التي القي القبض على أبناء شقيقه بالقيام بأعمال الخطف والنصب والقتل والإجرام في الكاظمية وغيرها وهم يعملون في حماية الوزير صولاغ أفندي ،فأي إجرام هذا وأي قانون هذا وأية حكومة مهلهلة فاسدة تشجع الإجرام والميليشيات هذه ،دون أن يحسبها مجلس نواب او غيره ،هذا هو احد نتائج الحشد الطائفي التي أطلق يد الميليشيات الإيرانية في القتل  على الهوية والاختطاف والتهجير وحرق وسحل الجثث واعتقال المواطنين وقتلهم طائفيا ،أليست الميليشيات هذه إحدى بركات الحشد الكفائي ونتيجة من نتائجه أفتونا مأجورين …