قد تكون الموضوعية، في عرض الآراء والأفكار، ليست مهمة سهلة، فكلُّ إنسانٍ( ومنهم الكتَّاب)، من حيثُ أنهُ ينتمي إلى جهةٍ معينةٍ، ذات إطار فكري خاص، هو وإن أراد أن يعرض رأيه الخاص، لكنه لا يستطيع الخروج عن أيدلوجية جماعته أبداً.
إستطاع بعضُ الكتاب والباحثين، في شتى شؤون الحياة، أن يكونوا موضوعيين، في طرح أفكارهم وآرائهم، وهم بذلك جائوا بنتائج طيبة، من حيث مطابقتها للواقع، ساهمت بحل كثير من القضايا العالقة، سواء في الشأن السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي وكافة الشؤون الحياتية والفكرية الأخرى.
بالرغم من الصعوبات التي يواجهها الإعلامي(أي شخص يعمل في المجال الإعلامي من كاتب أو مُعد أو مقدم برامج أو مصور إلى غير ذلك) والتي تصل إلى التضحية بالنفس، ليس لشئ سوى محاولة كشف الحقائق، وإيصالها إلى الرأي العام، فهل إستطاع الإعلامي فعل ذلك؟
وهل إستطاعَ فعلاً أن يكون موضوعياً في نقله لتلك الحقائق؟
كنتً تكلمتُ في مقالٍ سابق عن السياسة والإعلام، وكيف تمت سيطرة السياسين على كثير من مفاصل شبكات ومؤسسات الإعلام، وبالرغم من أني أُكد على نزاهة أغلب مؤسسات الإعلام والإعلاميين، لكني في نفس الوقت أُشكك في كثير منهم بعدم الموضوعية بنقل الحوادث.
تارة لبعدهم عن مكان الحدث، وأخرى لتأخرهم عن زمان وقوع الحدث، وكذلك لفقدانهم الوسيلة لنقل الحدث، وغيرها من الأمور الفنية الأخرى، والتي بدورها تؤدي إلى قراءة غير موضوعية للحدث، لأن الإعلامي في تلك الحالة ستسيطر عليه ميولهُ وأهوائه.
من القضايا المهمة التي لم يتم التعامل معها بموضوعية، من قِبل الساسة والإعلاميين على حدٍ سواء، قضية الحشد الشعبي، الذي أصبح كالسمك(مأكول مذموم!)، فبعد أن أتت هذه الثمرة أُكلها، وحققت ما عجز عنه الجيش النظامي، من إنتصارات ساحقة، رفع لها القاصي والداني قبعتهُ، إحتراماً وإجلالاً، أتى الآن دور رد ذلك الإحسان.
لكن كما تعودنا دائماً، وعلى خلاف القاعدة!، فبدلا من أن نجازي الإحسان إحساناً، لا!، قام المغرضون بِرد هذا الإحسان، بالأساءات والإتهامات الباطلة، لمقاتلي الحشد الشعبي، الذين لم يكن لهم ذنبٌ، سوى تلبيتهم لنداء الوطن والمرجعية الدينية الرشيدة، لم يكن ذنبهم، إلا أنهم حفظوا الأرض، والمال والولد والعرض، لم يكن ذنبهم، إلا أنهم شرفاء، ذوو غيرةٍ ومروءة، وأصحاب رحمة وإنسانية.
أقول: لولاه عزوجل، ومقاتلي الحشد الشعبي، لما بقي شئٌ إسمهُ العراق.