26 ديسمبر، 2024 3:36 م

الحشد الشعبي ولائه لمن ؟

الحشد الشعبي ولائه لمن ؟

السلام على اهل السلام اهل العراق العريق بكل مفاصله واديانه وقومياته وطوائفه
بعد انقطاع دام بضعة اشهر اكتب لحضراتكم مجددا واتراجع عن قرري بعدم الكتابة لعدم فائدتها فالقوم
}} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ {{والان وبعد تيقني بان يجب ان نذكر ان نفعت الذكرى والله المعين ….
في يوم مثلج من ايام الشتاء الباردة بدولة الاتحاد السوفيتي قبل عقود مضت كان الشعب الروسي مؤمن ايمانا مطلق بحكومته ودولته ومساند لما يصدر من قرارات وقوانين وتعليمات فكنت ارقد في المستشفى بموسكو ومعي في الغرفة ممرضة تقف امام الشباك المطل على الحدائق والاشجار الغارقة بالثلوج المتللة وتدعو بصوت خافت ولا اعرف ماذا تقول ولماذا هي متمسكة بهذا الدعاء ! وهذا الحال يتكرر كل يوم . وفي يوم من الايام ساقني الفضول ان اخرج من الروتين التقليدي كمريض وممرضة وسألتها ماذا تفعلين ولم تدعين ؟ فانا اراك تطبقين يديك وتقفين امام الشباك لفترات ؟ قالت انا ادعو الرب ان يزيد المطر هذه السنة ليزيد لدينا المنتوج الزراعي ويزدهر الاقتصاد في بلدي وتزداد بها ارزاقنا فقلت لها من قال لك هذا ؟ قالت الحكومة قالت اذا ازداد المطر في هذه الايام فالبلد بخير ورفاه وانا اعمل بما قالته حكومتي .
هنا نحتاج الى وقفة طويـــلة جدا , ما الذي يحدث , وماذا جرى ؟ مواطنة اعتيادية تؤمن بحكومتها وتطبق ماذا تقول ؟
ما هذا الا مثال صغير بل قطرة ببحر الولاء والايمان فنتعلم من هذا المثل الكبير ان الانسان اذا والاى شخص وآمن به وصدقه هذا هو الفوز العظيم.
اطلقت المرجعية العليا في العراق بوجوب الجهاد الكفائي على كل من يستطيع حمل السلاح , ولبى كثير من الناس هذا النداء وذهبوا الى الجهاد. فما هي مواصفات هؤلاء المجاهدين ؟
}} إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{{ وانهم آمنوا بمرجعيتهم وذهبوا للجهاد بعد ان لاحظت مرجعيتهم ان من الضروري اعلان الجهاد فلبوا النداء لا يمانهم ايمانا مطلق بمرجعيتهم وما تقول …
هؤلاء الفتية (( مجاهدي الحشد الشعبي )) انا اعتبرهم هم نواة الجيش العراقي الجديد فكان الجيش العراقي في بداية تأسيسه عام 1921 بهذه المواصفات حيث كان الولاء والاستماع للاوامر والطاعة العمياء لان الوطن يريد جيش قوي وهذه القوة تأتي من هذا الالتزام والايمان وانهم هم لوحدهم من سيحمي الوطن من جميع قوى العالم مهما كانت كبيرة او عظيمة كونهم مؤمنون بقضيتهم الذي يقاتلون من اجلها
الايمان بالقضية والطاعة هي اساس النصر فلدينا كثير من الامثلة عن الايمان بالقضية كمثال الممرضة الروسية انفة الذكر وجيش المسلمين في اول معارك الاسلام معركة بدر الكبرى }} كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {{
بهؤلاء الرجال وولائهم وعقيدتهم وطاعتهم لمرجعيتهم بامكاننا الوصول الى بر الامان . فقط تخيل ان المجاهد يعطي حياته ليعيش الاخرين فهل يوجد اغلى من حياة الانسان ؟ وهل يوجد في العالم هكذا تضحية ؟
سمعنا الكثير من الاقاويل عن خروقات واعتدائات و و و عن ما يقوم به الحشد الشعبي في المناطق التي يحريرها ولكن لا احد يأتي باي برهان ثابت او دليل قاطع ! قد تكون بعض الاخطاء الفردية من بعض المجاهدين نتيجة استفزازات واستنكارات من بعض الطائفيين المرتزقة المحسوبين على العراق في المناطق المحررة فان جل تفكير هؤلاء المرتزقة وولائهم الى اسيادهم من هو خارج الحدود لعنهم الله . ومن ناحية اخرى نرى الكثير من ابناء المناطق المحررة ترحب وتهلهل وتنشر الحلوى والشكر وتحتضن ابناء حشدنا شاكرين لهم تضحياتهم ولا اعلم متى تهتز الغيرة وتستنصر بني جنسك وشعبك الذي يقاتل بالنيابة عنك وانت تسكن في احضان عائلتك حتى وان كنت مهجرا فانك سالم مسلم معافى وليس لديك خوف من شيء فكل العالم يستعطف عليك لصعوبة وضعك الانساني ولكن المجاهد من الحشد لا يحضى بهذا الاهتمام والدعم فيالسخرية
الاقدار ليأتي من يدافع عن محافظتي وعرضي وشرفي وانا اختباء باحضان عائلتي واستجدي المعونات والمساعدات ولا انفض عبائتي واشمًر عن ساعدي وارفع سلاحي وانتفض ؟ ؟
ولكن الكلاب تعوي والقافلة تسير }} وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {{
ان فكرة تأسيس الحشد الشعبي كانت من اعظم الافكار المدروسة والمفصلية لحماية العراق والعراقيين من دنس الانذال والسفهاء والمتخلفين في هذه الحقبة الصعبة التي يمر بها العراق بعد بيان اطماع ونوايا الاخرين بلا خوف او حساب والان وبعد ان حصلنا على قوة ضاربة قوية تتتع بجميع الامكانيات العسكرية سيكونون سدا مانع امام اطماع جميع الحاقدين واقزام القوم … فطوبى لجميع المجاهدين في حشدنا الشعبية ويستحقون كلمة المقدس فانهم يضحون باعز ما يملكون فأنكم املنا الاخير لتضميد جراحات وطننا الجريح لعقد ونيف
ان التصويت على قانون الحشد الشعبي في البرلمان العراقي ما هو الا ابسط العرفان بجميل الحشد الشعبي المقدس من ممثلي الشعب العراقي الى هؤلاء الابطال النشامى كونهم يستحقون الاكثر فانهم جند الله المنصورون باذن الله العلي العظيم

أحدث المقالات

أحدث المقالات