أستوقفني منشور في إحدى الصفحات، على مواقع التواصل الاجتماعي( الفيسبوك)، وهو يشير إلى مقارنة حساسة جدا، بعد موجة المظاهرات، التي ملئت الساحات العامة، منددة بالأحزاب السياسية، رفعت بعض الشعارات، ظاهرها حق وباطنها باطل، يراد منها الإساءة إلى الدين والشخصيات الدينية، كثير ما تداول هذا الشعار على المواقع التواصل الاجتماعي ( بسم الدين باكونة الحرامية).
الحقيقة إن الدين بريء من السارق، وان العملية التي جرت، كان مخطط لها مسبقا، بتفاصيل دقيقة ومحسوبة، على أعلى المستويات، لكن حكمة المرجعية، وحنكتها الإدارية، سحبت البساط من تحت أقدام هؤلاء المتقولين، وأصحاب الأجندات.. البعد الآخر التي خرجت إليه تلك المظاهرات، كان بشعار (كلهم حرامية)، وبصيغة الجمع، لم يسلم أي سياسي من ذاك الشعار، وهو بدوره خلط الأوراق، ومحاولة تشتيت الأنظار عن بعض الصالحين، والخيرين من التيارات الإسلامية الموجودة.
قوة الإعلام على تغيير الرأي العام، بات مؤثرا جدا، وأكثر من أي وقت مضى، مع التطور الكبير في برامج التواصل الاجتماعي، التي تحتل بنسبة54% من الإعلام، وذات سرعة انتشار عالية، أدى إلى السيطرة على الشارع الجماهيري، وتغيير البوصلة نحوى ما يريده الإعلام ألظلي؟! من خلال ضخ الأموال للشركات الإعلامية العملاقة التي تعمل في الظل.
الحشد الشعبي هو القوة الضاربة الوطنية، أنقذت العراق من التمزق والتفكك تحت مطرقة داعش المضخمة إعلامياً، بعض الجهات اتخذت من هذه الدماء الطاهرة التي أريقت من اجل الوطن، سلما للوصل إلى مكتسبات سياسية، بإبراز حجم التضحيات المقدمة، وعدد الشهداء من تلك الجهة، لكسب تعاطف الناس، وهذا ما سيحدث قريبا! بحجم اكبر من اليوم.
بعد سماع تلك الشعارات، التي تحاول خلط الأوراق، واتهام الكل بالسرقة والفساد، وان كان اغلبهم يشار إليهم بالفساد، لكن ليس من الإنصاف، توزيع الاتهام على الجميع، وما يثير الاستغراب هو ربط الدين بالسارق! بسبب بعض الذين ارتدوا لباس الدين، من اجل مصالحهم
الفئوية، بحثا عن مكتسبات مادية، فما بالك لو أستخدم لباس الحشد.. في السياسة القادمة، فهل سنسمع شعارا قديما بألفاظ جديدة (باسم الحشد باكونة الحرامية) ليس بعيدا، فقد أطلقت بعض هذه المسميات على أبطالنا المجاهدين، لكنها لم تلقى ذاك الصدى الواسع، بسبب عدم نضج مشروع التسقيط، الذي سيلقى رواجا كبيرا في الأيام والأشهر القادمة.
نعم؛ سنسمع كثيرا من الاتهامات، وستظهر موجات كبيرة وعالية التردد، لإسقاط الحشد المقدس، بأموال اكبر من التي استنزفت لإسقاط الخط الإسلامي، وسيلقى ترحيبا من السذج وأصحاب العقول المغلقة، سينعقون بقوة، بعضهم بعلم والآخر بدونه، فإن غداً لناظره قريب.