لم يكن اولئك الشباب وكبار السن قد ذهبوا الى ساحات القتال وهم يواجهون الموت في أي لحظة تمر عليهم في ليل او نهار من أجل النزهة او لطمع بمال او سلطة او حتى بمساحة متر واحد من الأرض التي سالت دمائهم عليها، وانما كانوا يتدافعون ويسابقون المنايا من أجل الوطن والدفاع عن ترابه ومقدساته وحضارته وقبل كل ذلك الدفاع المستميت عن أعراض العراقيين وتخليصهم من أعتى هجمة مغولية تتارية تعصف بهذا البلد العزيز ، لأن داعش كتنظيم ارهابي قام بأفعال لم يذكر لنا التاريخ ان التتار قاموا بها وتفوقوا عليهم بها وان كانوا قد فعلوا بعضا منها، وبالتأكيد ان الشر اجتمع في نفوس أعضاء هذا التنظيم الارهابي أكثر مما اجتمع في نفوس دول اعتدت وتجاوزت على دول اخرى واضطهدت أبنائها ، لقد رأينا وتابعنا بشكل يفوق ما اعتدنا ان نقوم بها طيلة الفترة الماضية بشهورها القاسية على بلدنا ونحن نرى ان الكثير من المتحدثين على شاشات التلفاز كانوا أصواتا تكاد ان تصل الى حد الصراخ والازعاج لكثرة ما سمعنا منهم التأجيج الطائفي والمتحامل والذي يدفع الى الهاوية والانتكاس بالعراق لدرجة ايغالهم في شق وحدة صف المجتمع وتحويل العراق الى ثكنة صراع طائفي وسياسي مقيت يتحارب فيه بعض المتصدين للعمل السياسي والنتيجة أن يحترق فيه ابرياء الشعب العراقي .
عندما اشاهد الأم الثكلى والأب المكلوم والأبناء الصغار الذين تعلو وجوههم حالة الصدمة والفزع وهم يفقدون اباً أو أخا ينتابني نوع من الحمق والألم والاعتصار حينما أرى في المقابل بعض المتشنجين من السياسيين والذين لا يمكن ان يكون لهم تأثير على الساحة السياسية بعيدا عن الاصطياد بالماء العكر وهو يتهجم ويتناول ابناء هذا الحشد الشعبي الذي حمل كل معاني الرجولة والحَميّة وهَبّة الدفاع المقدس عن الارض والعرض والمقدسات فيتقوّل عليهم بكلمات نابية ويصفهم بأقذع الاوصاف وكأنهم عبارة عن شلة من السرّاق والمغتصبين والمتجاوزين وهؤلاء السياسيين او شيوخ العشائر الموتورين الذين تحدثوا يعلمون جيدا ان من قام بهذه الافعال وان كانت محدودة هم من غير الحشد الشعبي وأن البعض من المكلفين بهذا الفعل كانت نفوسهم دنيئة وخبيثة وبائعة للضمير الوطني هي من قامت بالحرق والسلب في تكريت واذا ما قارنا تواجد قوى الحشد التي كانت تسيطر على المدينة بشكل كامل فكان الأولى بها ان تفعل تلك الافعال الشنيعة وهي في طريقها الى السيطرة على كل المدن الى أن وصلت مجمع القصور الرئاسية وانهاء سيطرة داعش ،، ألم يفكر بعض السياسيين الذين ركبوا موجة التصريحات والعداء للحشد الشعبي انهم أصبحوا مثل حال الببغاء يرددون ما يتفوّه به الذين يخططون لتدمير النظام السياسي الجديد في العراق حتى وصلوا الى درجة التآمر مع الشيطان لجانب فرض إعادة تصنيعهم سياسيا والعودة بوجه الحزب المشؤوم الى واجهة العراق السياسية ،، كان الأولى ببعض السياسيين الذين صرحوا وتبنوا مواقف موتورة وصلتنا من خارج الحدود ان يلتفتوا الى أنين أمهات المغدورين في سبايكر وسجن بادوش والصقلاوية وغيرها من المجازر الجماعية على أساس طائفي والتي لا يمكن ان تعادل هذه الارواح الطاهرة والبريئة كل بيوتات العراق ومحلاته التجارية حينما تتعرض للحرق فليس من المعقول ان تكون تلك الحملة الاعلامية المسعورة والمسمومة بهذا التهويل والكذب والافتراء مقابل أفعال وتصرفات شخوص دخيلة أنا متأكد انها لم تكن من السواعد السمراء التي حررت مناطق العراق من الارهاب لأن الذي يؤمن بالوطنية والتمسك بشرعية الفتوى الدينية لا يمكن ان يكون سارقا او منتقما لأبناء وطنه ،،
فلا تكونوا أيها السادة أوعية للنفاق والتفرقة فهذا الحشد من الشباب المؤمن والرسالي كانوا ولا زالوا الى اليوم هم الحصن الآمن لكم ويمنحونكم الحياة الآمنة لكم ولعوائلكم .