26 نوفمبر، 2024 10:14 ص
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي والحسين”ع”

مقولة نسمعها وفي كل عام ,يرددها خطباء المنبر الحسيني “يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما” وكنا نتساءل هل فعلا لو كنا ذلك الوقت سنكون في جيش الإمام الحسين {ع} أم سنكون في جيش يزيد الذي يعرض المغريات والحياة المرفهة في الوقت الوقوف مع الحسين{ع}  يعني الموت ولا إغراء دنيوي فيه ..
النظام في كل جيوش العالم لا بد أن تجتمع خصلتان .. كل جندي أو مقاتل لا بد أن يكون فيه عنصرين هما تامين راتب ورزق له ,يعيش من خلاله مع عائلته , والثانية حب المهنة الحاصلة من قناعته انه يقاتل بعقيدة وحب الوطن والتراب , لأنه سيحمي بهذا الحب والدفاع عن وطنه وأرضه يحمي الذمار والعرض والدماء .
 إلا إن القاعدة الفكرية العامة في تأسيس الجيوش , هنا في الحشد الشعبي اختلفت بالعراق  ,  البداية المعروف عنها  إن الحشد الشعبي  أسسته المرجعية الدينية المتمثلة بسماحة السيد آية الله العظمى علي الحسيني السيستاني دام ظله , في فتوى الجهاد الكفائي .عام 2014.
جميع عناصر الحشد يوم تأسيسه بعد الفتوى المباركة .أقولها للتاريخ وللإنسانية إنهم لم يكونوا من السياسيين , بل كانوا  حصرا من خدام الحسين {ع}, جميعهم تخرجوا فكريا من الحسينيات والجوامع , واعني من تحت المنبر الحسيني , وهذا يعني إن المنبر { يعطي فكرا مزدوجا } ويعطي عقيدة مزدوجة أقوى من القاعدة الفكرية في تأسيس الجيوش , يوم هب الخدام الحسينيون للدفاع عن العراق ضد داعش الذي اسقط ثلث العراق خلال ثلاثة أيام , لم يتم تجهيز المتطوعين في الحشد الشعبي سلاح من قبل الدولة , ولم يفكر أي منهم براتب ليعيش عائلته , حتى الملابس العسكرية كانت من جيبهم الخاص, واستخدموا أسلحتهم الخاصة  ..
وسأذكر نقطة مهمة لا أريد أن أوجه إساءة  من خلالها إلى القوات الأمنية ….. نعرف قصصا عايشناها إن عددا من القطعات المسلحة تترك مواقعها وتهرب تاركة أسلحتها طعمه سائغة للعدو الداعشي وقت الاشتباك , او حتى بدون اشتباك كما حدث في الموصل وتكريت والانبار ..  , غير إن الحشد من خلال تركيبة عقليته الأيدلوجية لم نسمع عنه أن ترك موقعا رغم قلة التجهيز في بداية تنظيمه , ولم تترك أي وحدة عسكرية للحشد  أرضها للعدو , ولعل السر العظيم في هذا الجانب إن تربية ومنهجية عقلية الحشد الشعبي تربية حسينية بامتياز . وجميع أفراده خدام حسينيون مارسوا الخدمة وحصلوا على منهجية تربوية ترشحت عليهم من موقف سيدهم أبي عبد الله {ع} حين قال :” لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ” من المؤكد انه هو السر في الصمود..

أحدث المقالات