11 أكتوبر، 2024 1:17 م
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي والحرس الوطني مقارنة غير عادلة

الحشد الشعبي والحرس الوطني مقارنة غير عادلة

تعرفون جيدا ان الحشد الشعبي ظهر على الساحة بعد الانتكاسة التي حلت في الموصل في التاسع من حزيران 2014 بانهيار الفرق والتشكيلات العسكرية امام عصابات داعش الاجرامية واصبح الخطر محدق بالعاصمة بغداد … وكرد حازم وسريع على هذا الحدث المرير تفاجا الاعداء والاصدقاء على حد سواء بصوت المرجعية العليا التي افتت بالجهاد الكفائي فانتج هذا الحشد المبارك حيث اشترط ان يكون تحت امرة الجيش وضمن تشكيلاته حتى لا يقال انه مليشا سائبة لذلك الحشد الشعبي يعني وليد فتوى لدعوة دينية وطنية خالصة ليس لها علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالسياسة والسياسين , هذا
 من الجانب النظري , اما في الواقع العملي فقد انخرطت قوات وطنية مجاهدة اخرى تابعة لكتل واحزاب مع الحشد الشعبي لمواجهة خطر داعش كسرايا السلام وقوات بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله جناح العراق وغيرها وهذا ليس فيه ضيرا او مثلبة طالما الكل يدافع عن العراق ارضا وعرضا حتى وان اختلفت الرايات والاتجاهات والموافق فالعدو يستهدف الجميع , ولذا فان الحشد الشعبي لم يلد من جراء دعوة سياسية او من نتاج فكرة حكومية ولهذا السبب لم تستطع الحكومة ان تتحمل اعباءه من حيث التجهيز والتسليح والتمويل وحتى تحديد عدده لسرعة استجابة المتطوعين ورغبتهم للتوجه
 الى منازلة الاعداء التكفرين .
ان الحشد الشعبي عبارة عن اناس مشحونين ايمانا وعقيدة دينية ويبغون هدفا واحدا هو الدفاع عن ارض العراق ومقدساته وقد جسدوا هذا في الواقع العملي وحققوا الانتصارات التي حمت ارض وعرض العراقيين في الرمادي وتكريت وديالى والشهادة عندهم اولى … اليوم الطامة الكبرى كيف يقارن بالحرس الوطني المنوي قيامة والذي طالبت به الاحزاب السياسية وافراده عبارة عن اشخاص بدلوا جلودهم خمس مرات من بعثيين الى قاعدة الى صحوات الى ثوار عشائر الى دواعش واليوم يريدون ان يكونوا حرسا وطنيا ’ وهناك من المطالبات التي يجب رفضها وهي تخفيض اعداد الحشد الشعبي وزيادة
 اعداد الحرس الوطني وأن “الحشد الشعبي” سيكون ضمن الحرس الوطني ، والمفروض يكون العكس لان هذا قائم وذاك ينوي انشاءه وتشكيله , كما يريدوا مناصري الحرس الوطني المشاركة في المراكز القيادية ، وإدارة هيئة الحشد وهذا سيجعله مخترقا كما هو حال قوات الجيش والشرطة , وقد نسوا هؤلاء او تناسوا لماذا فشلت الصحوات عندهم بعد ان كانت ناجحة في البداية ؟…ولحد الان متحير من السر العميق الذي يقول”البيشمركة” الكردية ستكون خارج الحرس الوطني… المفروض يبين لنا سبب منطقي ومعقول لهذا ولماذا يصمت سياسيو اهل الجنوب واهل المثلث الغربي وينبطحون امام المطالب
 الكردية؟ في حين فيما بينهم يتشاطرون ويتقاتلون … ولماذا لا يدافع سياسوا مناطقنا عن الحشد الشعبي الذي هو تشكيل وطني غير مكاني يضم عراقيين من اهل السنة والمسيحين والصابئة ؟ في حين الحرس الوطني المنوي قيامه سيكون من طائفة واحدة وعمله مكاني .
اخيرا نحن تجمع كتاب الحشد الشعبي في العراق نطالب الحكومة الاتحادية والمرجعية الرشيدة ان يكون الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية قائمة بذاتها لا يغير عنوانها ولا يدمج افرادها ضمن الحرس الوطني الذي ينونون تاسيسه وان يكون للحشد الشعبي قواعد ومقرات ثابتة في وسط وجنوب العراق مجهزة بكل المعدات والتجهيزات العسكرية وان يكون ملاكهم على صنفين دائم وهم شريحة الضباط وأصحاب الخبرة التراكمية الذين نحتاجهم بشكل مستمرمن الناس المستقلين والمزكين وطنيا ، وآخر احتياطي يتم التعاقد معهم وتدريبهم في كل عام والاستعانة بهم في وقت تتعرض مدننا الى
 مخاطر”كقوات احتياطية لحماية المناطق بدءا من سامراء حتى الفاو والعون والمساعدة للمناطق الاخرى في المثلث الغربي اذا طلب منها ورحب بها للتواجد هناك كما حصل في مدينة الضلوعية وبعض مناطق تكريت ومناطق الرمادي وان تحضى هذه المؤسسة بالتخصيص المالي من الموازنة السنوية في كل عام .
اننا نتمسك بتشكيلات الحشد الشعبي لانها الضمانة لحماية ارضنا وعرضنا ومقدساتنا اسوة باقليم كردستان الذي يتمسك بكل قوة بقوات البيشمركة لانه يدرك جيدا انها الضمان الحقيقي لحماية الاقليم .
اخيرا كل الحب والتقدير والاعتزاز للاخوة الكتاب المبدعين الذين يجاهدون مع الحشد الشعبي باقلامهم النظيفة نصرة لدينهم وحبا بوطنهم وفي مقدمتهم شيخنا واستاذنا العميد احمد الشمري .

أحدث المقالات

أحدث المقالات