20 مايو، 2024 3:45 ص
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي هل فعلا مليشيات ” سائبة ” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لو كانت عشرات المليارات من الدولارات التي صرفت في السنوات الماضية على القوات المسلحة العراقية ، قد صرفت من اجل تأسيس جيش محترف قادر على الدفاع عن الوطن والشعب ،بدلا من ذهاب هذه المليارات في جيوب الفاسدين ، لما كنا بحاجة الى المتطوعين من أبناء الحشد الشعبي الأبطال للدفاع عن مدن العراق التي سقطت الواحدة تلو الأخرى بلا قتال ؟؟؟؟

أقول لو … مجرد لو !!!!!

لكن …. بما أن خفافيش الظلام ، إرهابيو العصور المظلمة ، قاطعوا رؤؤس الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ ، قد احتلوا بلادنا ودمروا مدننا وشردوا شعبنا تحت عنوان كوارثي هو ” دولة الزعران الهمجية ” ، و بما أن نكبة حزيران العراقية قد حدثت والقوات العسكرية قد انهارت بسبب فساد قادتها ، لم يكن أمام الشباب العراقي ألا تلبية نداء المرجعية التي أعلنت الجهاد .

هؤلاء الشباب الواعي الذي حمل السلاح من أجلك ومن اجلي ، من اجل الأطفال والنساء والشيوخ ، من اجل العراق والمنطقة والعالم … هؤلاء الأبطال سوف يسجل التاريخ أسمائهم بماء من ذهب ، هؤلاء الغيارى الذي يشرفني أن اقبل أياديهم ، يستحقون منا أن نقدم لهم الدعم المالي والمعنوي في كل لحظة .

هؤلاء الأبطال هم الصفحة المشرفة من تاريخ العراق الحديث ، هؤلاء الأبطال الذين سالت وتسيل دمائهم في ساحات الوغى ليسوا مليشيات “سائبة ” ، بل السائبون والسائبات هم الذين اصطفوا في معسكر الهمجية والذين حرضوا ويحرضون إعلاميا ضد الحشد الشعبي في فنادق خمس نجوم .

السائبون والسائبات هم الذين باعوا المحافظات العراقية ( الموصل ، الانبار ، صلاح الدين ) ظنا منهم ان يحصلوا على جزء اكبر من الكعكة تحت عنوان الدفاع عن مظلومية ” السنة ” ، لكن نتائج فعلتهم هذه جاءت وبالا على أهل السنة في العراق ، مئات الألوف من العوائل السنية العراقية نازحه وبلا مأوى ، ألوف الطلبة بلا مدارس ، ملايين من العراقيين بلا مستقبل ، والسائبون في فنادقهم لا يستحون ويقبضون من هنا وهناك ، لكن التاريخ لا يرحم .

السائبون الذين ينعتون قوات الحشد الشعبي بالمليشيات ” الطائفية السائبة ” يدعونا الى طرح الأسئلة الآتية :

هل الحشد الشعبي مليشيات ؟؟

نعم انه كذلك ، قوات شعبية غير نظامية تخضع لسيطرة الحكومة العراقية ، وليس عيبا ان يمتلك البلد مليشيات للدفاع عنه حتى في حالات وجود قوات حكومية قوية في العدة والعديد ، وفي بلدان مستقرة امنيا واقتصاديا وسياسيا ، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية ، هناك قوات مسلحة شعبية وهناك قانون ينظم هذه القوات تحت عنوان ” المليشيات ” وهي تخضع لأشراف وتدريب القوات المسلحة الحكومية الأمريكية وتمول من الحكومة والغرض منها هو الدفاع عن الأراضي الأمريكية في حالة تعرضها لعدوان او غزو .

هل الحشد الشعبي قوات ” سائبة ” ؟؟؟

قطعا لا ، بل هي قوات شعبية تخضع لنوعين من الانضباط ، الأول : هو الانضباط الروحي الوطني ( المعنوي ) الذي يستمد قوته من تعليمات المرجعية التي لا تخاف من تشخيص الخلل والزلل متى ما وقع في جبهات القتال ، من خلال خطب الجمعة الواضحة والصريحة التي حذرت هذه القوات الشعبية من بعض السيئين المندسين في صفوف هذه القوات والتي قامت ببعض الأعمال المشينة ، والتي استنكرتها وشجبتها المرجعية .

الانضباط الثاني : هو الانضباط العسكري( المادي ) ، أي خضوع هذه القوات الى القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ، وهي تخضع الى المراتب التي تقودها .

آذن ، لسنا أمام قوات ” سائية ” بل قوات شعبية عراقية تطوعت للدفاع عن بلادنا وشعبنا ، قوات منضبطة من شبابنا العراقي الواعي الذي حسم المعركة لصالح الشعب والتاريخ والإنسانية . ومن حقنا بل من واجبنا أن نفتخر بهم ونقدم لهم الدعم ماديا ومعنويا ، وعلى أصحاب النوايا السيئة و الأجندة الطائفية من السائبين والسائبات أن يعرفوا حقيقة هي ليست غائبة عنهم لكننا نذكرها هنا عسى ولعل يستفاد منها هؤلاء السائبين والسائبات ، والتي هي أن جمهورية إيران الإسلامية هي جار العراق الكبيرة والتي لها علاقات تاريخية وعقائدية مع الشعب العراقي ، وهذه الدولة المجاورة كانت ومازالت وسوف تستمر في دعم الشعب العراقي من اجل أمنه واستقراره ، ولولا دعمها العسكري أثناء نكبة حزيران العراقية لما بقت بغداد ولا اربيل ، ولولا دعمهم لكانت مدننا عبارة عن محميات لمجاميع إرهابية تعيث بالأرض فسادا وبالعباد تقتيلا وسبايا .

ختاما ، نقول للحكومة العراقية ان تقدم الدعم المالي لأبطال الحشد الشعبي وان تكرس كل طاقاتها من اجل تسليحهم ودفع رواتبهم والاعتناء بعوائلهم ، وعلى المخلصين من شعبنا ان يقف حتى ولو بأضعف الأيمان معهم بالدعاء لهم بالنصر القريب وبالكلمات لكشف حقيقة تضحيات هؤلاء الأبطال العراقيين .

المجد والخلود لشهداء العراق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب