18 ديسمبر، 2024 6:07 م

الحشد الشعبي مابين الثلاجة والثرثار

الحشد الشعبي مابين الثلاجة والثرثار

شهدت الفترة الماضية حملات اعلامية كثيرة ممنهجة ضد الحشد الشعبي كان الهدف منها الاساءة اليه مرة وإحباط معنوياته ومرة اخرى  ليكون غير قادر على التأثير في ساحة المعركة وبالتالي افشال فتوى الجهاد الكفائي التي تأسس على ضوئها الحشد الشعبي.

فبعد الانتصار الذي حدث في صلاح الدين وتحرير تكريت والمناطق المحيطة بها هذا الانتصار الذي جعل اعداء العراق يشنون حملات اعلامية ضد الحشد الشعبي متهمين اياه بحرق المنازل وسرقتها من اثاثها المنزلية كالأغطية والافرشة والثلاجات حتى وصل الامر بأحدهم ان يتهم الحشد الشعبي وعلى القنوات التلفزيونية بسرقة الدجاج !!.

 فكان ان انبرت وسائل الاعلام  وتوحدت الاقلام  في حملة كبرى للدفاع عن الحشد الشعبي وانتصاراته لتسقط كل التهم والادعاءات ضده وأصبح من يتحدث بهذه الاتهامات يشعر بالحرج ويصبح محل سخرية لان الخطاب الاعلامي والمشاعر والمعنويات التي حدثت بعد الانتصار لايستطيع احد ان يقف ازائها.

فما الذي حدث بعد حادثة الثرثار .؟

لايختلف اثنان ان حادثة الثرثار قد سبقتها جرائم ومجازر كثيرة لاتغيب عن اذهان العراقيين فمن منا ينسى ايام الاسبوع الدامية ,الاحد الدامي والاثنين الدامي والثلاثاء الدامي حتى اصبحت جميع ايام الاسبوع دامية ثم جاءت جريمة العصر “سبايكر” وسجن “بادوش” ومجزرة “الصقلاوية” كل هذه الاحداث  لم توجد توحدا في الخطاب على عموم اطياف الشعب العراقي ضد الحكومة فهذا يدافع عن الحكومة بحجة انها في حرب مع الارهاب من جهة وذاك ينتقد الاداء السيئ والهزيل لها رغم هول ماكان يحصل وذهاب المئات من الشهداء.

كان لزاما على تنظيم داعش وإعلامه ان يوجد له نصرا ولو وهميا بعد انتصار تكريت فمن محاولته الاستيلاء على مصفى بيجي الى صنعه حادثة الثرثار التي هي شبيهة بحادثة قتل المصريين في ليبيا او حرق الطيار الاردني “الكساسبة” لكي يستطيع ان يؤثر على معنويات القوات الامنية والحشد الشعبي هذه الحادثة وعلى رغم بؤسها وسوء اخراجها إلا انها اخذت صدا اعلاميا واسعا تجاوز جميع ردود الافعال التي حدثت بعد كل المجازر التي ذكرناها ذلك لان طرفا سياسيا دخل على المعادلة محاولا ان يستغل هذه الحادثة وإيصالها الى المتلقي على انها مجزرة وإنها تفوق ماحدث من مجازر في السابق داعيا جماهيره وأنصاره وبوسائل متعددة الى التظاهر والإطاحة بالحكومة.

لقد كان هم تنظيم داعش من هذه الحادثة هو التأثير على معنويات القوات الامنية والحشد الشعبي قبل الدخول في معركة تحرير الأنبار فبعد تحريرها لن يكون لإعلامه أي صدى او تأثير ولكن الذي ساعده على احداث هذا التأثير المسبق هو هذا الطرف السياسي الذي استخدم ماكنته الاعلامية  في محاولة منه للحصول على مكاسب سياسية تعيد له بريقه الذي أفل وللتغطية على فشله في ادارة الدولة طيلة الفترة الماضية ولإثبات بأنه مازال قوة سياسية مؤثرة مساعدا بذلك تنظيم داعش على التأثير على معنويات القوات الأمنية والحشد الشعبي وحتى التأثير على معنويات الشارع العراقي الداعم للحكومة في تصديها للإرهاب  فأصبحت دماء الشهداء ومستقبل البلاد تجارة يتاجرون بها متناسين ان سهامهم موجهة الى ابناء جلدتهم ومن يدافعون عنهم ويقدمون ارواحهم دونهم مجانا .

يقينا ان حملة الاتهامات التي استهدفت الحشد الشعبي والإساءة اليه بعد تحرير تكريت فشلت فشلا ذريعا وأصبح الشعب العراقي يطلق عليها حملة “الثلاجة ” تندرا على من أساءوا الى الحشد الشعبي فكذلك سوف تفشل حملة الثرثار وسيجر من صنعها ومن روج لها ذل الهزيمة والعار وسيبقى الحشد الشعبي القوة التي ستحرر تراب الوطن من تنظيم داعش والداعمين له وغصة في حلق السياسين الفاشلين الذين يتاجرون بدماء ابناء هذا الوطن.