13 أبريل، 2024 12:22 م
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي قضية تتجاوز قدرات العبادي بکثير

Facebook
Twitter
LinkedIn

مثنى الجادرجيأمر طبيعي و عادي جدا تلك المواقف المتشنجة و الغاضبة التي صدرت عن شخصيات عراقية وفي مقدمتهم حيدر العبادي، رئيس الوزراء و آخرون من قادة الميليشيات التابعة لإيران و بشکل خاص هادي العامري و قيس الخزعلي اللذين هما أکبر قائدين ميليشياويين تحت أمرة الارهابي المطلوب دوليا قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، إذ أن عراق مابعد 9 نيسان2003، صار أشبه مايکون بإقطاعية تابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وليس بإمکان من يقوم هذا النظام بإنتدابه کي يعمل لصالحه في أي موقع و منصب يحدده أن يقف بوجهه!
إشادة حيدر العبادي بالميليشيات الحشدوية و إسباغه الصفات”المثالية” عليها، مسألة عادية جدا وليس من الغريب حدوثها وانما الاغرب عدم حدوثها، لکنه”أي العبادي” الذي يستظل الان تحت مظلة أمريکية ـ إيرانية في ظاهرها لأسباب مختلفة، بإمکانه أن يخدع الامريکيين و حتى يموه عليهم بطرق مختلفة، لکنه أعجز مايکون عن”اللعب بذيله”أمام إيران و القيام بأية مناورة و عملية خداع ضدها، وهذا الامر يبدو إن واشنطن لحد الان لاتدرکه، عندما تسعى للمراهنة على رجل مقيد بسلاسل و أغلال النفوذ الايراني أن يقف بوجه عملائها و وسائلها في العراق.
ميليشيات الحشد الشعبي التي أشاد و أثنى عليها العبادي کثيرا أمام وزير الخارجية الامريکي تيلرسون، هي ذات الميليشيات الطائفية التي إرتکبت جرائم الابادة الطائفية و عمليات القتل و الاغتيال ذات الطابع الطائفي و تهديم البيوت و جرف البساتين و تهجير العوائل و فرض الاتاوات و عمليات الخطف و فتح السجون، بل وإن هذه الميليشيات التي باتت تعبر عن الموقف العراقي العام أکثر من العبادي نفسه، هي التي تشکل الواجهة السياسية للعراق من مختلف الاوجه، وإن العبادي ليس سوى بتابع مغلوب على أمره لها.
الامريکان الذي يريدون أن يعيدوا حساباتهم في العراق، عليهم أن يعلموا بأن رجلا ضعيفا کحيدر العبادي، ليس بإمکانه أبدا أن يقف بوجه الميليشيات فکيف الحال إذا طلبوا منه الوقوف بوجه إيران نفسها، وإن واشنطن تقوم بإرتکاب خطأ کبير لايمکن أن يغتفر عندما تلقي بکراتها في سلة هکذا رجل ضعيف متردد ليس بإمکانه إلا أن يردد مامن شأنه خدمة المصالح الايرانية في العراق، إذ أن الحشد الشعبي هو بالاساس في خدمة المشروع الايراني وهو من أحد عوامله و وسائله المتباينة لتنفيذه في المنطقة، وإن حيدر العبادي وکما قلنا أضعف من أن يقف بوجهها بل إن هذا الحشد بإمکانه أن يقتلع العبادي و حکومته من الجذور فيما لو صدرت الاوامر له من جانب قائده الحقيقي قاسم سليماني!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب