7 أبريل، 2024 1:47 ص
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

معظم المتابعين للشأن السياسي في العراق يعتبرون ان الحشد الشعبي عبارة عن هيئة ذات طابع عسكري تشكلت بموجب فتوى المرجعية المعروفة خلال إجتياح داعش لثلث مساحة العراق وإعلان دولة الخلافة الإسلامية . ونتيجة بعض الملابسات أطر الحشد الشعبي تشريعياً ليكون جزء من المنظومة العسكرية ويأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة ( وهو رئيس الوزراء حسب النظام السائد في العراق ) . بالرغم من طبيعة وخصائص التشكيلات المكونة لهذه المنظومة وتبعياتها داخلياً وخارجياً ، والتي يغلب عليها الطابع المذهبي الشيعي كان الهدف المعلن من تشكيل الحشد الشعبي هو مواجهة خطر داعش للحيلولة دون التوسع ومن ثم السيطرة على نظام الحكم كلياً لكون ان الجيش العراقي النظامي بتشكيلاته المختلفة في حينه كان غير قادر على مواجهته والقضاء عليه . ونجحت الفتوى بإمتياز في حملة القضاء على داعش في العراق بمساعدة الجهات الخارجية العسكرية واللوجستية ، وبدونها ليس للعراق من وجود .
وبعد القضاء على داعش ، حسب ما أعلن ، وتحرير الأراضي العراقية كلياً فإنه يفترض أن يُحل الحشد الشعبي ويكرٌم لدوره في حماية الوطن من الأعداء وتعود الحياة بشكل طبيعي كدولة ومجتمع ومؤسسات وأفراد . إلا ان النتيجة كانت بقاء الحشد الشعبي بتكويناته العسكرية والتنظيمية كقوة عسكرية قوية تخضع لأجندات مختلفة ومتقاطعة ومؤثرة بشكل كبير في المشهد السياسي العراقي بكل تفاصيله .
الحشد الشعبي ، بتكوينه الطائفي ، لم يشكل إلا لسبب واحد فقط ، ليس مواجهة داعش للدفاع عن الوطن وإنما للدفاع عن النظام الذي يخضع للطائفة الشيعية . أي ان تشكيلات الحشد الشعبي ما هي إلا قوة عسكرية فاعلة تحمي السلطة في حالة تعرضها إلى أي خطر محلي أو خارجي ينقلب عليها أو يزيحها عن التحكم بإدارة الدولة . فالحشد الشعبي هو القوة العسكرية المطلقة التي تحمي النظام في حالة تعرضه لأي خطر محلي أو خارجي . وهذا يعني ان أي إنقلاب عسكري سيفشل بوجود ما يسمى بالحشد الشعبي ، وأي تحرك شعبي ضد سياسات الدولة المجحفة بحقوق الشعب سيقابل بالقمع والقتل من قبل هذه القوى .
النتيجة ، ان الحشد الشعبي سيكون هو القوة الأساسية والمهيمنة على مقدرات العراق خلال المرحلة القادمة وهو من يرسم السياسات العامة رغماً عن رئيس الوزراء أو رئيس النواب أو حتى القضاء أو غيره . الحشد الشعبي عبارة عن نسخة مشابه من الحرس الثوري الإيراني الذي هو عبارة عن عماد بقاء وديمومة النظام الإيراني ، وبذلك سوف تفشل كل محاولات إلغاء الحشد الشعبي لأنها مسألة حياة أو موت لنظام الشيعة في العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب